«حورية» آل البيت.. «طبيبة الغلابة»

«حورية» آل البيت.. «طبيبة الغلابة»
- أولياء الله
- الإمام الحسين
- الإمام على
- السيدة زينب
- بن على
- بنى سويف
- بنى مزار
- جمال الدين
- آل البيت
- آلام العظام
- أولياء الله
- الإمام الحسين
- الإمام على
- السيدة زينب
- بن على
- بنى سويف
- بنى مزار
- جمال الدين
- آل البيت
- آلام العظام
مقامات وأضرحة آل البيت وأولياء الله الصالحين تنتشر فى ربوع قرى ومراكز بنى سويف، توجد داخل مساجد أو مستقلة بذاتها، بعضها معروف، والآخر لا يعلم عنه إلا أهل المنطقة الموجود بها الضريح أو المقام، وهو ما يدل على تعلق أهالى المحافظة بحب آل البيت والتبرك بهم فى التداوى والشفاء من الأمراض وحل المشاكل.
الأهالى والمريدون يعتبرون مقام السيدة حورية بوسط مدينة بنى سويف من أهم مقامات وأضرحة المحافظة، ويُعد الأكثر استقبالاً للمريدين على مدار العام، فعلى بُعد خطوات من المسجد الذى سُمى على اسمه الميدان المجاور له، يتوافد المريدون من كل الأنحاء لزيارة مقام السيدة حورية للتبرك بها وطلب مساعدتها فى الشفاء وحل المشاكل، لتختلط الحضارة المعمارية الأثرية مع روحانيات التبرك بآل البيت، حيث يمتد نسب السيدة حورية إلى الإمام على كرم الله وجهه.
«يا طبيبة الغلابة يا ست»، «ماما الكريمة»، «يا أم الغلابة».. هذه عيّنة من أبرز نداءات المريدين للسيدة حورية داخل مقامها، مناجاة ودعاء وتقرباً إلى الله وتبركاً بآل البيت، طمأنينة وسكينة وراحة يشعر بها المريدون، تعليقاً على ذلك يقول جمال الدين محمود، من محافظة المنيا، إن المريدين يأتون بصفة دورية إلى مقام السيدة حورية من كل المحافظات تبركاً وتيمناً بها، مضيفاً: «أحضر إلى بنى سويف لزيارة مقام السيدة حورية للتبرك به، وطلب مساعدتها فى التودد إلى الله، وأشعر بالطمأنينة والسكن والراحة داخل المسجد فور وصولى».
{long_qoute_1}
«جئت من مركز أطسا بالفيوم بعدما سمعت أن السيدة حورية لها كرامات فى شفاء المرضى، وناس كتيرة تم شفاؤهم ببركتها وربنا يجعلها سبب فى شفائى من آلام العظام، فالبركة والشفاء يلازمان كل المريدين والزائرين للمقام وجميعهم يؤكدون شفاء كل من طلب الدواء»، عبارة قالتها سعاد عبدالحفيظ أحمد، من داخل المقام.
«طبيبة الغلابة» لقب احتفظت به السيدة حورية، حيث ارتبط اللقب بالمريدين والمترددين على مقامها طلباً للشفاء من الأمراض، فكثيراً ما يتوجه إليها المرضى وذووهم طلباً للشفاء، حسبما يؤكد محمود عبدالجواد، أحد المريدين، الذى جاء من مدينة الفشن أقصى جنوب بنى سويف، وأضاف: «نجلى مصاب بالصرع، وفشلت فى علاجه مع الأطباء ولم يتبقَّ لى سوى طبيبة الغلابة، فحضرت إليها تيمناً وتبركاً بها فى شفاء نجلى، لأن الكثير من الأقارب نصحونى بذلك بعد شفاء ذويهم عقب زيارتها».
«إنها تعالج المرضى وتساعد المكروبين»، عبارة موجزة قالها إمام المسجد الشيخ كمال عبدالتواب مرسى، واصفاً بها سبب تدفق الزوار على الضريح، وتابع: «الاسم الحقيقى للسيدة حورية هو زينب الحسينية، نسبة إلى الإمام الحسين بن على رضى الله عنهما، وسُميت زينب نسبة إلى عمتها السيدة زينب الكبرى بنت الإمام على رضى الله عنه، ولُقبت بزينب الصغرى، كما لُقبت بالسيدة حورية لجمالها وورعها وتقواها، وتوفيت وهى بكر لم تتزوج، ونسبها من جهة الأب زينب بنت أبى عبدالله شرف الدين الإمام الحسين بن على كرم الله وجهه، ونسبها من جهة الأم يعود إلى كسرى ملك الفرس، واشتهر عن مقامها أن زيارته تشفى المرضى، فقد كانت فى معركة كربلاء الشهيرة قائدة للمستشفى الميدانى، وهى بنت السابعة عشرة أو الثامنة عشرة، ورغم الصدمة فى مقتل سيد شباب أهل الجنة حضرت إلى مصر مع السيدة زينب عقيلة بنى هاشم وبصحبة أخيها الأكبر على زين العابدين، وفى أحضان أمها فاطمة أم الغلام وبرفقة زوجة أخيها فاطمة بنت الإمام الحسن، وكانت محبة للترحال والسفر، فكثيراً ما كانت تتنقل بين قرى مصر، وزائرة مستديمة لمقابر الصحابة والتابعين، فكانت رحلتها الأخيرة إلى أرض البهنسا ببنى مزار بمحافظة المنيا، حيث بقيع مصر الكبير وما يحويه من مقامات أكثر من خمسة آلاف صحابى وتابع لرسول الله، وأثناء عودتها أصيبت بحمى شديدة توفيت على أثرها داخل بنى سويف، وتم تشييد مقامها فى مكانه الحالى».
وأضاف أنه فى عام 1323 هجرياً شرع أحد أعيان بنى سويف فى بناء المسجد بجوار المقام ويُدعى عثمان بك، بعد رؤيته لها فى المنام، حسبما يقولون، ومطالبتها له بإنشاء المسجد، لكنه توفى قبل الانتهاء منه، ليستكمل نجله إسلام باشا بناء المسجد بشكله الحالى خلال أشهر معدودة، وجعل خارجه ساحة كبرى لإقامة المولد فيها، الذى يواكب سنوياً العشر الأواخر من شهر شعبان، بالإضافة إلى ضريحَى الشيخ سعد والشيخ يوسف وهما من رفقائها أثناء ترحالها.