«عبدالرحمن» ارتدى نظارة طبية.. فلقّبه زملاؤه بـ«أبوحفيظة»: كرهت المدرسة

كتب: هبة حسنين

«عبدالرحمن» ارتدى نظارة طبية.. فلقّبه زملاؤه بـ«أبوحفيظة»: كرهت المدرسة

«عبدالرحمن» ارتدى نظارة طبية.. فلقّبه زملاؤه بـ«أبوحفيظة»: كرهت المدرسة

يمشى بين زملائه خجولاً، رأسه فى الأرض وخطواته متسارعة، يحاول تجنب الساخرين منه بسبب نظارته الطبية، أينما وطأت قدماه تلاحقه الضحكات وتصل إلى مسامعه الكلمات التى يكرهها «يا أبونضارة، يا أبوحفيظة». يخلع نظارته غضباً ويحاول تسديد اللكمات فى وجوههم علّهم يتوقفون عن السخرية منه، وفى النهاية يرتدى النظارة ويتكوم فى فصله لا يغادره قبل انطلاق جرس المدرسة.

يعود الطفل عبدالرحمن رياض، الطالب فى الصف السادس الابتدائى، إلى البيت ودموعه تسبقه، تعرف والدته السبب قبل أن تسأله، فمنذ أن اكتشفت ضعف بصره وهو على هذه الحالة التى يُرثى لها، تقول والدته هبة محمد: «وهو فى أولى ابتدائى عرفت إن نظره ضعيف، معلمة الفصل كلمتنى وقالت لى إنه مش بيشوف السبورة وبيقف قدامها وهو بينقل، كشفت له وعرفنا إن نظره ضعيف جداً، ومن يوم ما لبس النضارة وهو حالته النفسية زى الزفت».

لم يكن طفلاً عنيفاً، كان هادئ الطباع، لا يثار بسهولة، لكن مناداته بـ«أبوحفيظة» تثير غضبه وتخرجه عن شعوره: «لما بيعصّبوه بيبقى عنيف وده رد فعل للى بيعملوه فيه»، عمل الأم كموظفة وانشغالها طيلة اليوم، جعلها قليلة التردد على مدرسة طفلها للتنبيه على المدرسين باحتوائه وحل مشكلته ومعاقبة الطلاب الذين يسخرون منه: «أنا معتمدة على نفسى فى حل مشكلته، بقوّى ثقته بنفسه، بحاول أقنعه إن شكله مش وحش، ووعدته لما يكبر يعمل ليزك ويقلع النضارة خالص».

ما يزيد العبء النفسى الذى يشعر به الطفل «عبدالرحمن»، هو معايرة شقيقه له بارتداء النظارة، مثل زملائه الذين طالما شكا منهم: «لما بتخانق مع أخويا بينادينى بالاسم اللى بكرهه، وده بيضايقنى أكتر لأنى مابقدرش أرد عليه لأنه أخويا الكبير». تلعب الأم دوراً مهماً فى احتواء مشكلة صغيرها، بأن تجعله قوياً فى مواجهة النظرات السلبية له، بتجاهلها وعدم الالتفات لها نهائياً: «صحابه مش بس بيتريقوا على نضارته، دول بيقطعوا أدواته المدرسية وبيضربوه، ومرات كتيرة نضارته تتكسر بسبب الخناق معاهم».

وهو ما دفعها إلى التضامن مع حملة «أنا ضد التنمر»: «يا ريت الناس كلها يبقى عندها وعى، وتعرف تأثير التنمر على الأطفال».


مواضيع متعلقة