تدنى الأجور وقلة عدد اللاعبين وغياب المدربين المحترفين أبرز مشكلات «السيرك القومى».. والحل فى يد وزارة الثقافة

تدنى الأجور وقلة عدد اللاعبين وغياب المدربين المحترفين أبرز مشكلات «السيرك القومى».. والحل فى يد وزارة الثقافة
- أزمة الرواتب
- أعلى مستوى
- إنشاء مدرسة
- السيرك القومى
- المهرجانات الدولية
- تحقيق النجاح
- تعليم الأطفال
- عمالة الأطفال
- أزمة الرواتب
- أعلى مستوى
- إنشاء مدرسة
- السيرك القومى
- المهرجانات الدولية
- تحقيق النجاح
- تعليم الأطفال
- عمالة الأطفال
أشخاص لا يعرف الخوف طريقاً إلى قلوبهم، يحبون ما يقدمون، ويسخّرون كل إمكانياتهم لإنجاحه، لا يأبهون للصعاب، المهم التركيز والثبات لتحقيق النجاح المطلوب، بعضهم بدأ المهنة فى سن صغيرة، والآخر استمر رغم تقدمه فى السن، حياتهم تمحورت حول خيمة بإمكانيات متواضعة، ورغم ذلك فإن شغلهم الشاغل تقديم عروضهم على حلبة السيرك القومى بمهارة تأسر الأرواح قبل أن تخطف الأبصار، لكن النجاح الكبير الذى يحققه فنانو السيرك لا يتناسب مع المشكلات الكثيرة التى يعانى منها المكان، والأوضاع المتدهورة بشكل يهدد استمراره. وللإنصاف فإن هذه المشكلات ليست وليدة الفترة الحالية، إذ إن بعضها تراكم عبر السنين دون حل جوهرى يحول دون تأزم الحال.
{long_qoute_3}
«أجرى 7 جنيه يومياً، وكمان بفضل 4 شهور عشان أقبضه أحياناً»، أكبر مشكلة تواجه حسين الجهورى، لاعب السيرك القومى، ابن الـ16 عاماً، موضحاً: «الغريب إن ممكن نشارك فى عروض بالمحافظات بنفس المبلغ دون زيادة، لا ومش كده بس، لحد من كام شهر كنت بعتمد على نفسى فى شراء الملابس، وده عبء كبير عليا»، ويستطرد: «حالياً الموضوع اتطور شوية وسلموا كل واحد طقم جديد بعد 7 سنين من آخر مرة تسلمنا فيها ملابس».
ويطالب «الجهورى» الدولة بالتدخل ودعم أحد أقدم مسارح الترفيه فى البلاد: «من مميزات السيرك أنه مناسب لجميع أفراد العائلة، ويقدم فقرات رغم كونها متعددة أشكال الخطورة فإنها ممزوجة بالبهجة، لذا من المهم أن تهتم الدولة به وتدعمه بمدربين لديهم خبرات واسعة فى المجال، من أجل تدريب الفريق على أعلى مستوى وإتاحة الفرصة لتمثيل مصر فى المهرجانات الدولية بشكل يليق بها».
{left_qoute_1}
فيما ترى هدى طارق الحلو، البالغة من العمر 24 عاماً، أن الرواتب التى يحصلون عليها مقابل كل فقرة لا تكفى، مضيفة: «كأننا شغالين على حسابنا ومكملين حباً فى المهنة»، مشيرة إلى خطورة الألعاب التى يقدمونها وضرورة تساوى الأجر مع مخاطر الفقرات «عشان نفسية اللاعبين تتحسن ونقدر نسعد الجمهور».
هدى، الحاصلة على ليسانس آداب يابانى، والتى تشارك والدها طارق الحلو تقديم لعبة «الميزان الطاير» على حلبة السيرك القومى، توضح أن الصورة التى ينقلها الإعلام عن السيرك دائماً سيئة، فدائماً يقدم الأوضاع داخله مليئة بالهرج والمرج وهذا غير صحيح، متمنية أن تهتم وزارة الثقافة بالسيرك القومى بشكل أكبر، وتمنح الشباب فرصة للتدريب، وتأخذ فكرة إنشاء مدرسة للسيرك القومى على محمل الجد.
{long_qoute_1}
أما مصطفى محمد عبدالعزيز، موظف وتخطى الـ30 عاماً، فيعتبر أن المشكلة الأساسية فى السيرك القومى قلة العدد، ما يضع أعباء إضافية على العاملين، موضحاً: «إحنا 250 فرد، مُقيدين على الدولة فى السيرك فقط»، مضيفاً أن الإدارة تستعين بهم أحياناً للسفر إلى المحافظات دون مقابل، منتقداً عدم اهتمام السيرك بمن يتعرض للإصابة أو تأمين مستقبله. «عدم وجود وسائل حماية للاعبين أو تأمين حال حدوث الإصابات أهم مشكلة لازم نتكلم عنها»، حسبما يرى طارق الحلو، ابن الـ53 عاماً، موضحاً أن فنانى السيرك معرضون للخطورة كل يوم أثناء تقديم فقراتهم، مشيراً إلى تحملهم تكاليف العلاج فى حالة الحوادث، «بنعالج نفسنا على حسابنا عشان مفيش مساعدات من السيرك».
ويقول طارق، لاعب فقرة «الميزان الطائر»: «قضيت 45 سنة فى السيرك بقدم فقرتى، ولما اتعرضت لكسور وإصابات خطرة عالجت نفسى على حسابى»، متحدثاً عن وضعه وزملائه الذين تقدموا فى السن: «مش حاسين بالأمان، وأغلبنا وصل لحالة من اليأس، عشان اللى بيخرج على المعاش بيتحول لموظف وبياخد ربع مرتبه»، مضيفاً أنه لا يزال على علاقة طيبة مع زملائه الذين خرجوا على المعاش، موضحاً: «عايشين حياة صعبة، مفيش أمان ولا وضع مستقر». «السيرك وُلد عملاقاً فى الستينات، بس دلوقتى مفيش ولا مسئول مهتم بوضعه»، يقول رسمى رستم، البالغ 76 عاماً، معتبراً أن مشكلته الأساسية عدم تغيير الفقرات وانقراض بعضها.
ويرى رستم، لاعب السيرك الذى خرج على المعاش بعد 40 عاماً من العمل بالمهنة، أن تدهور وضعه يرجع لعدم اهتمام الدولة بهذا النوع من الفن، مشيراً: «يعنى مثلاً الدولة لغاية دلوقتى لم تثبّت العاملين منذ الثمانينات بالسيرك، بتتعامل معاهم كمتعاقدين، وطبعاً هما مش حاسين بالأمان، خاصة إن بعضهم بيتعرضوا لمخاطر يومية».
فيما يقول أشرف أحمد، مدير شعبة سيرك القاهرة، إن «هناك مشكلات عدة تواجهنا داخل السيرك، أولها عدم الاهتمام بمستوى الفنانين، ما أدى إلى تراجع ملحوظ، لذا نحتاج إلى مُدربين متخصصين من الخارج، وهنا نعانى من البيروقراطية والقواعد الحكومية المتعثرة».
ويوضح مدير الشعبة لـ«الوطن»: لدينا أزمة عدم إعداد جيل ثانٍ من لاعبى السيرك، أو إضافة عناصر جديدة تتمتع بالخبرة والمهارة، إذ إن كل لاعب لديه إمكانيات معينة وبمجرد خروجه على المعاش لا يوجد من يخلفه بالإمكانيات ذاتها، مشيراً إلى عدم وجود مدرسة أو مكان مجهز لتعليم الأطفال بعمر 5 و6 سنوات أبجديات ألعاب السيرك، أو إصقال مهاراتهم؛ ليصبحوا فى المستقبل لاعبين محترفين.
{long_qoute_2}
ويتطرق أحمد إلى مشكلة منع الدولة عمالة الأطفال، قائلاً: «يجب أن يكون هناك استثناء للطفل، بحيث يُفصل بين العمل الفنى ونوعية الأعمال الأخرى»، مشيراً إلى أزمة الرواتب التى يعانى منها كل لاعبى السيرك القومى، على حد قوله، معتبراً أن فئة الصبية الأكثر تضرراً، موضحاً أن الحل يكمن فى تدخل الدولة وزيادة نسبة 10% على الدخل الأساسى للعاملين بالسيرك.
التركيز أبرز ما يميز لاعبى السيرك