الرحلة المقدسة.. من «شماس» إلى «أبونا»

الرحلة المقدسة.. من «شماس» إلى «أبونا»
- اختبارات نفسية
- العمل الجماعى
- القديس بطرس
- الكلية الإكليريكية
- الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
- المعاملات المالية
- بابا الإسكندرية
- تحاليل طبية
- آباء
- أبوة
- اختبارات نفسية
- العمل الجماعى
- القديس بطرس
- الكلية الإكليريكية
- الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
- المعاملات المالية
- بابا الإسكندرية
- تحاليل طبية
- آباء
- أبوة
يسجد أمام الهيكل مرتدياً جلباباً أسود منتظراً رسامته على يد الأسقف وإلباسه حلة كهنوت الأرثوذكسية البيضاء لأول مرة، فى قداس «فرايحى» يردد «أنا غير المستحق المدعو لنعمة الكهنوت.. أتعهد أمام الله رب الأرباب وراعى الرعاة، وأمام ملائكته وقديسيه.. بأن أثبت على الإيمان الأرثوذكسى إلى النفس الأخير، وأن أحترم قوانين الكنيسة المقدسة وأحافظ على تقاليدها وطقوسها وتعاليمها»، فمنذ لحظة أداء الكاهن هذا القسم وهو يعلم جيداً حجم المسئولية الموضوعة على كتفيه طوال رحلة تدرجه من خادم إلى قسيس وأسقف مروراً بشماس وصولاً إلى الرئاسة الدينية ثم أعلى سلطة روحية وتنفيذية فى الكنيسة وهو بابا الإسكندرية.
{long_qoute_1}
«مدبراً لبيته، ومطيعاً لرئاسة الكهنوت، ناجحاً فى عمله، مستنيراً وعلى قدر من الثقافة، وصاحب رؤية وروح الخدمة والقيادة، وذا حضور وسط مخدوميه، ويتحلى بروح البذل والصبر والمرونة والتواضع والعطاء، وصاحب قدرة على التحلى بروح الأبوة، قادراً على العمل الجماعى، حريصاً على وحدانية القلب، حسن السيرة فى المعاملات المالية»، كل هذه الصفات هى شروط لائحة الكهنة الصادرة عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية عام 2013، لاختيار الكاهن.
ويقول القمص عبدالمسيح بسيط، أستاذ اللاهوت الدفاعى فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وكاهن كنيسة العذراء بمسطرد، إنه ليس كل من أراد الكهنوت ناله، وبالرغم من أنه اختيار إلا أن الأمر يخضع للعديد من التدابير، فالاختيار يأتى بتزكية من آباء الكنيسة والخدام والشعب، بناء على نشاط وخدمة الراغب فى الكهنوت.
{long_qoute_2}
وحسب لائحة الكهنة فالترشيح يمر بعدة مراحل فأولاً يتم الترشيح من قبل كهنة الكنيسة بالأغلبية بخطاب موجه للرئاسة الدينية، ثم تقييم المرشحين للكهنوت من قبل لجنة تختص بعقد مقابلة شخصية مع المرشح لبيان مدى صلاحيته لخدمة الكهنوت، ثم يتم تحديد لقاء المرشح للكهنوت وزوجته مع الأب أسقف الإيبارشية، قبل عرضه على الرئاسة الدينية، ومن ثم إعلان أسماء من تم الاستقرار عليهم من المرشحين مع سيرهم الذاتية على الشعب، وتمنح مهلة 15 يوماً لمن لديه ملاحظات أو اعتراضات على المرشحين لتقديمها بالطريقة التى تحددها لجنة تقييم المرشحين مع مراعاة السرية، على أن تقوم لجنة تقييم المرشحين بفحص الاعتراضات والملاحظات المقدمة وتقديم توصياتها للعرض على الرئاسة الدينية فى خلال أسبوع من انتهاء فترة الملاحظات والاعتراضات، ويضيف «بسيط» لـ«الوطن» أن موافقة زوجة الخادم على رسامته ضرورية، فعند استيفاء الخادم كل شروط اختياره كاهناً، يعرض عليه وزوجته الأمر ويدرسانه معاً وإذا اقتنع هو ووافقت زوجته يقبل، وهى أحد بنود اللائحة، حيث تشترط اللائحة تقديم الزوجة إقراراً بموافقتها على رسامة زوجها قسيساً، وأوضح «بسيط» ضرورة موافقة الزوجة نظراً لأن حياتهما تختلف بعد ارتدائه زى الكهنوت، وهو ما يجب عليها أن تتقبله وتتعامل معه، كما أن موافقتها ضرورية حتى لا تواجههما مشكلات فيما بعد.
«مستعدون دائماً لمجاوبة كل من يسألكم عن سبب الرجاء»، هذه التوصية التى أوصى بها القديس بطرس الرسولى تلاميذه، ويؤكد «بسيط» ضرورة أن يكون الكاهن ذا علم فبجانب دراسته فى الكلية الإكليريكية أو أحد المعاهد اللاهوتية، يجب أن يكون دارساً ومطلعاً على مستجدات العصر، حيث إن شعب الكنيسة أصبح أكثر وعياً ولديهم كثير من الأسئلة، ومن الطبيعى يكون القس مؤهلاً للإجابة عن كل سؤال، موضحاً أن الشباب فى العصر الحالى صاحب أفكار ومعظمهم من خريجى الجامعات، فضلاً عن أن طبيعة العصر تطرح أسئلة كثيرة، على سبيل المثال طرح قضايا مثل «الإلحاد»، فعلى الكاهن أن يكون دارساً وجود الله بشكل علمى للرد بأسلوب علمى مقنع للسائل، وتابع «بسيط» أنه بجانب الدراسة والتدريب هناك مؤهلات شخصية تراعى عند اختيار الكاهن، فمن الضرورى أن يكون شخصية منفتحة وألا يكون ميالاً للعزلة والانطوائية، نظراً لطبيعة عمله بين الناس، مضيفاً أن الكنيسة حالياً تخضع الكهنة لتحاليل طبية واختبارات نفسية فيخضع لتحليل دم وفحص طبى شامل حتى لا يعطله عن الخدمة مرض، كما يجب الكشف عن حالته النفسية فيعرض على أخصائى نفسى لضمان خلوه من أى مشكلة نفسية، وتشترط اللائحة تقديم المرشح لإقرار عضوى وآخر نفسى من المجلس الطبى معتمد من مراكز طبية تحددها البطريركية أو الإيبارشية.