مصر القبطية: الرهبنة.. جذورها مصرية والكنيسة القبطية صدَّرتها للعالم

مصر القبطية: الرهبنة.. جذورها مصرية والكنيسة القبطية صدَّرتها للعالم
- أقباط من أجل الوطن
- الأنبا باخوميوس
- الاتحاد العام
- البحر المتوسط
- التاريخ الكنسى
- الشرق الأوسط
- الفتح العربى
- القرى المصرية
- آسيا
- أرثوذكسية
- أقباط من أجل الوطن
- الأنبا باخوميوس
- الاتحاد العام
- البحر المتوسط
- التاريخ الكنسى
- الشرق الأوسط
- الفتح العربى
- القرى المصرية
- آسيا
- أرثوذكسية
على الرغم من معرفة بعض البلدان بالرهبنة قبل الميلاد، فإن العالم لم يعرف الشكل المؤسسى لها إلا على يد المصريين الأقباط، تحديداً فى القرن الثالث الميلادى، فقد تعرض المسيحيون، خلال القرون الأولى للمسيحية، لصنوف من العذاب والاضطهاد على يد الوثنيين، وحينما اختفى الاضطهاد وانتشرت الديانة انتقلت شهوة الاستشهاد لدى المسيحيين، من تضحية بالأرواح والدماء إلى استشهاد روحى، بحسب مراجع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
وتؤكد المراجع الكنسية أن الأنبا أنطونيوس (251- 356م)، هو «أبوالرهبنة»، الذى نقلها من حدود القرى المصرية إلى الصحراء أو ما يعرف بـ«البرية الجوانية»، قبل أن يأتى الأنبا باخوميوس (292- 348م)، الذى أنشأ أول دير قبطى عام 323م، ويعرف فى التاريخ الكنسى بـ«أبوالشركة»، إذ يعد أول مشرع رهبانى، فهو من وضع قانون «جهاد روحى مشترك»، يستطيع جميع الرهبان أن يُتمموه ويُبلّغوه، ثم يُشجعهم بعد ذلك أن يرتقوا فى جهادهم لمقامات أعلى، كل بحسب اشتياقه وقدراته.
ووفقاً للمراجع: جاء الأنبا شنودة، رئيس المتوحدين (348- 466م)، الذى يُعد أهم شخصية فى الرهبنة القبطية، وكان مُشرِّعاً شهيراً وكاتباً معروفاً باللغة القبطية، وهو أول من تحدث عن نذر رهبانى مكتوب يوقّعه الرهبان، وبعده ظهر باسيليوس الكبير (330- 379م) المعروف بـ«أبوالرهبنة الشرقية»، وقدّم فكرة الأديرة الصغيرة، التى يضم كل منها ما بين ثلاثين إلى أربعين راهباً، وأكد على الاهتمام بالتعليم والثقافة. وعلى يد هؤلاء انتشرت الرهبنة القبطية حتى عرفتها دول الشرق الأوسط وحوض البحر المتوسط.
وبلغ عدد الرهبان الأقباط فى بداية الفتح العربى لمصر نحو 70 ألف راهب، وكانت منطقة وادى النطرون، التى عرفت فى المسيحية بـ«برية شهيت» تضم فى النصف الثانى من القرن الرابع الميلادى، نحو 700 دير قبطى، إذ ظهر أول دير فى العالم فى تلك المنطقة.
وقال كريم كمال، الباحث فى الشأن القبطى، ورئيس «الاتحاد العام لأقباط من أجل الوطن»، إن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، هى منبع الرهبنة، والتى صدرتها إلى كل العالم، وذلك على يد القديس المصرى أنطونيوس الكبير، الذى أسس مدرسة حياة روحيّة، وجذب إليه الكثير من الشباب، الذين لحقوا به وتتلمذوا على يديه، فبنى لهم المناسك والقلالى، فازدهرت بهم الصحراء، وتحولت إلى بستان روحى جديد فى رحاب الكنيسة.
وأضاف «كمال»، لـ«الوطن»، أن اختبار القديس أنطونيوس صار نهجاً روحياً ومثالاً يُقتدى به، فى التدريب على سلوك طريق الكمال ومحاربة الشر والانتصار عليه، وكان نقطة انطلاق لانتشار الحياة الرهبانية، التى اتخذت مسارين: «الأول من الخارج إلى الصعيد بقدوم السريان، والثانى من الصعيد إلى الخارج، أفريقيا وآسيا وأوروبا».