«الوطن» تفتح ملف أهم فئات الطبقة المتوسطة.. الشيخ (7)

كتب: سعيد حجازى وعبدالوهاب عيسى

«الوطن» تفتح ملف أهم فئات الطبقة المتوسطة.. الشيخ (7)

«الوطن» تفتح ملف أهم فئات الطبقة المتوسطة.. الشيخ (7)

«العقيدة والشريعة والأخلاق».. 3 محاور رئيسية للدين الإسلامى، وتعد الأساس لكليات الدراسات الشرعية فى مصر، فيدرس طالب العلم الشرعى فى مراحل التعليم الأزهرى المختلفة أقسام الدين الإسلامى الثلاثة الرئيسية، حيث يبدأ فى دراسة تلك المواد من الصف الأول الإعدادى حتى نهاية المرحلة الثانوية بشكل مبسط، فيدرس مواد الفقه وأصول الدين، التى تنقسم إلى العقيدة والحديث والتفسير، وحين يختار الدخول إلى إحدى الكليات الشرعية يكون قد اختار الدراسة المتعمقة لتلك المواد، وتتعدد سبل دراسة العلوم الشرعية فى الأزهر بتعدد الكليات الشرعية.

خمس كليات شرعية تخرِّج 15 ألف إمام وخطيب وواعظ وداعية للدين الإسلامى، فتشمل الكليات الشرعية لطلاب الأزهر «أصول الدين» و«الشريعة والقانون» و«الدراسات الإسلامية والعربية» و«كلية الدعوة» والخامسة هى «كلية القرآن»، حيث تجعل جميع الكليات الشرعية بالأزهر من خدمة التراث والدعوة الإسلامية هدفاً رئيسياً لها، فتعرف كلية أصول الدين دورها بحسب الموقع الرسمى للكلية بأنها تهدف إلى رفع لواء الدعوة الإسلامية والحفاظ على تراثها المقدس، ونشرها فى كل أرجاء المعمورة، وتأدية رسالة الإسلام السمحة إلى الناس كافة، أما كلية الشريعة والقانون فتهتم بالمذاهب الإسلامية المختلفة.

وأكدت كلية الدراسات الإسلامية والعربية على موقعها الرسمى أن رسالتها هى إعداد خريج أزهرى متميز فى العلوم الإسلامية والعربية، يجمع بين الأصالة والمعاصرة، تتوافر فيه متطلبات سوق العمل، ومؤهل لحمل رسالة الإسلام، ونشرها محلياً وإقليمياً وعالمياً، وإعداد الأبحاث العلمية التى تخدم التراث الإسلامى والقضايا المعاصرة، ويسهم بفاعلية فى تنمية المجتمع وارتقائه، فيما تهدف كلية الدعوة بحسب رؤيتها الرسمية لإعداد الداعية المتخصص والمتميز علمياً ومهارياً، والقادر على نشر رسالة الإسلام الخالدة، والمساهمة فى مسيرة البحث العلمى وتنمية المجتمع، وفق الرؤية الوسطية التى تنطلق من الثوابت الشرعية وتستفيد من الوسائل المعاصرة، وتهدف كلية القرآن الكريم إلى تعليم القرآن والقراءات.

{long_qoute_1}

يقول الدكتور محمد المحرصاوى، رئيس جامعة الأزهر: «لدينا تراث علمى ضخم من الأبحاث والرسائل العلمية الثرية التى تُسهم فى نشر صحيح الدين بمنهجه الوسطى، وترسيخ قيم السلام والتعايش والمواطنة والتعددية، وتفكيك الفكر المتطرف وتفنيد الآراء الشاذة والتأويلات المنحرفة بالأدلة القاطعة، فالأزهر راعى الوسطية فكرياً والدعوة لها، ولدينا العديد من الكليات التى تخرِّج دعاة وسطيين يقاومون التطرف، وتعمل الجامعة على تأهيلهم وتسليحهم بالعلوم والمعارف التى يستطيعون بها مواجهة كافة القضايا المجتمعية».

وأوضح «المحرصاوى»، فى تصريحات سابقة له، أن العالم فى أمسّ الحاجة الآن للمنهج الأزهرى الذى يجسد الفهم القويم لحقيقة الإسلام بتعاليمه السمحة دون إفراط أو تفريط، حتى يستطيع التصدى لأى أفكار ضالة ومضللة وقطع الطريق على الجماعات الإرهابية والتكفيرية بما لا يمكنها من العبث بعقول الشباب واستقطابهم وتجنيدهم لتنفيذ أجنداتهم المشبوهة.

وقال الدكتور جمال فاروق، عميد كلية الدعوة، لـ«الوطن»: «كليتنا تجدد عمل النبوة فى الأمة وتنقى تراث الأمة، فالكلية تهتم بتدريس واحدة من أهم العلوم الشرعية وهى علوم الدعوة والتى بها يكون التدين وتقاوم الأفكار المنحرفة، ونعمل فى الكلية بشكل حثيث على تعليم الطلاب أصول الدين والدعوة وتثقيفهم لمواجهة كافة الأفكار السلبية المنتشرة فى محيطنا وبخاصة المتطرفة منها مثل أفكار جماعات الإسلام السياسى حول الجهاد، والجزية، والدولة الإسلامية، والخلافة وغيرها من الفتن والمفاهيم الخاطئة التى تنتشر بين الشباب، ونقوم فى الكلية بإقناع أبنائنا بشكل دقيق بمخالفة تلك الأفكار لصحيح الدين ونشكل فرق بحث ونعقد مناظرات علنية، حتى يكون بها ثراء فكرى وعلمى قوى».

وقال الدكتور جاد الرب أمين، عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية بنين: «نقوم بتدريس أسس علم الشريعة وأصول الدين واللغة العربية لأن هذه العلوم متكاملة، حيث يدرس الطالب تفسير القرآن الكريم بعد حفطه حتى يكون على وعى وفهم للآيات القرآنية التى يستدل بها، ويدرس السنة النبوية لأنها المفسرة والموضحة والشارحة للقرآن الكريم والمخصصة لما جاء عاماً فيه، وكذلك يدرس علم العقيدة حتى يعرف ثوابت العقيدة الإسلامية ويفرق بين المذاهب العقائدية المعتدلة والمنحرفة فيوجه الناس إلى العقيدة الصحيحة وفى نفس الوقت يحذرهم من العقائد الفاسدة، وكذلك يدرس علم المنطق ليتعلم كيف تكون المناقشة والحوار مع الناس، خصوصاً من يخالف الصواب فيه».

{long_qoute_2}

وأضاف: «يقوم الطالب بدراسة علم الفقه الإسلامى حتى يكون على معرفة واسعة بالأحكام الفقهية التى يكثر سؤال العامة عنها، خصوصاً ما يتعلق بالعبادات والمعاملات والأحوال الشخصية، وكذلك يكون على علم بأصول الفقه ليتمكن من القواعد الأصولية التى يبنى عليها الأحكام الفقهية ويقوم على خدمة كل هذه العلوم علم اللغة العربية ليعرف مدلولات الألفاظ على معانيها ووضعها فى سياقها ولا يمكن له أن يفهم العلوم السابقة إلا إذا كان على علم باللغة العربية لأن القرآن الكريم جاء بفصيح اللغة العربية وأحاديث النبى كلها لغة عربية والنبى «أوتى جوامع الكلم»، ولا يتبين للطالب بلاغة وفصاحة اللغة العربية إلا بدراسة علومها.

وبسؤاله عن الفرق بين كلية الدراسات الإسلامية وباقى الكليات الخمس، قال «جاد الرب»: «الدراسات الإسلامية تشمل وتجمع بين التخصصات الموجودة فى باقى الكليات، فعلى سبيل المثال كلية الدراسات الإسلامية تدرس العقيدة والتفسير والحديث التى تشملها كلية أصول الدين كلها، فيتم تدريسها فى كليتنا بقسم أصول الدين، وتضم إليها علوم الفقه وأصول الفقه التى تُشكل بنية كلية الشريعة الإسلامية وأصول اللغة المتمثل فى كلية مستقلة أخرى فهذه الكلية تعد مثلاً مجسداً للأزهر الشريف جميعاً الذى كان يخرج العالم الموسوعى الذى يجمع بين هذه العلوم كلها، وهنا يتضح الفرق بين الكليات الخمس».

وقال الدكتور مختار مرزوق، عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر الأسبق، إن المواد التى يدرسها طالب كلية أصول الدين تشمل التفسير التحليلى وهى مادة تعنى بتفسير الكلمات القرآنية والجمل والأحرف، ثم التفسير الموضوعى الذى يتحدث عن بعض الموضوعات المختلفة كالعلم والصبر والصدق، وهناك الحديث التحليلى ويشمل شرحاً جليلاً لأحاديث النبى، والحديث الموضوع ويعالج القضايا التى تتحدث عن موضوعات مختلفة من خلال أحاديث النبى، كما يدرس السيرة النبوية الشريفة لتجعله يشرح للناس كيف كانت حياة النبى، كما يدرس التاريخ الإسلامى بدءاً من الخلفاء الراشدين ومن بعدهم، ليجعله محيطاً بأحوال الناس فى ذلك الزمان.

{long_qoute_3}

وأضاف: «نقوم بتدريس الدخيل فى التفسير وهى مادة تتحدث عن الإسرائيليات الموجودة فى كتب التفسير، وهناك مادة مناهج المفسرين لكى يتعرف الطالب على المناهج المختلفة لمن فسروا كتاب الله كالتفاصيل الفقهية والبلاغية وما إلى ذلك، كما يدرس العقيدة الإسلامية، متمثلة فى الإلهيات والنبوات والسمعيات حتى يستطيع الباحث الذى درس فى أصول الدين أن يصحح المفاهيم، كما يدرس الفلسفات المختفلة القديم منها والحديث حتى يكون محيطاً بالتيارات المختلفة الموجودة على ظهر الأرض».

وتابع: «هناك قسم الدعوة، ويتعلم فيه الطالب كيف يدعو إلى الله عز وجل وما هى صفات الداعية، كما يدرس النظم الإسلامية لكى يتعرف على النظم المختلفة، بالإضافة إلى أنه يدرس القضايا الفقهية المعاصرة، وهذه المواد كافية لكى يبدأ الطالب فى مجال الدعوة، ولا ننسى أن الطالب الأزهرى قد تسلح فى الاعدادى والثانوى بالمواد الأخرى التى درسها بصورة مصغرة، والحمد لله شرفت بتولى عمادة كلية أصول الدين لأكثر من 9 سنوات، فالكليات الأزهرية تعطى المفاتيح لمن أراد أن يبدأ حياته الدعوية والعملية مع الناس سواء فى مصر أو خارجها، وعلى الطالب بعد ذلك أن يتبحر ويتوسع فى العلوم الشرعية».

الدكتور علوى أمين، عميد كلية الشريعة والقانون السابق، أكد أن الكلية تهدف إلى الحفاظ على أحكام الشريعة الغراء، مع دراسة وافية للقوانين المختلفة والشرائع السماوية السابقة وإظهار محاسن شريعة الإسلام بأسلوب علمى متطور، وهذا ما تعمل عليه الكلية، حيث يدرس طلاب كلية الشريعة المذاهب الفقهية المعتمدة «الحنفى والمالكى والشافعى والحنبلى». وأضاف: «أهم ما نقوم بتدريسه هو القرآن والسنة وما يخدمهما من مواد أخرى كالنحو والصرف والبلاغة والأدب والتاريخ والجغرافيا والفقه والدعوة الإسلامية، وأصول الفقه والفقه المقارن والأصول الإسلامية ولدينا قسمان قسم قانون، وقسم شريعة والاثنان يدرسان المواد الشرعية».

الدكتور سامى هلال، عميد كلية القرآن الكريم بالأزهر، قال إن الكلية معنية بتعليم القرآن والقراءات والحفاظ عليه، وتعتبر كلية نادرة فى العالم الإسلامى فمثيلاتها فى التخصص أمر نادر، فالكلية تدرس للطلاب أيضاً علوم القرآن والتفسير والحديث وكيفية استنباط الحكام، وتدربهم على التعامل مع مشاكل المجتمع والواقع المحيط بهم، وتعقد العديد من الدورات وورش العمل لمناقشة أبرز الأفكار المتطرفة والرد عليها وذلك لإعداد طالب أزهرى قوى البنية العلمية والشخصية الدينية.


مواضيع متعلقة