الشرقية: لم يتم تفعيله.. وأمين «المعلمين»: يحتاج إلى وقت طويل لتطبيقه

كتب: نظيمة البحراوى

الشرقية: لم يتم تفعيله.. وأمين «المعلمين»: يحتاج إلى وقت طويل لتطبيقه

الشرقية: لم يتم تفعيله.. وأمين «المعلمين»: يحتاج إلى وقت طويل لتطبيقه

داخل أروقة مدارس الشرقية تبدو الأحداث اليومية طبيعية دون أن يطرأ عليها أى جديد، وحتى اللحظة لم يتم تفعيل قرار منع التدخين والهواتف المحمولة بمدارس المحافظة واقتصر الأمر على منشور تم تعميمه على الإدارات التعليمية والمدارس، فيما أكد «معلمون» أن القرار يحتاج إلى فترة زمنية لتطبيقه.

وقال «أ. م»، مدرس بـ«الزقازيق الثانوية الفنية المتقدمة»: «عادة لا يدخن الطلاب داخل الفصول وإنما يتوجهون إلى دورات المياه أو الفناء وبعد الانتهاء من التدخين يعودون إلى فصولهم أو إلى الورش لتلقى الحصص الدراسية»، لافتاً إلى أن المعلمين لا يدخنون بالفصول وإنما فى الفناء فقط.

وتابع: «منذ نحو 3 أيام وجدت أحد الطلاب بالصف الأول الفنى الثانوى بالمدرسة يرتدى (تشيرت وشورت) وبحوزته علبة سجائر فأوضحت له أن ما فعله أمر مخالف سواء فيما يتعلق بالزى أو التدخين وتم التنبيه عليه بعدم الحضور إلى المدرسة مرتدياً الشورت أو بحوزته علبة سجائر وإلا سيتم إنذاره واستدعاء والده». لافتاً إلى أن المدرسة لا تلزم الطلاب بزى موحد ما يسهل دخول أشخاص غرباء إلى المدرسة أيضاً.

وكشف معلم بإحدى مدارس التعليم الفنى بمركز الحسينية -رفض ذكر اسمه- أنه على الرغم من صدور القرار بمنع التدخين واصطحاب الموبايلات إلا أنه لم يتم تنفيذه حتى الآن، مشيراً إلى أن المدرسة شهدت الأسبوع الماضى واقعة غريبة تمثلت فى قيام طالب بتصوير مقطع فيديو لـ«معلمة» يبلغ عمرها نحو 36 عاماً أثناء قيامها بشرح المادة الدراسية داخل الفصل وعندما انتبهت لما يقوم به الطالب صرخت واستدعت زملاءها. وأضاف: تم ضبط الطالب وبتفتيش هاتفه تم العثور على مقطع فيديو تظهر خلاله المعلمة أثناء الشرح، كما تم العثور على مقاطع أخرى مخلة، وبتفتيش باقى الطلاب تم العثور على 18 هاتفاً محمولاً بحوزة 18 طالباً، كما تم ضبط 3 علب سجائر بحوزة 3 آخرين ثمن الواحدة 40 جنيهاً.

{long_qoute_1}

وأشار إلى أن عدد الطلاب المقيدين بالفصل 50 طالباً كان حاضراً منهم 30 فقط أثناء الواقعة والباقى غائبين، وتم تحرير محضر بالمدرسة للطلاب وفى مقدمتهم الطالب الذى قام بتصوير معلمته ولكن لم يتم إرسال المحضر إلى الإدارة التعليمية نظراً لتعهد أولياء الأمور بعدم تكرار ما حدث من قبَل أبنائهم وإلزامهم بقواعد العملية التعليمية واحترام المعلمين وقيام البعض بمعاقبة أبنائهم بالضرب.

وتابع: «المدرسة تقع فى منطقة ريفية ودائماً يحكم الأرياف حل المشاكل ودياً، خاصة فى ظل وجود معرفة بين جميع الأهالى ووجود علاقات قرابة وخلافه، بالإضافة إلى ميل المعلمين لإنهاء المشكلات ودياً خوفاً من تعرضهم لأى اعتداءات خاصة فى ظل عدم وجود قوانين توفر الحماية اللازمة لهم». وقال: «يعنى إذا اعتدى ولى أمر على مدرس لن يحدث لولى الأمر شىء وهذا ما يتكرر فى الامتحانات حيث يصل الأمر لوقوف أولياء الأمور خارج اللجان وفى الطرقات وأحياناً يجلسون بجوار أبنائهم فى اللجان دون رادع لهم». منوهاً بأن بعض المعلمين لا يلتزمون أيضاً بالحضور وعدد منهم يحضر إلى المدارس مرتدياً الجلباب ومنهم من يأخذ سجائر من الطلاب ويجلسون لتدخينها فى الفناء.

وعن ظاهرة اصطحاب الطالبات للطعام من المنازل داخل «حِلل» وتناوله داخل الفصول وأيضاً الأسماك المملحة، قالت «منى. ع. أ»، طالبة بإحدى مدارس الثانوى التجارى بالحسينية: إنها اعتادت و5 من زميلاتها حمل حقائب الطعام من المنزل حيث تتولى كل منهن إحضار وجبة يومياً مثل «الكشرى، الأرز، البطاطس، الباذنجان، الفول والطعمية والمخلل» وأحياناً يكون الطعام داخل إناء ويجلسن لتناوله داخل الفصل فى الفسحة أو حصة الألعاب»، مشيرة إلى أن طول المسافة بين منازلهن ومقر المدرسة وعدم توافر وسائل المواصلات، يدفعهن لتكرار الأمر، كما أن الوجبات التى يحضرنها من المنزل تساعدهن على تحمل الجوع، معتبرة أن ذلك أفضل لهن من شراء «الشيبسى، أو الكيك، أو البسكويت» الأمر الذى يؤدى لتحمل أسرهن نفقات كثيرة تصل إلى 10 أو 20 جنيهاً يومياً. وأشارت إلى أن تناول الأسماك المملحة أو الفسيخ أمر نادر الحدوث وترفضه الطالبات.

{long_qoute_2}

«يوسف. أ»، تلميذ بالصف السادس الابتدائى بإحدى المدارس الخاصة بالزقازيق، قال إنه وزملاءه يصطحبون الهواتف المحمولة معهم داخل الفصول، وهناك بعض المدرسين والمدرسات بمجرد دخولهم للفصل لبدء الحصة الدراسية يطلبون منهم إغلاق هواتفهم أو تفعيلها على الوضع «صامت»، مضيفاً أن هناك معلمين لا يهتمون بإغلاق الهواتف ولكن عند ورود أى اتصال لأى تلميذ يطلب منه المعلم مغادرة الفصل والتوجه إلى «الطرقة» للرد على الهاتف والعودة بعد ذلك. لافتاً إلى أن التلاميذ الذين يريدون التحدث فى الهاتف يطلبون السماح لهم بالتوجه إلى دورة المياه ويتحدثون فى الهاتف ثم يعودون وخلال الحصص الاحتياطية -حال غياب مدرس المادة- يشغل التلاميذ الألعاب على الهاتف. وذكر أنه خلال حصة احتياطية قام أحد التلاميذ بأخذ هاتف زميله وشغل أغنية عليه وعندما ارتفع صوت الأغنية قام المعلم بسحب الهاتف من التلميذين ثم أعاده لصاحبه ونبه عليه بعدم منح هاتفه إلى أى شخص وإغلاقه أثناء الوجود داخل الفصل.

وقال هانى مرشد، أمين عام نقابة المعلمين بالشرقية، إن قرار منع التدخين واصطحاب الهواتف المحمولة داخل الفصول والمدارس صدر منذ عام 2014 وما يحدث الآن هو إعادة لتفعيل هذا القرار.

وتابع: منذ عام 2014 وحتى 2017 لم يطبق قرار منع اصحطاب الموبايلات سوى داخل لجان الامتحانات فقط، خاصة خلال العام الدراسى الماضى، ما أدى لتراجع نسبة الغش بنسبة كبيرة، لا سيما فى امتحانات الثانوية العامة التى كانت شهدت العام قبل الماضى تسريباً لأسئلة الامتحانات كاملة وبيع نسخة الإجابة بجنيه واحد فقط كما حدث فى إحدى مدارس كفر صقر. وتابع: تفعيل القرار يحتاج توفير الحماية للمعلمين أيضاً، خاصة أن هناك أولياء أمور يشكلون تهديداً لهم فى العديد من المراكز حيث يقومون بتهديد المعلمين والاعتداء عليهم فى حال عدم السماح لأبنائهم باصطحاب الهواتف المحمولة والسماح لهم بالغش. وأضاف لـ«الوطن»: هناك اهتمام من التربية والتعليم بتفعيل القرار ولكن تفعيله بشكل كامل سيحتاج إلى وقت طويل، لافتاً إلى أن قرار منع اصطحاب الموبايلات لعدم الغش داخل اللجان احتاج تطبيقه عدة سنوات وحتى الآن الأمر اقتصر على إعلان القرار من خلال منشورات رسمية للمدارس ووسائل الإعلام ولكن لم يتم مباشرة أى حالة أو تطبيق أى عقوبة بحق أى معلم أو طالب يخالف القرار».

من جانبه، قال السيد بسيونى، وكيل وزارة التربية والتعليم بالشرقية، إنه بمجرد صدور قرار من الوزارة بمنع التدخين واصطحاب الموبايلات تم إرسال منشورات لكافة الإدارات التعليمية والمدارس لتعميم القرار والعمل على تنفيذه. وأشار إلى أن المديرية شكلت لجاناً للمرور لمتابعة سير العمل بالمدارس ومن ضمنها متابعة تنفيذ القرار وتفعيله وحتى الآن لم تتخذ إجراءات رسمية أو تحرير أى محاضر للمخالفين: «نحن فى مرحلة التوعية وإيضاح أهمية القرار وما يهمنا هو تطبيق القرار وتفعيله تربوياً من أجل الارتقاء بالعملية التعليمية وليس تطبيق عقوبات بحق المعلمين والطلاب».


مواضيع متعلقة