«اتحاد الكتاب اللبنانيين»: ندفع ثمن سلبيات السياسة ونعانى من تردٍّ عام

كتب: إلهام زيدان

«اتحاد الكتاب اللبنانيين»: ندفع ثمن سلبيات السياسة  ونعانى من تردٍّ عام

«اتحاد الكتاب اللبنانيين»: ندفع ثمن سلبيات السياسة ونعانى من تردٍّ عام

أكد الدكتور وجيه فانوس، رئيس اتحاد الكتاب اللبنانيين، أن هناك العديد من المشكلات التى تواجه الفكر العربى فى كل البلدان، مشيراً إلى تراجع الإقبال على القراءة والاهتمام بقضايا الثقافة، بسبب تغير المعطيات الدولية. وأشار «فانوس»، فى حواره لـ«الوطن»، إلى أبرز مظاهر التردى الحضارى، والعلاقة بين ما يحدث على الساحة السياسية وحالة التراجع السائدة فى المجتمعات العربية.. وإلى نص الحوار:

كأمين عام لاتحاد الكتاب اللبنانيين.. ما أبرز التحديات التى تواجه الثقافة العربية فى الوقت الراهن برأيك؟

- نعانى فى الوطن العربى من تردٍّ ثقافى عام، لا تكاد تسلم منه دولة، بل نعانى من انحلال فى المجالات الأدبية والثقافية والفنون، يواكبها إعلام مصفق أكثر مما هو ناقد ومحلل، ونأمل فى أن نتخلص من هذه الحالة، لأن أى أمة عندما تتخلى عن النقد الحقيقى تخسر كدولة، وعندما تعود إلى النقد العلمى الموضوعى تتمكن من الوقوف على قدميها، وتجربتنا فى مرحلة النهضة العربية خير دليل على ذلك، فلم تقم هذه النهضة لولا ما رافقها من نقد.

{long_qoute_1}

كان هناك مقولة معروفة وهى «القاهرة تكتب وبيروت تنشر والعراق تقرأ».. ما رأيك؟

- هذا قول أصبح من تراثيات تاريخ الأدب المعاصر، ويتساءل الناس أين صار فى الوقت الحالى، لكن هذه المقولة انتشرت قبل 40 أو 50 سنة، ومنذ ذلك التاريخ إلى هذه اللحظة جرت أمور كثيرة، وتغيرت مفاهيم ومعطيات، فوقت مرحلة صدور المقولة كانت القاهرة فى أوج قيادتها للعالم العربى اجتماعياً واقتصادياً وفنيا وثقافياً، وكانت بيروت تنعم بحرية النشر والقول والتصرف ولم يكن ثمة أى قيد يقف فى وجه أى ناشر لنشر ما يريد إلى أن وصل الأمر إلى حدود الفوضى، وكانت بغداد مؤمنة إيماناً مطلقاً بأن الثقافة لا بد أن تكون فاعلة، وكان أبناء العراق يرون أنهم المسئولون عن الثقافة فينصرفون إلى القراءة، ويثبتون وجودهم فى محافل الفكر والنقاشات الموضوعية، أما اليوم فقد تغيرت كل هذه الأمور، فبغداد تبكى على تفككها، وبيروت تبحث عن حريتها والخلاص مما خلفته الصراعات الطائفية والمذهبية، والقاهرة تعيش بؤساً اجتماعياً وسياسياً مؤلماً جداً، فهذا العالم العربى يتلهى بأوجاعه، فالتحديات تكاد تكون قاتلة للجميع، وعمليات التأليف والنشر والقراءة ما زالت قائمة، لكن لم تعد بذلك العمق والوعى الذى كان قبل 50 سنة، والأمر الآخر أن ثمة قوة جديدة، دخلت هذا المجال وقدمت مفاهيم أخرى، هى التواصل الاجتماعى والنشر الإلكترونى الذى لا يتطلب ورقاً ولا حبراً ولا إذناً من الرقيب، لذلك علينا أن نبحث اليوم مفاهيم جديدة، ولا أظن أبداً أن القارئ العربى سيتخلى عن تعمقه فى المستقبل إذا شاء الريادة، وقد تتوقف دور النشر الورقية لكن الإبداع سيظل هنا وهناك.

كيف أثر عدم الاستقرار السياسى فى لبنان على الشأن الثقافى؟

- لا شك أثر ذلك كثيراً على المسارات الثقافية إذ إنه قد يكون من المحفزات للنشاط الثقافى، كما قد يكون من الأمور المحبطة إذا كان الأمر السياسى سلبياً فى فعله، والمرحلة العربية تجنى سلبيات السياسة، وفى لبنان التجربة أثبتت أن السياسة أثرت سلباً على الثقافة فى مراحل كثيرة، لكن اليوم وبعد أن تفهم الفكر هذا الواقع السياسى السلبى، عادت المنتديات والملتقيات الثقافية نشطة جداً، كما أن الصحافة عادت إلى شىء من أوجها، رغم أن الصحافة المكتوبة تكاد أن تتوقف. إلا أن الصحافة وجدت مساراً آخر على صفحات الإنترنت، والفكر لا يمكن أن يتوقف، بل يقاوم كل ما يوقفه.

صحيفة «النهار» فاجأت القراء بصفحات بيضاء فى أكتوبر الماضى.. كيف تلقى القارئ اللبنانى ذلك؟

- تم استقباله بذهول وتفهم وتعاطف وموافقة، ففى بداية الأمر اعتقد البعض أن الأمر له علاقة بالصحافة، خاصة أن كثيراً من الصحف الورقية فى لبنان بدأت تتوقف، نذكر منها صحيفة «السفير»، ومؤسسة «الأنوار» بكامل منشوراتها، وذلك طبعاً بسبب الصراع العالمى بين الصحافة الورقية وصحافة الإنترنت، لكن موقف «النهار» كان موقفاً وطنياً اعتراضاً على تأخر تشكيل الحكومة التى يطالب بها لبنان، لرعاية المصالح الوطنية، ونتمنى أن تنتهى أسباب التأخير.

ما الأسباب وراء تأخير تشكيل الحكومة لديكم؟

- لا تنسى أن الرئيس تمام سلام، الذى كان قبل سعد الحريرى، أمضى سنة كاملة حتى شكل الحكومة، لكن اليوم ثمة ضغوطات كثيرة، وأمور خارجية وداخلية كثيرة أيضاً، منها ما يسهل تعجيل تشكيل الحكومة، ومنها ما يسهم فى تعطيل تشكيلها، ونعلم شئنا أم أبينا أن لبنان عبر التاريخ ليس سوى مرآة صافية لما يجرى حوله، فلنكن واقعيين وناضجين فى الفهم السياسى.

ما الدور الذى لعبه اتحاد الكتاب اللبنانيين فى موضوع تأخير تشكيل الحكومة؟

- الاتحاد أصدر بياناً وطنياً شاملاً فى هذا المجال، تبنته الكثير من الجهات، وقال البعض إن هذا البيان يصلح أن يكون مسودة للبيان الوزارى المقبل.


مواضيع متعلقة