معاناة «بسنت»: كنت طفلة منطوية بسبب السخرية منى ومناداتى بـ«يا واد يا بت»

معاناة «بسنت»: كنت طفلة منطوية بسبب السخرية منى ومناداتى بـ«يا واد يا بت»
- التنمر
- السخرية
- أنا ضد التنمر
- معاناة الأطفال
- حملة ضد التنمر
- التنمر
- السخرية
- أنا ضد التنمر
- معاناة الأطفال
- حملة ضد التنمر
منذ بلوغها 5 أعوام، كانت تميل إلى العزلة والانغلاق، ورغم ضيق مساحة حجرة نومها، فإنها كانت بمثابة عالمها الواسع الذى كانت تنطلق فيه بحرية شديدة، ففى هذه الغرفة البسيطة لا تتعرض للسخرية ولا تسمع تعليقات سلبية مثل «انتى قرعة، انتى شكلك عامل زى الولاد، ماتلعبيش معانا شكلك وحش»، الكلمات الساخرة التى كانت تترك فيها أثراً نفسياً يجعلها تخشى الخروج من البيت والذهاب إلى المدرسة، وكل ذنبها أنها كانت صاحبة شعر قصير جداً.
طفولة معقدة وصعبة عاشتها بسنت أحمد، التى تبلغ من العمر 19 عاماً، جعلتها تبتعد عن الناس، ولا ترغب فى استكمال تعليمها، بل وتتجنب المشى فى الشارع وحدها، دائماً ما كانت تلازم والديها، حتى يردان عنها أى إساءة تتعرض لها: «لما كنت لسه فى كى جى كانوا مايرضوش يلعبوا معايا عشان شعرى قصير ويقولوا لى انتى بنت ولا ولد؟، كانوا بيسيبونى قاعدة لوحدى، حتى لما دخلت ابتدائى برضو كانوا بيتعاملوا معايا بشكل وحش خلانى كرهت المدرسة»، كثرة الضغوط التى تعرضت لها «بسنت» فى المدرسة جعلت والديها ينقلان ملفها إلى مدرسة أخرى، لكن التعليقات السلبية ظلت خلفها فى كل مكان.
كبرت «بسنت» وتعرضت لأنواع أخرى من السخرية: «لما كنت فى إعدادى شكلى ماكانش حلو، وكان عندى تقوُّس بسيط فى رجلى، كانوا بيتريقوا عليا ويقولوا انتى دكر وشكلك وحش».. معاناة أخرى بدأتها «بسنت»، فلكل مرحلة معاناتها: «لما وصلت تالتة إعدادى مابقاش فيه حد بيضايقنى فى المدرسة، كانوا كبروا شوية وعقلوا، لكن مرحلة الطفولة كلها قضيتها وأنا بعيدة عن كل الناس من كتر خوفى من تريقتهم».
الحملة القومية لحماية الأطفال من التنمر تحت رعاية المجلس القومي للطفولة والأمومة بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، وبالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، وبتمويل من الاتحاد الأوروبي، أعادت شريط الذكريات عند «بسنت»، فقررت أن تكون من المتضامنين مع الحملة، حتى لا يشعر الأطفال بالمعاناة التى عاشتها: «كل واحد ممكن يكون فيه عيب، بس تطفل الناس بيخليهم يتسابقوا مين هيضايق التانى وهيتدخل فى حياته أكتر»، شعورها بالضيق طوال الوقت عندما تتذكر هذه المواقف يجعلها لا تسامح كل من جعلها تشعر بالحزن يوماً وأدخلها فى نوبات اكتئاب وحزن شديد.