فى حضرة السيد البدوى.. «شيخ العرب.. مدااااااااااد»

فى حضرة السيد البدوى.. «شيخ العرب.. مدااااااااااد»
- أداء صلاة الجمعة
- أصحاب المحلات
- أفراد الأمن
- أولياء الله
- ارتفاع أسعار
- الإنشاد الدينى
- البوابات الإلكترونية
- التجار الكبار
- آل البيت
- أبيض
- أداء صلاة الجمعة
- أصحاب المحلات
- أفراد الأمن
- أولياء الله
- ارتفاع أسعار
- الإنشاد الدينى
- البوابات الإلكترونية
- التجار الكبار
- آل البيت
- أبيض
فى الساعات الأولى من الصباح قبل صلاة الجمعة يُقبل المُصلون والزوار عليه، ويزداد العدد كلما اقتربت عقارب الساعة من توقيت رفع الأذان، وسط تشديدات أمنية مكثفة على كافة مداخل مسجد «السيد البدوى» بطنطا من قبل قوات الشرطة، عن طريق وضع حواجز حديدية وبوابات إلكترونية يعبر من خلالها الزوار والمُصلون، مع تفتيش كافة الحقائب، للرجال أو السيدات، ومنع كافة المأكولات والمشروبات من الدخول إلى ساحة المسجد البدوى.
«شيخ العرب يا سيد».. «مدد يا سيدى يا بدوى».. قالها بصوت مرتفع أحد الشيوخ، جاء من أجل التبرك والدعاء والصلاة أمام ضريح «السيد البدوى».. هناك مكان للرجال وآخر مثله للسيدات، وحول الضريح يلتف العشرات ويمسحون بأيديهم عليه من الخارج، أحدهم قرر الجلوس منفرداً وقراءة آيات من القرآن الكريم، وآخر اصطحب ابنته الصغيرة التى لم تكمل عامها الثانى ليمسح بيديه على رأسها ثم يُقبلها، فيما حرص البعض على التقاط الصور التذكارية و«سيلفى» مع الضريح.
{long_qoute_1}
تزدحم البوابات الإلكترونية حول المسجد فى النصف ساعة الأخيرة قبل رفع أذان الجمعة، وترتفع أصوات الزوار ممزوجة بأصوات أفراد الأمن، ثم يرفع الأذان ويصعد الخطيب إلى المنبر، متحدثاً فى خطبته عن فضل شهر شعبان، تمر 5 دقائق من الخطبة تزدحم المنطقة المُحيطة بالضريح عن آخرها: لا مكان هنا لقدم.
يمر شيخ بين المصلين عقب انتهاء صلاة الجمعة واضعاً «المسك» على أيديهم وهو يقول «اللهم صل على النبى»، ويبدأ الزوار فى تجهيز حلقات للذكر والإنشاد الدينى فى مختلف أرجاء المسجد، وهناك آخرون يتجهون صوب الضريح ويجلسون إلى جواره فى شكل دائرى ويبدأون فى الأدعية وذكر الله والاستغفار مع تلاوة القرآن فى صوت واحد، الفاتحة ثم يس، ومن ضمن هؤلاء السيد محمود، 41 عاماً، يرتدى جلباباً أبيض ومستنداً على أحد الحوائط، يأتى من «المحلة» مرتين أسبوعياً: «الناس هنا بتيجى عشان تتبارك بالسيد البدوى، وكل واحد له طريقته، منهم اللى تلاقيه ييجى يقرأ قرآن، وفيه اللى يصلى على النبى، وفيه اللى بيقول الأوراد اللى قالها السيد البدوى»، وعن ظاهرة الأضاحى فى مولد السيد البدوى، يقول: «كل واحد بيبقى نادر ندر للسيد البدوى وحصل فعلاً بييجى وقت المولد ويذبح العجل أو الندر اللى ندره».
خارج المسجد، وفى طريقهم للرحيل، بعدما جاء الثلاثة أصدقاء من محافظة المنوفية وتحديداً من «شبين الكوم» فى العاشرة صباحاً لأداء صلاة الجمعة والدعاء بمسجد «السيد البدوى»، أحدهم «محمد الحبشى»، 75 عاماً، يقول: «جينا هنا من الصبح عشان نسمع الخطبة ونصلى الجمعة ونزور، وجيت النهارده مع أصدقائى وجيرانى عشان نتمتع بالزيارة، ده السيد البدوى سره باتع، ومن آل البيت وطبعاً بدل ما نصلى فى المساجد العادية اللى متعودين عليها فى الأرياف عندنا بنيجى نصلى هنا، ومتعودين نروح كل يوم جمعة زيارة مختلفة، ده غير إننا بنيجى فى المولد بتاعه كل سنة».
مسجد السيد البدوى يحتوى على عدة مقامات أخرى منها «سيدى عبدالعال»، و«سيدى مجاهد»، و«أحمد حجاب»، حسبما أكد «الحبشى»: «الناس دى ليها تاريخ دينى، والأماكن دى طاهرة ومُستجاب فيها الدعاء، وأهو إحنا بنيجى ندعى ربنا إنه يحقق لنا اللى بنتمناه، ده غير إن المكان هنا مشهور بالحمص والحلويات، واللى بييجى يزور بيجيب لعياله وحبايبه منها»، ويلتقط صديقه «على عيسى»، 75 عاماً، منه أطراف الحديث: «أغلبية الوقت بنيجى نصلى الجمعة هنا، وبعدين إحنا نفسياً وروحياً بنستريح لما نزور سيدى أحمد البدوى وباقى الأولياء زى السيدة عائشة والسيدة نفيسة، وعلى زين العابدين والسيدة زينب، وسيدنا الحسين».
{long_qoute_2}
اتفق الثلاثة أصدقاء على حضور كافة موالد آل البيت، وأداء صلاة الجمعة كل أسبوع فى مسجد منها، حسبما أكد «على»: «واخدين عهد على نفسنا إحنا التلاتة كل جمعة وكل مولد نروح نزور أولياء الله الصالحين، نتبارك بيهم، واحنا فاهمين إنهم لا بيضروا ولا بيصلحوا بس إحنا بنحس براحة عندهم، زى ما بتكون البطارية فضيت فبنيجى نشحنها شوية، بنيجى نزور الأضرحة ونحضر الأمسيات الدينية»، موضحاً أنهم يذهبون للموالد ومساجد آل البيت منذ 15 عاماً معاً، لكن هدفهم هو الصلاة والدعاء وذكر الله وحضور حلقات الذكر.
«بص عندنا تشترى من عندنا».. «لسنا الوحيدين ولكننا متفردون».. «قلب وشوف واختار بعينيك».. هذا ما كانت تُذيعه مُكبرات الصوت فى المناطق المُحيطة بالمسجد من الخارج من جانب أصحاب المحلات التجارية، ومن أهمهم بائعو «الحمص والحلاوة» التى تشتهر بها «طنطا»، أحد هؤلاء «مجدى الرشيدى»، يجلس خلف بضاعته التى وضعها بشكل يُلفت الأنظار فى انتظار وصول الزبائن، موضحاً أن زيارة «السيد البدوى» من مختلف المحافظات مرتبطة لدى الجميع بشراء الحمص والحلاوة: «الزوار من جميع المحافظات بتيجى هنا عشان تاخد حمص وحلاوة، والناس كلها بتخلص صلاة الجمعة وتخرج على محلات الحلويات على طول».
وعن ارتفاع أسعار «الحمص والحلاوة» يقول «مجدى»: «النهارده كيلو الحمص وصل 30 جنيه وكده الزبون مش هياخد حاجة، وده واضح أهو إن مفيش زباين، ده غير إن حب العزيز وصل سعره 60 جنيه، وكيلو الحلاوة شعر 24 جنيه، وقرص المشبك الصغير بـ7 جنيه بعدما وصل سعر الكيلو منه 20 جنيه»، يصمت «مجدى» ثم يستكمل حديثه بنبرة حزينة: «الحمص ده مش من أساسيات الحياة ده مرتبط بزيارة السيد البدوى زى كده بالظبط أى حد رايح محافظة دمياط هيجيب من هناك المشبك والهريسة اللى مشهورة بيها للناس كلها، والناس بقت بتفكر فى الأكل والشرب لأن ده الأساسى بالنسبة لهم».
يتذكر «مجدى» سعر «الحمص» عندما كان سعر الكيلو منه بـ4 جنيهات: «كانت الناس زمان بتيجى تجيب لنفسها وجيرانها وأصحابها، لكن دلوقتى لو اشترى أصلاً أى كمية يبقى زى الفل كده، وإحنا ملناش يد فى زيادة سعر الحمص ده بيبقى سببه التجار الكبار مش التاجر القطاعى، والحمص ده بيجيلى من الصعيد، لكن سعره بقى غالى حتى على الزبون، وحتى المكسب بتاعنا مبقاش كبير لأن سعره المرتفع مبقاش مخلينى عارف أكسب من وراه، والتعويض الوحيد طول السنة هو فترة مولد السيد البدوى، بيدخل طنطا فى الوقت ده نحو 3 ملايين زائر». فى الناحية الأخرى وتحديداً داخل الشوارع الواقعة خلف مسجد «السيد البدوى»، وهى المنطقة التى كانت مشهورة قديماً بمحلات العطارة وكان يأتى إليها الزوار من مختلف المحافظات لشراء البخور وغيره، يقف «طلعت شديد»، صاحب محل عطارة: «زمان كانت الناس بتيجى السيد البدوى عشان تجيب بخور تتبارك بيه، إنما دلوقتى الناس بقت متفتحة بتيجى تزور الضريح وتمشى، والعطارة مش شوية كمون، لأن الكمون ده من التوابل، لكن العطارة أساسها مات ومبقاش فيه ناس بتعتقد فيها خالص، وحتى بقى قليل اللى ياخد بخور من هنا، وكله بقى بييجى السيد البدوى يشترى الحمص والحلاوة، لأن العطارة بقت موجودة فى كل حتة، وأى حد هييجى فى زيارة هنا هيفضل إنه يشتريها من بلده».