«عجوز» يسافر من سوهاج إلى طنطا لبيع «الطواقى» فى رحاب «الشيخ»

كتب: رفيق محمد ناصف وأحمد فتحى

«عجوز» يسافر من سوهاج إلى طنطا لبيع «الطواقى» فى رحاب «الشيخ»

«عجوز» يسافر من سوهاج إلى طنطا لبيع «الطواقى» فى رحاب «الشيخ»

رجل عجوز يبدو فى السبعينات من العمر، يصول ويجول فى ساحة مولد «السيد البدوى»، مرتدياً عباءة رصاصية اللون، ارتسمت علامات المشيب على لحيته، يحمل حقيبة من القماش على ظهره، ويستند على عصا خشبية فى يده، يتلفت بنظره يميناً ويساراً عسى أن يجد مكاناً مناسباً ليجلس فيه، ويفرش بضاعته أمام أعين رواد ومريدى المولد، وبعد رحلة بحث مضنية، حط رحاله أمام إحدى خيام «السيرك»، على مقربة من أحد باعة حلوى المولد. {left_qoute_1}

«عم جودة محمد»، قدم من قرية «الجزيرة» بمحافظة سوهاج فى صعيد مصر، إلى مدينة طنطا، سعياً وراء الرزق، ونيل «البركة» من أولياء الله الصالحين، يفترش الأرض واضعاً أمامه عدداً من «الطواقى» والكوفيات التى قام بغزلها يدوياً من الصوف والقطن، وبينما تبدو معروضاته على مستوى عالٍ من الجودة، فإن أسعارها تتراوح بين 10 و45 جنيهاً للقطعة الواحدة، حسب مساحتها والخامات المستخدمة فى صناعتها. يقول «جودة»: «عندى 6 أولاد، من بينهم 5 بنات وشاب واحد، ومراتى ماتت الله يرحمها، أنا جيت من قريه الجزيرة فى سوهاج، علشان أقضى أسبوع مولد السيد البدوى، أنا باحب آل بيت رسول الله وأولياء الله الصالحين، لمكانتهم الطيبة والدينية»، وتابع بينما كان يرفع يديه إلى السماء حاملاً بعض المنتجات التى قام بصناعتها بنفسه: «هذا من فضل ربى، أنا بأبيعه وبأتاجر فيه عشان أكسب قوتى وقوت عيالى بالحلال، ونفسى أزور بيت الله الحرام، وده حلم حياتى». وبينما شكا «بائع الطواقى» السوهاجى ضيق حاله، قائلاً: «نفسى أتعالج، سمعى وبصرى بقوا ضعاف، ونفسى يبقى ليّا رعاية من الدولة فى توفير العلاج ليّا، وأنا شغال باليومية، يوم شغال وعشرة لا، والصحة معدتش زى الأول».


مواضيع متعلقة