«الجمهوريون» يتسلحون بالاقتصاد والموقف من الهجرة و«الديمقراطيون» يلعبون على أزمات الرئيس

كتب: محمد حسن عامر

«الجمهوريون» يتسلحون بالاقتصاد والموقف من الهجرة و«الديمقراطيون» يلعبون على أزمات الرئيس

«الجمهوريون» يتسلحون بالاقتصاد والموقف من الهجرة و«الديمقراطيون» يلعبون على أزمات الرئيس

شهدت الأسابيع الماضية جولات مكوكية استبقت يوم التصويت فى انتخابات التجديد النصفى للكونجرس لكل من الرئيس دونالد ترامب من أجل الحزب الجمهورى، والرئيس السابق باراك أوباما من أجل الحزب الديمقراطى، فانتخابات اليوم هى الأولى منذ الانتخابات الرئاسية فى 2016، وستسفر عمن سيسيطر على غرفتى الكونجرس حتى الانتخابات الرئاسية المقبلة فى نوفمبر 2020، التى لا يخفى «ترامب» نيته الترشح لها، بما يعنى ذلك من مكاسب أو متاعب لكلا الحزبين.

وحسب وكالة أنباء «فرانس برس» فى تقرير لها فإن «ترامب» هو الشخص الأكثر شعبية الآن فى الحزب الجمهورى، ومن هنا أتى سعى الحزب للحصول على دعمه فى الانتخابات، فى المقابل، فإن الرئيس الديمقراطى السابق باراك أوباما بات الوجه الأكثر طلباً من المرشحين الديمقراطيين لتقديم الدعم لهم، وهو الدور الذى كان يتولاه سابقاً الرئيس الأسبق بيل كلينتون.

{long_qoute_1}

وأمام أنصاره فى ولاية «مونتانا» كرر «ترامب» شعاراً مشابهاً للذى استخدمه فى السباق الرئاسى عندما أطاح بمنافسته الديمقراطية هيلارى كلينتون، وهو «لنحافظ على عظمة أمريكا»، وهو استكمال «لنعد إلى أمريكا عظمتها»، الذى رفعه خلال حملته الانتخابية عام 2016، وأضاف خلال التجمع لدعم المرشحين الجمهوريين أن «برنامج الديمقراطيين بشأن الهجرة هو جذب الاتجار بالمخدرات والاتجار بالبشر وتجمعات المجرمين»، معتبراً أن «الديمقراطيين» يريدون لأمريكا أن تصبح معقلاً كبيراً لأفراد العصابات، على حد قوله، موجهاً حديثه لسكان ولاية «مونتانا» الولاية الواقعة فى شمال غرب البلاد، قائلاً لهم إنه سيكون عليهم إغلاق أبوابهم ونوافذهم على الدوام فى حال فوز الديمقراطيين.

فى المقابل كان «أوباما» قبله بليلة وسط الديمقراطيين فى «أتلانتا» بجورجيا، حيث حضر لدعم «ستايسى أبرامز»، المرأة التى قد تصبح أول حاكمة سوداء البشرة تنتخب على رأس هذه الولاية الجنوبية، مؤكداً أنه جاء ليطلب منهم الذهاب إلى التصويت، معتبراً أن انعكاسات الامتناع عن التصويت كبيرة، لأن الولايات المتحدة على «مفترق طرق» وأن قيم بلاده على المحك، بحسب تصريحاته. ومع أن «أوباما» لم يذكر دونالد ترامب بالاسم فإنه ندد بخطاب يهدف كما قال إلى إخافة الناس «بكل أشكال الفزاعات».

وأمام اتهامه من الديمقراطيين بأنه تهاون مع اليمين المتطرف، وكان بشكل غير مباشر محفزاً للهجوم الدامى على كنيس يهودى فى «بيتسبورج»، ركز «ترامب» حملته على ملفين رئيسيين، هما الوضع الجيد للاقتصاد الأمريكى، والتصدى للهجرة غير الشرعية التى يعتبر أنها تؤثر على الوضع الأمنى.

{long_qoute_2}

وكرر «ترامب»، مساء الجمعة الماضى، فى «إنديانابوليس» أن «كونجرس جمهورى يعنى مزيداً من الوظائف وجرائم أقل»، مشدداً على أن حدوث «موجة زرقاء ديمقراطية يساوى موجة إجرامية، الأمر بهذه البساطة»، وفى المقابل اعتبر أن «موجة حمراء (جمهورية) تساوى وظائف وأمناً».

وظهرت استطلاعات رأى عدة فى الأسابيع الماضية وانحازت كلها لمصلحة الديمقراطيين بنحو 80% من أنهم سيحققون على الأقل الأغلبية فى مجلس النواب، إلا أنه وبعد مفاجأة الانتخابات الرئاسية لعام 2016، حيث كانت كل استطلاعات الرأى تذهب لمصلحة فوز الديمقراطية هيلارى كلينتون على «ترامب»، أبدت وسائل الإعلام الأمريكية مزيداً من الحذر متفادية تقديم تكهنات نهائية انطلاقاً من استطلاعات الرأى التى تعطى أفضلية على المستوى الوطنى للديمقراطيين فى مجلس النواب.

وضمن 435 مقعداً فى مجلس النواب التى سيتم تجديدها لعامين، ينحصر التنافس فى 60 دائرة، فى حين أن باقى الدوائر شبه مضمونة لهذا الطرف أو ذاك، أما فى مجلس الشيوخ فإن التنافس يدور على 35 من 100 مقعد لولاية من 6 سنوات، ومن المصادفات أن هذه المقاعد الـ35 توجد معظمها فى ولايات محافظة ما يعقد على الديمقراطيين سعيهم لاختراقها. ومع تمحورها حول «ترامب»، يبدو أن هذه الانتخابات تحظى بحماسة غير مسبوقة بالنسبة إلى موعد انتخابى لا يجلب عادة إلا ما بين 40 و45% من الناخبين، مقابل أكثر من 60% فى الانتخابات الرئاسية.

«هى محاولة لحشد المدفعية الثقيلة»، هكذا علق مدير مركز دراسات المناطق الدولية الدكتور محمد كمال، فى اتصال هاتفى لـ«الوطن» على المواجهة الحالية بين «ترامب» و«أوباما»، قائلاً: إن «الجمهوريين والديمقراطيين كل يستعين بقوته الضاربة ومدفعيته الثقيلة فى مرحلة تعرف بمرحلة تحفيز الناخبين من أجل الخروج للتصويت، الكل يعمل على تحفيز ناخبيه أو قبيلته كما توصف الولايات المتحدة بأن لديها قبلية سياسية»، وأضاف «كمال»: «انتخابات التجديد النصفى تحولت إلى استفتاء بالفعل على شخص الرئيس ترامب، ليس من قبل الجمهوريين فقط بل أيضاً من قبل الديمقراطيين، كل يحشد من أجل كسب أصوات الناخبين الأكثر فى ناحيته كنوع من الاستفتاء على سياسات الرئيس ترامب»، وتابع: «هناك تباين واضح وانقسام وتناقضات واضحة حول وجهات نظر الرئيس الأمريكى، والاعتقاد أن من يفوز بالأغلبية هو الحزب الذى سيستطيع إخراج أكبر عدد من أنصاره»، وقال «كمال»: «ترامب يريد الانتخابات استفتاء عليه ويرى أن لديه سجلاً جيداً على رأسه تحسن الأوضاع الاقتصادية بشكل كبير، وكذلك الديمقراطيون ينظرون إلى الانتخابات على أنها استفتاء، الكل يركز على مسألة أنها استفتاء، إما بتقييد سلطة ترامب والحزب الجمهورى، أو التصويت لترامب ومن ثم دعم سياساته».


مواضيع متعلقة