«المهاجرون» إلى حلبات السيرك الخاص: «القومى» بيتنا الأول

كتب: ضحى محمد

«المهاجرون» إلى حلبات السيرك الخاص: «القومى» بيتنا الأول

«المهاجرون» إلى حلبات السيرك الخاص: «القومى» بيتنا الأول

من عباءة السيرك القومى خرجوا، يبحثون عن مكان يقدّر مهاراتهم الفنية ويوفر لهم رواتب محترمة، بعد سنوات من إجحاف حقهم داخل بيتهم الأول.

وفى طريق البحث لم يجدوا سوى السيركات الخاصة التى فتحت أذرعها لهم، كما أمّنت لهم رواتب تساير خبراتهم وخطورة ألعابهم، ومع الوقت أصبح «المهاجرون» العمود الفقرى لأهم السيركات الخاصة فى مصر.

{left_qoute_1}

يحكى أحمد ياسين، لاعب البلانسات الهوائية: «دخلت السيرك القومى وأنا عندى 5 سنين من خلال والدى، واشتغلت فيه 35 سنة، وسبته لما انتشرت السيركات الخاصة وطلبت لاعبين خبرة».

ويوضح ياسين، لـ«الوطن»: «الأعباء المعيشية، والإهمال فى التدريبات، وعدم الاهتمام بالملابس والشكل العام للسيرك القومى، كلها مشكلات دفعتنا للاعتماد على أنفسنا وترك بيتنا الأول».

ويعدد لاعب البلانسات الأسباب التى جعلته يتجه للعمل بالسيركات الخاصة، وعلى رأسها الإهمال الذى سيطر على السيرك القومى، مضيفاً: «يعنى بعد ما كان مُصنَّف من بين أفضل عشرة على مستوى العالم، يضربه الإهمال فى كل التفاصيل، سواء على مستوى اللاعب والفقرات التى يقدمها، أو حتى مقدّرات المكان وأجهزته والملابس التى يرتديها اللاعبون، وغيرها».

وعن المميزات التى يوفرها السيرك الخاص، يقول ياسين إن أهمها على الإطلاق «إننا بنستفيد مادياً وفنياً، لأن أجور لاعبى السيرك عالية، تقديراً لطبيعة الألعاب الخطرة والفقرات الممتعة التى يقدمونها، إلى جانب وجود احتكاك بين الثقافات الفنية المختلفة».

فيما يتعلق بجولات السيرك بالمحافظات، يقول اللاعب إن السيرك القومى كان صاحب الريادة فى هذه الجزئية سابقاً، إذ كان يملك 3 فرق، الأولى تعرض بالعجوزة، والثانية مخصصة للوجه البحرى، والأخيرة للوجه القبلى، ونتيجة تخفيض الميزانية اكتفى بالعرض فى العجوزة فقط، وحدث هذا بالتزامن مع انتشار السيركات الخاصة، التى استفادت جيداً من انسحاب «القومى» من المحافظات، فحققت مكاسب عالية، ليس فقط لسيطرتها على الساحة بمدن قبلى وبحرى، بل لأن السيرك التابع للدولة كانت أسعار تذاكره اقتصادية مقارنة بالخاص.

ويثنى ياسين على قرار الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، بشأن حصول السيركات الخاصة على ترخيص من السيرك القومى قبل مزاولة عملها، موضحاً: «اقترحت على الوزير منذ 2015 الأمر، ففى ظل مطالبة بعض الأشخاص بإنهاء مشاركة الأجانب فى السيركات، رأيت أن وجودهم يفيدنا بشكل غير مباشر، وهذا ما قلته، إذ إن مشاركتهم بأى سيرك خاص حاصل على تصريح عمل يفيد فى تعليم شباب السيرك القومى والاستفادة منهم، وأرى أن القرار مُنصف وغير مؤذ وينظم العملية بشكل عام»، معتبراً أن نجاح القطاع الخاص مستمد من عناصر السيرك القومى. بينما يحكى إسلام ضاحى أحد لاعبى السيرك القومى: «القومى» بيتى الأول وتركه ليس بالأمر الهين، لكن الأسباب المادية دفعتنى لاتخاذ القرار، موضحاً: «من مزايا السيرك الخاص تعامله مع لاعبى السيرك القومى كفنانين وليس موظفين، كما يفعل السيرك القومى».

ويقول ضاحى، لـ«الوطن»، إن من بين المشكلات التى كانت تواجهه فى السيرك القومى تحمله أعباء العلاج حال تعرضه لأى حوادث، مضيفاً: «كنا بنعالج نفسنا لو اتعرضنا لأى مشاكل صحية، ومش فى إيدينا غير إننا نتفادى الإصابات». ويرى ضاحى أن قرار وزارة الثقافة بمنح السيركات الخاصة تراخيص العمل عن طريق السيرك القومى أمر جيد، مضيفاً: «بعض السيركات بتنصب على الأجانب وبيعاملوهم معاملة سيئة، ما يؤثر على سمعة السيرك فى مصر، والقرار هينظم العملية، خاصة بعد زيادة عددها بشكل ملحوظ»، مقترحاً تدشين ما يسمى بـ«اتحاد السيركات الخاصة»، لجمع كل السيركات تحت مظلة واحدة.


مواضيع متعلقة