تعليم ألمانيا: «ثابت» علم أبناءه فى «برلين»: ولا مرة حد قال لى مش عايز أروح المدرسة

كتب: دينا عبدالخالق

تعليم ألمانيا: «ثابت» علم أبناءه فى «برلين»: ولا مرة حد قال لى مش عايز أروح المدرسة

تعليم ألمانيا: «ثابت» علم أبناءه فى «برلين»: ولا مرة حد قال لى مش عايز أروح المدرسة

الأنشطة المتنوعة هى العامل الأساسى فى الدراسة بألمانيا، التى تشتهر بكونها من أفضل الأنظمة التعليمية بالعالم، وتبدأ العناية بالمواطن هناك وهو يبلغ عامين من عمره، حيث يلتحق برياض الأطفال لتعلم عدة أساليب مبسطة للتعرف على اللغة الألمانية بطرق سهلة، وقبل الالتحاق بالمدرسة الابتدائية فى سن الستة أعوام، ينضم التلميذ لمدة عام بالسنة التمهيدية، التى تكون متطورة أكثر من رياض الأطفال لتعلم القراءة والكتابة، ومن ثم يلتحق لمدة ٦ أعوام بالابتدائى، حيث يدرس فيها مختلف المواد، من الألمانية، ولغة أجنبية أخرى، والعلوم، والرياضيات، بجانب السباحة التى تعتبر مادة إجبارية تُدرس ليوم أسبوعياً، فضلاً عن تنظيم المدرسة جولات طوال الأسبوع للطلاب كأنشطة متنوعة للتعرف على معالم ألمانيا.

لا تقتصر الأنشطة المدرسية بالمرحلة الابتدائية على ذلك الحد فى ألمانيا، حيث إن عدداً من مؤسسات الدولة تزور تلك المدارس على مدار فترة الدراسة، كالمرور وأفراد من الشرطة لتعليم الطلاب قواعد المرور واحترام رجال الشرطة وغيرها من أساسيات المجتمع الألمانى، كما أن أغلب الأطفال يعتمدون على الدراجات الهوائية للذهاب إلى المدرسة، لذلك يتم تعريفهم بقواعد السلامة الخاصة بها، ويتم تنظيم رحلات خارجية فى شكل معسكرات، مرتين سنوياً، لإحدى القرى الألمانية، للتعرف عليها، وهو الأمر الذى من شأنه، بحسب علاء ثابت، المقيم فى برلين منذ ١٩٧٧، إنشاء شخصية قوية ومميزة للأطفال تجعلهم أصحاب قرار فى عدة مواقف، وتمتد المرحلة الإعدادية لمدة ٤ أعوام، على مدار ٨ ساعات يومياً، يدرس فيها الطلاب مواد أكثر تنوعاً وعمقاً، كالكيمياء والفيزياء والأحياء، وغيرها من العلوم، ويكون الاعتماد فيها بنسبة كبيرة على «الآيباد» الذى توفره المدرسة للطلاب، ويضم الفصل الواحد ١٥ طالباً كحد أقصى، وتحرص المدرسة على إجراء جلسات حوارية بين التلاميذ، ومع المعلمين وأولياء الأمور، وفى الصف التاسع يتعين على الطلاب قضاء ٤ أسابيع متصلة فى العمل فى أى مجال محبب إليهم، كالميكانيكا أو البنوك أو المطاعم، دون مقابل مادى وتحت إشراف المدرسة، وعقب الانتهاء من المرحلة الإعدادية يكون أمام الطلاب الالتحاق بالثانوى العام لمدة ٣ أعوام، أو الفنى الذى يلقى إقبالاً كثيفاً، ويستمر لمدة عامين أو ثلاثة، حيث يعتبر عصب ألمانيا، على حد وصف علاء ثابت، الذى يشير إلى أنه فى تلك الفترة يتم تأهيل الطلاب للعمل فى مختلف المجالات، مشيراً إلى أن أحد أبنائه بعد دراسته بالثانوى العام، درس بالتعليم الفنى، ثم عمل فى أحد الفنادق الكبرى كعامل بالمطبخ ثم الاستقبال ومنه إلى إدارة المبيعات، قبل أن يترأسها، ليصبح الأجنبى الوحيد بتلك الوحدة.

ووفقاً لثابت فإنه فى حال المقارنة بين نظامى التعليم المصرى والألمانى سيظلم المصرى بشدة، بسبب التقدم العلمى الضخم لألمانيا وسهولة التعليم فيها وتأهيله للطلاب بشكل ضخم والاهتمام بحياتهم وحالتهم النفسية، فعلى سبيل المثال فإنه فى حال غياب الطالب ليوم بالدراسة يتم فوراً الاتصال بوالديه لمعرفة سبب ذلك كتابة، بتوقيعهما، بجانب متابعة سلوكه طوال العام، وإجراء عدة اجتماعات لأولياء الأمور. «مجانية التعليم» هى الأمر المشترك بين مصر وألمانيا، حيث إنه وفقاً لقول «ثابت»، المقيم فى ألمانيا منذ نحو ٣٥ عاماً، فإن برلين أيضاً تعتمد عليه من خلال المدارس الحكومية التى تشهد إقبالاً ضخماً من المواطنين رغم وجود مدارس خاصة بها، كما هو الحال بالقاهرة، مشيراً إلى أنه لا يوجد ببرلين على الإطلاق مفهوم «الدروس الخصوصية». «المدرسة هنا بتحبب الأولاد فيها جداً، يعنى ولا مرة حد من أولادى قال لى أنا مش عايز أروح المدرسة»، هكذا لخص «ثابت» الاختلاف الضخم بين نظامى التعليم فى مصر وألمانيا، مشيراً إلى أنه توجد أيضاً مشاكل فى الدراسة بألمانيا، وإنما يمكن حلها بسهولة مع إدارة المدرسة.


مواضيع متعلقة