«نساك البرارى» ينعون أباهم: دماؤه ستأتى بثمارها فى الرهبنة والكنيسة وستكون علامة على سقوط وقيام كثيرين

«نساك البرارى» ينعون أباهم: دماؤه ستأتى بثمارها فى الرهبنة والكنيسة وستكون علامة على سقوط وقيام كثيرين
- أرض الواقع
- البابا تواضروس
- الكنيسة القبطية
- المجمع المقدس
- تسجيل صوتى
- جريمة القتل
- صلاة قداس
- قار ب
- كوكب آخر
- أبين
- أرض الواقع
- البابا تواضروس
- الكنيسة القبطية
- المجمع المقدس
- تسجيل صوتى
- جريمة القتل
- صلاة قداس
- قار ب
- كوكب آخر
- أبين
دوَّن 16 راهباً من دير أبومقار بوادى النطرون، شهاداتهم بأسمائهم أو دون ذكرها، عن أبيهم الروحى الأنبا إبيفانيوس، رئيس الدير، الذى قتل يوم 29 يوليو الماضى، على يد راهبين كانا يعيشان بينهم فى الدير الذى يعود تاريخة للقرن الرابع الميلادى، وذلك فى الكتاب الذى أصدره الدير بمناسبة ذكرى الأربعين لجريمة القتل.
وكان أول المتحدثين الراهب يوئيل المقارى، الذى عاقبته لجنة الرهبنة وشئون الأديرة بالمجمع المقدس للكنيسة، يوم 28 أغسطس الحالى، بوقفه لمدة عام عن الخدمة الكهنوتية والتنبيه عليه بعدم الكتابة باسمه أو حروف منه، لما نسب إليه من تسجيل صوتى اعتبر أنه احتوى على إهانة للبابا الراحل شنودة الثالث واتهامات بأنه سبب ما آل إليه الدير حتى وصل لمقتل رئيسه. وتحت عنوان «صورة عن قرب»، حكى «يوئيل» أنه بعد أن وقع اختيار الرهبان على الأنبا إبيفانيوس ليكون رئيساً للدير، وقبل رسامته، كانا معاً فى صلاة الغروب فى كنيسة أبسخيرون، وسأله عما يفعل فى التركة التى ورثها فى الدير؟ ومتى يعود الدير لقداس الأحد الذى كان يجمع الرهبان على ذبيحة واحدة؟.
وقال «يوئيل»: «عرفت الأسقف الراحل عن قرب عندما ذهبنا معاً إلى مؤتمر الرهبنة الأول الذى عقده البابا تواضروس فى 2013، رأيت علمه وقوة حجته عندما انبرى ليدافع عن أخيه الراهب أثناسيوس ليصحح معلومة كان يتهمه بها أحد الأساقفة». ويضيف «يوئيل»: «كنا فى المؤتمر كما لو كنا من كوكب آخر، فالمناقشات كانت تدور فى ورش العمل عن عدد السنين التى يرسم بعدها الراهب قساً، ومن يرقى للقمصية؟ ثم كم يكون مرتب الراهب؟ أمور لم نسمع عنها إطلاقاً من قبل فى حياة الأب متى المسكين، وللأسف دخلت الآن إلى أديرتنا القبطية». وتابع الراهب: «رأيته فى المؤتمر ناسكاً لا يأكل سوى الخضار والجبن، ويترك المائدة دون أن يمد يده إلى شىء منها، وكان هذا دأبه اليومى فى مائدة الدير، وكل الرهبان تشهد على هذا».
{long_qoute_1}
فيما كتب الراهب باخوم المقارى تحت عنوان «كلمة وفاء وشهادة حب»، قائلاً: «هو راهب من التراث الآبائى لم تغير رسامته أسقفاً من حياته الرهبانية قيد أنملة، يجلس فى المائدة فى آخر صف المبتدئين، ولما يصلى صلاة التاسعة على المائدة الرهبانية يقرأ فى دورة آخر المبتدئين مثله مثل أى أخ مبتدئ، يجلس دائماً على الأرض فى الهيكل، ولا يجلس على كرسى الأسقف، لا أنسى محبته وإخلاصه للأب متى المسكين».
فيما يحكى الراهب يوستين المقارى، تحت عنوان «أحداث مع نيافة أبينا المتنيح»، عن ذكرياته مع الأسقف قائلاً: «فى بدء تسلم مسئولية رئاسة الدير، اشتكى له أخ علمانى من أمر اعتقد أن له حقاً فيه يجب أن يرده له الدير، وكلفنى الأسقف كعضو فى لجنة شكلها من بعض الرهبان لدراسة علاقة الموضوع من النواحى المالية والقانونية على أرض الواقع، وبعد دراسة ظننت أن الأمر تبلور فى ذهنى وحادثته وذكرت بأن القانون التجارى فى صالحنا وأنه إذا رفع الأمر للقضاء فليس على الدير أن يقدم أية مستندات أو دفوع، وبعد أن أنصت لكلماتى قال (لا أريد أن أمور التراب تصل للقضاء)، وكان هذا هو المبدأ الذى سار عليه الدير فى مواجهة كل ما يتعلق بالماديات التى أسماها (التراب) وتغليب المحبة عما نظنه الحق». وتحت عنوان «اعتراف بالفضل» ذكر الراهب أندرياس المقارى اهتمام الأسقف بالدراسة والبحث وتحقيق المخطوطات والترجمات وتشجيع الكثير من الرهبان على ذلك. {left_qoute_1}
أما الراهب إسائياس المقارى، فكتب «أخونا الأنبا إبيفانيوس»، مشيراً إلى أن الأسقف عاش بكل المحبة والود من أول دخوله الدير حتى رحل بهذه الحادثة المرة، لم يتغير طبعه، كنا فى منتهى التفاهم والانسجام وهو يعمل معنا فى مشروع الدواجن، كانت دموعه تسبق كلامه فى معظم الأحيان».وأضاف إسائياس: «ولكن كأى مسئول كان له من يعارض تدبيره وكان يتألم فى صمت من معارضيه، ومع ذلك كان سريع الصفح لأى مسىء، وكان يقبل النقد بقلب متسع وعقل متفتح ومتفاهم، محاولاً أن يرضى الجميع، رحل وهو فى طريقة إلى الكنيسة لصلاة قداس الأحد، ولكنه حضر القداس فى السماء، وكان إنجيل القداس عزاء لنا نحن أولاده».
وكتب الراهب إيلاريون المقارى «ذكريات عن الأيام الأولى»، مشيراً إلى أن الأنبا إبيفانيوس كان حريصاً منذ يومه الأول فى الدير على وقته، وكان نهم للقراءة، وعندما بدأ عمله فى الحسابات واضطراره السفر كان يسرع جداً فى إنهاء مهمته والرجوع للدير بشهادة كل السائقين. وقال «إيلاريون»: «عملت معه كطبيب فى الدير، ورافقته فى بعض سفرياته للعلاج بعد الأسقفية وكان يوصينى بألا يعرف أى شخص فى المستشفى شخصيته بل أن يعامل كراهب».
وتحت عنوان «وإن مات يتكلم بعد»، كتب الراهب يسطس المقارى، قائلاً: «أسندت للأنبا الراحل عدة أعمال من ضمنها العمل فى قسم الفوتو فى مطبعة الدير، وكنا ثلاثة رهبان نقوم بتجميع الكتب ومقالات مجلة مرقس التى يصدرها الدير، وذلك قبل دخول الكمبيوتر فى العمل فى فترة التسعينات من القرن الماضى، وكان الراهب إبيفانيوس يقوم بعمل المونتاج لصفحات الكتب والمجلة، وكان يأخذ رأينا فيما كان ينشره».ويشير الراهب «يسطس» إلى أن الأنبا إبيفانيوس جاء وقت واستؤمن على إيرادات الدير وحساباته البنكية، فكان لا يطيق الخروج كثيراً خارج الدير. وأضاف «يسطس» أن الأسقف الراحل بعد رسامته رئيساً للدير كان يقول له: «ولا يوم من أيام القلاية التى عشت فيها راهباً باحثاً دارساً وقارئاً، والآن لا أجد الوقت الكافى لما كنت أفعله قبلاً، كنت حراً طليقاً، أما الآن فأنا على عاتقى مسئولية جسيمة». وتابع «يسطس»: «لم نره يوماً غاضباً منفعلاً بل كان يضبط أعصابه وفكره ولسانه عندما يواجه بمشكلات، لم يرد الإساءة بالإساءة، أو الغضب بالغضب، أو الانفعال بالانفعال، لكنه كان صبوراً وديعاً لم تخرج من فمه كلمة ليست فى محلها».
أما الراهب كاسيان المقارى، فيحكى قصة أنه بكى يوم رسامته أسقفاً وقال للأسقف يومها: «كنت أظن أن رهبنتى ستنتهى قريباً نظراً للظروف القاسية التى مر بها ديرنا»، ولكن الأنبا إبيفانيوس بكى وشجعه على الرهبنة، ووصف الراهب ما حدث لرئيس الدير بالخيانة التى تعرض لها قبله المسيح، ولم يكن يستحق ما حدث له قائلاً: «حتى إخوة يوسف كانوا أكثر رحمة عليك من صالبيك».
وتحت عنوان «قلب متسع»، يشير راهب رفض ذكر اسمه، إلى أن الأسقف لم يكن يعتنق منهج أن رأى الكنيسة القبطية صحيح ورأى الكنائس الأخرى خطأ ولكن كان يميل إلى أن هذا الرأى جيد ورأى كل كنيسة أخرى على حدة حيال نفس الموضوع قد يكون جيداً أيضاً، لأن تلك الآراء لم تنزل من السماء ولكنها تكونت نتيجة عوامل عديدة. وتحت عنوان «أسقف فريد»، حمل توقيع (أحد أبنائك الرهبان)، أشار الراهب إلى أن الأسقف كان الوحيد الذى لا يتم السجود له أو تذكر ألحان الأساقفة له فى الصلاة ولا يرتدى الملابس الكهنوتية المفخمة، وكان مكتبه وتليفونه مفتوحين، قائلاً: «لقد حمل الصليب وتحمل الكثير من الضيقات والأحزان والمضايقات التى من شدتها أدت إلى إصابته بعدة أمراض وذلك بسبب وداعته ومسالمته للجميع وعدم مقاومته للشر، نثق أن دماءه الثمينة لم تسفك هباء بل ستأتى بثمارها فى الدير والرهبنة وفى الكنيسة، وما كان يتمنى أن يتحقق فى الدير فى حياته سيتحقق بدمائه العطرة».