خبراء: تحرير القس الأمريكي ليس ضمانا لحزب ترامب في انتخابات الكونجرس

كتب: عبدالرحمن قناوي

خبراء: تحرير القس الأمريكي ليس ضمانا لحزب ترامب في انتخابات الكونجرس

خبراء: تحرير القس الأمريكي ليس ضمانا لحزب ترامب في انتخابات الكونجرس

بعد عامين من الاعتقال داخل السجون التركية، أسدلت المحكمة الدستورية في تركيا الستار على قضية القس الأمريكي، أندرو برونسون، المحتجز على خلفية اتهامات تتعلق بالمشاركة في محاولة الانقلاب على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عام 2016، والانضمام لجماعة فتح الله كولن، فضلًا عن اتهامات تتعلق بالتجسس.

قضية القس الأمريكي شهدت منعرجات ومحطات عديدة على مدار العامين، لعل أبرزها التصعيد الأمريكي في الفترة الأخيرة، وفرض الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب سلسلة من العقوبات الاقتصادية على أنقرة، أدت لإضعاف وإنهاك الاقتصاد التركي وانهيار عملة الليرة لأدنى مستوياتها، فضلًا عن التهديد بخنق تركيا.

ترامب كان مصممًا على تحرير أندرو برونسون لإثبات قوة الولايات المتحدة وتأكيد حقيقة أنها تدافع عن رعاياها، حسب الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الامريكية، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكي يظن أن أردوغان سيستجيب منذ البداية للإفراج عن برونسون، إلا أن تصعيد أردوغان في البداية أدى للعقوبات التي انتهت بانحنائه أخيرًا.

فهمي أكد لـ"الوطن" أن رضوخ تركيا لضغوط ترامب جاء لتخوفها من فرض عقوبات جديدة عليها فيما يخص الملف السوري، وإجبارها على الخروج من إدلب، بالإضافة للخوف من عقوبات اقتصادية جديدة، خاصةً مع سياسة النظام الأمريكي بتوظيف ملف العقوبات في السياسة الخارجية للولايات المتحدة.

وفيما يخص تأثير الإفراج عن القس على انتخابات التجديد النصفي للكونجرس نوفمبر المقبل، أوضح أستاذ العلوم السياسية أن الناخب الأمريكي لا يهتم كثيرأ بالسياسة الخارجية، ويركز على النجاحات في الداخل، إلا أن الأمر يتوقف على استغلال الحزب الجمهوري للقس، واستثمار ترامب لنجاحه في تحريره بنقل رسالة للداخل أنه الرئيس القوي الذي يحافظ على مواطنيه.

فهمي أردف أن "الإفراج عن القس الأمريكي لن يؤثر على العقوبات التي فرضتها واشنطن على تركيا، فالولايات المتحدة ليست بتلك السذاجة حتى ترفع العقوبات بهذه السهولة"، لافتًا إلى أنه من الممكن أن تشهد الأزمة بين البلدين انفراجة بعد الإفراج عن برونسون.

من جانبها، قالت الدكتورة نورهان الشيخ، أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الأمريكية، إن الإفراج عن القس الأمريكي أندرو برونسون يأتي ضمن الانتصارات التي يحققها ترامب مؤخرًا، موضحةً أن النظام التركي أبدى مرونة في أمره مقابل مرونة أمريكية فيما يخص تطلعات تركيا في مدينة منبج السورية.

ترامب لا يهتم كثيرًا بالحملات الانتخابية في التجديد النصفي للكونجرس، وفقًا لتصريحات الشيخ لـ"الوطن"، لافتةً إلى أن تأثير الإفراج عن القس الأمريكي على انتخابات التجديد النصفي يتوقف على استغلال قيادات الحزب الجمهوري له في الدعاية والحملات الانتخابية، خاصةً مع ميل الحزب الجمهوري للعزف على وتر التفكير الديني للناخبين.

العقوبات الأمريكية كذلك على تركيا لا تتوقف على القس أندرو برونسون فقط، حسب أستاذ العلاقات الدولية، حيث ترتبط كذلك بصفقة الـ"S400" بين تركيا وروسيا، والتعامل التركي مع إيران، وغيرها من القضايا في الشرق الأوسط وعلى رأسها الأزمة السورية، مؤكدةً أنه ليس من السهولة بمكان رفع العقوبات بمجرد الإفراج عن برونسون.


مواضيع متعلقة