إسرائيليون يزعمون ظهور «البقرة».. حلم وهمى وخدعة صهيونية

إسرائيليون يزعمون ظهور «البقرة».. حلم وهمى وخدعة صهيونية
- البقرة الحمراء
- إسرائيل
- الصهيونية
- هدم الأقصى
- فلسطين
- بقرة إسرائيل
- بقرة حمراء
- البقرة الحمراء
- إسرائيل
- الصهيونية
- هدم الأقصى
- فلسطين
- بقرة إسرائيل
- بقرة حمراء
أثار ظهور البقرة الحمراء فى إسرائيل الكثير من الجدل فى الأيام الأخيرة، بعد نشر مقطع فيديو للبقرة ذات اللون الأحمر التى تعد علامة لدى اليهود على اقتراب يوم القيامة وإذناً ببناء الهيكل الثالث مكان المسجد الأقصى المبارك، فما تلك البقرة التى تظهر على فترات فى إسرائيل ويتم الإعلان عنها، إلا أنه وفى كل مرة لا يكتمل الحلم اليهودى، بفشل التأكد من أنها البقرة المنتظرة؟ الدكتور سامى الإمام أستاذ الديانة اليهودية فى كلية اللغات والترجمة جامعة الأزهر، قال إن أهمية البقرة الحمراء فى الديانة اليهودية تعود إلى أن رمادها الذى يتبقى بعد حرقها تماماً يرتبط بطقوس معينة وردت فى التوراة لا يجوز الحيد عنها قيد أنملة وإلا فالطقس باطل.
وأضاف «الإمام»، فى بحث أعده وأرسل نسخة منه لـ«الوطن»، أن رماد تلك البقرة يستعمل فى إجراءات التطهر من النجاسات، وخاصة نجاسة الميت التى تعدّ من أخطر النجاسات المسمّاة «أم النجاسات» وهى أعلاها درجة، وكل ذلك بتفاصيله ورد بالتوراة و«المشنا» (متن التلمود) والجمارا (تفسيرات أعدها اليهود على متن التلمود)، واستشهد «الإمام» بما جاء فى سفر «العدد»، حيث خاطب الرب «موسى» قائلاً: «قل لبنى إسرائيل أن يأتوك ببقرة حمراء سليمة خالية من كل عيب، لم يَعلُها نيرٌ، فتعطونها لألعازار الكاهن، ليأخذها إلى خارج المخيّم وتُذبح أمامه.. وتُحرّق البقرة بجلدها ولحمها ودمها مع فرثها على مشهد منه.. ويجمع رجل طاهر رماد البقرة ويلقيه خارج المخيّم فى موضع طاهر، فيظل محفوظاً لجماعة إسرائيل لاِستخدامه فى ماء التطهير».
{long_qoute_1}
وعن طريقة استخدام رماد البقرة الذى يستخدم فى أغراض التطهر من النجاسة فى عمل يسمى «ماء التطهر من النجاسة»، نقل «الإمام» عن نص التوراة الذى جاء فيه: «فيأخذون للنجِس من غبار حريق (البقرة الحمراء)، ويصب عليه من ماء نبع جارٍ فى إناء. ويأخذ رجل طاهر أغصان الزوفا (اسم نبات عطرى) ويغمسها فى الماء، ويرشه على الخيمة وعلى جميع الأمتعة، وعلى كل من كان حاضراً هناك، وعلى الذى لمس العظم أو القتيل أو الميت أو القبر. ثم يرشّ الطاهر ماء التطهِير على النجس فى اليوم الثالث واليوم السابع، ويطهره فى اليوم السابع. وعلى المتطهّر أن يغسل ثيابه ويستحمّ بماء فيصبِح طاهراً فى المساء أما الذى يتنجّس ولا يتطهّر فيستأصل من بين الجماعة»، وقال «الإمام»: «هذه هى طريقة التطهُّر. ويتضح من نهاية النص أن من لم يتطهر تطبق فى حقه عقوبة الموت وهو المقصود بالاستئصال». وأضاف «الإمام» أنه «كان من الضرورى أن يتم الاحتفاظ بجزء صغير من رماد آخر بقرة حمراء ليُخلط جيداً برماد البقرة الجديدة حتى تتم عملية تواصل الطهارة للرماد الجديد، ولذلك بذل الكيان الصهيونى جهداً كبيراً لمحاولة البحث تحت المسجد الأقصى ريثما يتم العثور على إناء أو زجاجة بها بقية رماد بقرة حمراء فى أنقاض الهيكل بحسب زعمهم، ولم يعثروا على شىء».
وأوضح الإمام أنه بـ«المشنا» فصل يسمّى «البقرة» تبدأ فقراته بشروط صلاحية البقرة لهذا الطقس، وإلى متى تظل تلك الصلاحية؛ فتبدأ صلاحيتها منذ بلوغ عمرها ثلاث سنوات، ويتناول الفصل كذلك خلاف الحاخامات حول صلاحية البقرة العِشار، أو البقرة المشتراة من غير اليهودى، والعيوب التى تجعل البقرة مرفوضة. وجاء بـ«التلمود» أنه «لا بد أن تكون البقرة حمراء اللون تماماً، وليس بشعرها أى تموجات، وحتى وجود شعرتين سوداوين فى شعرها يجعلها غير صالحة لأنها بذلك لن تكون بقرة مقدسة، ويعزل الكاهن المرشح للقيام بعملية الإحراق من بيته قبل إجراء الطقوس بسبعة أيام تمهيداً واستعداداً للعمل»، وفقاً لما قال «الإمام». وأضاف أستاذ الديانة اليهودية أنه «يجب أن يكون هذا الكاهن طاهراً تماماً، فأى كاهن يلامس جثة يهودى أو يتصل بها حتى ولو بطريق غير مباشر يكون نجساً، أما لو لامس جثة غيْرىّ (غير يهودى) فلا يتنجس لأن جثث الأغيار لا تسبب النجاسة لأنها لا قداسة لها»، مشيراً إلى أنه «إن تنجس كاهن أو أى يهودى وجب أن يتطهر من نجاسته بالطريقة التى وردت بالنصوص التوراتية».
{long_qoute_2}
ولفت «الإمام» إلى أن «رماد آخر بقرة حمراء طاهرة -وفقاً لمعتقداتهم- فُقد مع تدمير هيكل أورشليم على يد نبوخذ نصر البابلى سنة 586 ق.م، ومنذ ذلك الحين واليهود جميعهم غير طاهرين وفقاً لمعتقداتهم، ولما كان لا يقوم بعملية إحراق البقرة إلا كاهن طاهر، فهى مشكلة يستحيل حلها؛ فلا توجد بقرة طاهرة تحمل شروط القداسة التى جاءت بالتوراة، ولا يوجد كاهن طاهر يقوم بالتطهير إن وجدت بقرة طاهرة». وأكد «الإمام» أنه لا جدوى من إعادة بناء هيكل فى حين ليس هناك لا كاهن طاهر، ولا بقرة حمراء صالحة لعمل الرماد، لافتاً إلى أنه «من المعروف أن جميع طقوس الهيكل، والعبادة القربانية تعتمد على التطهر فى المقام الأول بحسب الفكر التوراتى».
«لا بد أن يكون سن البقرة عاماً واحداً، وخلال هذه المدة لا بد ألا يظهر لديها أى نقطة سوداء أو شعر أسود، وهناك العديد من الشروط الأخرى التى يجب توافرها فى هذه البقرة»، هكذا تؤكد الدكتورة ليلى أبوالمجد أستاذ الدراسات التلمودية والأدب العبرى بجامعة عين شمس، مشيرة لـ«الوطن» إلى أن «أهمية البقرة الحمراء تعود إلى فكرة الطهارة لأنهم يعتبرون أنفسهم (أنجاس) لأنهم يمشون على الأرض، والأرض فيها رفات أموات تجعلهم معرضين للنجاسة»، وقالت «أبوالمجد» إن «نجاسة الأموات هذه أشد أنواع النجاسة، ولكى يتطهروا لا بد من الاغتسال بنثر رماد البقرة الحمراء على تلك النجاسة»، مشيرة إلى «استحالة اكتمال عملية الطهارة ببقرة جديدة»، متفقة مع الدكتور سامى الإمام، مضيفة أنه «لا بد من الحصول على طفل لم يبلغ الحلم ويكون طاهراً ومعزولاً عن العالم، ويركب على ظهر دابة ويذهب إلى نهر يحضر منه مياهاً دون أن ينزل من عليها، مستطردة: «هناك الكثير من الطقوس».
من جانبها، يؤكد الدكتور جمال عمرو الباحث والمختص بشئون القدس والمسجد الأقصى، أن «الإسرائيليين الموجودين حالياً ليسوا بنى إسرائيل الأصليين الذين تم ذكرهم فى القرآن الكريم، وليس لهم أى علاقة بهم»، مضيفاً: «ولكن فى النهاية تربوا فى نفس المدرسة والعقلية والفكر، فهم من قتلوا الأنبياء، وعلى أساس ذلك كل ما بين أيديهم عبارة عن أساطير يغيرونها ويبتكرونها كما يشاؤون، كما غيروا فى التوراة ما أرادوا»، لافتاً إلى أن «التوراة تمت كتابتها بعد وفاة سيدنا موسى بفترة كبيرة من الزمن، وإلى وجود 3 آلاف تناقض فى التوراة والتلمود». وأكد «عمرو»، لـ«الوطن»، أن ما يطلق عليه اليهود «جبل الهيكل» ليس له أى علاقة بهيكل سيدنا سليمان، مضيفاً أن كل القرائن التاريخية والحفريات الأثرية لا تثبت أثراً لأى هيكل سواء هيكل أول أو هيكل ثانٍ، مؤكداً أن ذلك يصيبهم بحالة من «الصدمة والذعر».
موضوعات متعلقة
سخرية «التواصل الاجتماعى»: «لو المشكلة فى البقرة كانت القيامة قامت من زمان»
مجموعة يهودية تبتكر «حلاً علمياً»: «سنستورد أجنّة»
إسرائيليون يزعمون ظهور «البقرة».. حلم وهمى وخدعة صهيونية
«البقرة الحمراء».. حجة إسرائيل لهدم «الأقصى» (ملف)