صور| "الأنبا كاراس".. قصة دير العصيان على البابا تواضروس

كتب: مصطفى رحومة

صور| "الأنبا كاراس".. قصة دير العصيان على البابا تواضروس

صور| "الأنبا كاراس".. قصة دير العصيان على البابا تواضروس

بخطاب مؤرخ في 13 أكتوبر 2010، على ورق بطريركية الأقباط الأرثوذكس، ويحمل توقيع البابا شنودة الثالث، خطى فيه أن "البطريركية تشهد بأن البابا فوض الراهب القس يعقوب المقاري في إنشاء دير على اسم السيدة العذراء مريم والأنبا كاراس السائح، على أن يكون مسؤولًا ومشرفًا عامًا روحيًا وإداريًا وماليًا عنه"، بدأ فيه الراهب يعقوب المقاري نسج خيوطه لإنشاء دير غير معترف به كنسيًا في صحراء وادي النطرون، وعلى بعد 2 كيلومتر من دير البراموس، ليتحول هو والمكان الذي ينشأه لصداع في رأس الكنيسة على مدار 4 سنوات، انتهت بتبرأ الكنيسة رسميًا من المكان وساكنيه، وتجريد الراهب المذكور من الرهبنة.

القصة التي سبق ونشرتها "الوطن" في عددها الصادر بتاريخ 6 أبريل 2015، تكشف عن الفوضى التي أصابت الحياة الرهبانية والديرية في الكنيسة القبطية والتي يحاول البابا ولجنة الرهبنة حاليا العمل على ضبطها.

{long_qoute_1}

إذ جمع الراهب المجرد "يعقوب المقاري"، أكثر من 33 مليون جنيه من رجال الأعمال الأقباط، بالخطاب سالف الذكر، لإقامة ديره المزعوم على مساحة 53 فدانًا، على أن يقوم بتسليمه للكنيسة بعد الانتهاء منه، وبدأ الراهب في الشروع لتنفيذ ديره عام 2012، وبعد أيام من وفاة البابا الراحل شنودة الثالث، وكان يساعده في ذلك 4 من رهبان دير أبو مقار بوادي النطرون الذي ينتمي إليه الراهب يعقوب الذي تولى مسؤولية الدير بحكم أنه أعلى الرهبان رتبة كهنوتية، إذ قام البابا شنودة الثالث في 2010 بترقيته إلى درجة "القسيسة" خلال القداس الذي رسم فيه أيضًا 10 من الرهبان الجدد لدير أبو مقار والذين كان من بينهم "الراهبان اشعياء وفلتاؤس المقاري" المتهمان بقتل رئيس دير أبو مقار الأنبا إبيفانيوس يوم 29 يوليو الماضي.

وفي خلال شهور قليلة، استطاع "يعقوب المقاري" شراء أراضي لديره الجديد، وكتب عقود شرائها باسمه، على أن ينقل ملكيتها في نهاية الأمر إلى بطريركية الأقباط الأرثوذكس، وتم إقامة مزارع ومبان وورش على تلك الأراضي التي تم شرائها، فضلًا عن إقامة كنسيتان و12 قلاية للرهبان ومضايف للزوار ومزارع وورش.

وبعد تولي البابا تواضروس الثاني، سدة الكرسي البابوي، حاول تقنين أوضاع تلك الأماكن وإخضاعها للكنيسة، إلا أن الراهب رفض ذلك، حتى قام الرهبان الأربع المرافقون لـ"يعقوب المقاري" بالذهاب إلى البابا تواضروس، ومقابلته في عيد الميلاد عام 2015، وأعلنوا طاعتهم وخضوعهم للكنيسة وأعلموه بأمر الدير، الأمر الذي أثار غضب الراهب يعقوب، ليستعين ببلطجية ويطرد الرهبان الأربعة من الدير.

القصة التي تكشفها سيدة أعمال قبطية رفضت ذكر اسمها تدعى "م. هـ"، لـ"الوطن"، أشارت إلى أن الراهب يعقوب المقاري كان يطمع بأن يتم رسامته أسقفًا ورئيسًا للدير، ودخل في مساومات معهم للتنازل عن الدير للبطريركية مقابل حصوله على 10 ملايين جنيه.

فيما قال "أ. إيليا" رجل أعمال قبطي، تحفظ على ذكر اسمه، إن مفاوضات الكنيسة مع الراهب للخضوع والطاعة، أخرت لجوئهم خلال السنوات الماضية للقضاء ضد الراهب المجرد، بتهمة النصب والاحتيال، مشيرًا إلى أن الراهب المجرد كان يلتقيهم داخل أسوار دير الأنبا مقار بوادي النطرون، ويجمع منهم التبرعات.

وفي محاولة لتضليل الأقباط، نشر الراهب المجرد، تهنئة من أسرة قبطية له بمناسبة العيد الخامس لترقيته للكهنوت بيد البابا شنودة الثالث في عدد مجلة الكرازة الناطقة بلسان الكنيسة في فبراير 2015، مرفقًا بها صور للراهب "يعقوب" مع البابا تواضروس الثاني، ما دفع الكنيسة في عددها التالي الصادر في مارس 2015، لإصدار استدراك بأن الصورة منشورة بالخطأ، وأن الراهب خارج عن طاعة الكنيسة ويقوم بعمل غير مصرح به.

كما اشتمل العدد على تحذير من البابا تواضروس، إلى الأقباط من التبرع للدير المزعوم، وقال في بيان بمجلة الكرازة، نُشر في 2015، إنه لا يوجد دير باسم "الأنبا كاراس السائح"، وليس بين قائمة الأديرة القبطية المعترف بها قانونيًا وكنسيًا، كما أن البابا الراحل شنودة الثالث لم يصدر عنه أي تصريح لأحد بإنشاء مكان يحمل هذا الاسم، وأن وجود صفحة باسم هذا المكان على الإنترنت بمثابة خداع واحتيال لا يليق بالرهبنة ولا بالأديرة، وأي مكان يحمل هذا الاسم دون تصريح كنسي رسمي يُعتبر فخًا ونصبًا لكل من يذهب إليه أو نظّم زيارات ورحلات له أو قدّم مساعدات أو تبرعات أو ساهم فى أى إنشاءات أو مبان فيه، ونعتبر ذلك نوعًا من التسيب القانونى والكنسي، والكنيسة ممثلة في البابا والمجمع المقدس لا تقبل هذا الوضع وترفضه، بل وتحذر منه، لأن الشخص الذي يعمل تحت هذا الستار غالبًا راهب مطرود من ديره بسبب تجاوزاته وتعدياته على التقاليد الرهبانية، وبالتالي هو ليس جديرًا بأي تكليف كنسي لأي عمل أو خدمة، حتى وإن خدع البسطاء بلبس السواد والشكل الخارجي مع معسول الكلام.

وأضاف البابا "من هذا المنطلق فإن كل من يقدم مساعدة مادية أو معنوية أو فنية أو يجمع تبرعات من أي نوع إنما يقدمها للباطل ولا يقبلها الله، لأنها بغير أمانة، وتُستخدم في أيدي أناس خارجين عن التقاليد الرهبانية وكاسرين لوصايا الطاعة والاتضاع والأمانة والتعهد الذي يتعهد به الراهب وقت قبوله راهبًا، ونحذر شبابنا من الالتحاق بمثل هذه الأماكن لأنها بلا تبرير وبلا رهبنة وبلا مستقبل".

{long_qoute_2}

وفي 30 مارس 2015، أصدر دير الأنبا مقار بوادى النطرون بياناً حمل توقيع الأنبا أبيفانيوس، أسقف الدير المقتول، فى 30 مارس 2015، يعلن خلاله أنه "تم إخلاء سبيل الراهب القس يعقوب المقاري، واسمه بالميلاد شنودة وهبة عطا الله جورجيوس، ولم يعد له أي علاقة أو ارتباط بالدير، والدير غير مسؤول عن أي مشاكل مالية أو قانونية قام أو يقوم بها، ولم يعطه الدير أي توكيل أو تفويض أو إيصالات للقيام بأي أعمال تخص الدير".

وأمام هذا التحرك الكنسي، أصدر الراهب المجرد يعقوب المقارى، بيانًا عبر صفحة الدير بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، قال فيه: "إن كثيرين ألحوا عليه في الرد على من يفترون عليه ويشتمونه ليدافع عن نفسه أمام الكنيسة والرأي العام، وأن صمته كان ليتكلم الله ويخرج حقه، وإنه لم يدافع عن نفسه لأن الكتاب المقدس علمه أن (الرب يدافع عنكم وأنتم صامتون)"، مشيرًا إلى أنه لم يتكلم لأنه يشفق على الكنيسة والاضطرابات الكثيرة الموجودة حاليًا، وليس صمته ضعفًا منه كما يتخيل البعض.

وحول بيان دير الأنبا مقار بإخلاء سبيله، قال "يعقوب"، إن دير الأنبا مقار دير جميل قضى فيه 16 عامًا والأنبا أبيفانيوس، رئيس الدير، إنسان فاضل، ولعل الضغوط الكثيرة عليه أجبرته على إصدار البيان، لكي يعفي الدير من أي أضرار أو مسؤوليات تجاهه من الآخرين، وأنه لا يلومه، لافتًا إلى أن الرهبان الذين تركوا دير "الأنبا كاراس" ويشنون حملة تشهير به وبالدير، فإنه يطلب المغفرة لهم وأنه يسامحهم على كل الإهانات والشتائم، لأنه مهما حدث منهم فهم أولاده ومهما كرهوه فهو يحبهم ومهما خانوه فسيظل أمينًا إلى النهاية، وأنه آسف لكل من يسمعون هذا الكلام ويقرأونه فمنه قشور من الحقيقة والصدق وأغلبه كذب ونفاق، وأنه كان يتمنى أن يموت ولا يُعثر أحد من أولاده.

وتابع "يعقوب": "أقول للذين يقومون بحملة التشهير ضدي: أشكركم جدًا، ولكن من أجل بنيان وسلامة الكنيسة، أرجو أن تشفقوا على كنيسة المسيح وعلى آذان الناس البسطاء، وحتى نحافظ على الكنيسة من الداخل والخارج، وعلى سمعتها أمام أولادها والغرباء، حتى لا تهتز صورتها وتوقيرها واحترامها أمام العالم كله"، متوسلًا لهم بأن يحبوا الكنيسة ويضعوها أولًا وأخيرًا بعيدًا عن أي طموحات أو أغراض شخصية.

واختتم بيانه بالقول، إنه إذا أخطأ البعض فليحتمله الآخر ويسامحه، وإن مشاكلهم الداخلية لا بد ألا يعلمها أحد ولا يسمع بها أحد، لأنهم لا يفضحون أشخاصًا ولكن يمزقون جسد المسيح وكنيسته، حسب وصفه، متابعًا: "أرجوكم، حافظوا على الكنيسة وتريثوا فى قراراتكم وكلامكم، مشاكلنا لا يعلم بها أحد، وإن أخطأ الابن فالأب يعاقبه ولكن لا يشهّر به أو يقتله أو يفضحه أمام الناس، ولكن عندما يأخذني أبي في حضنه أرتمي تحت أقدامه".

ورغم قرارات الكنيسة في 2015، إلا أن الدير استمر في أعماله واستقبال الزوار والرحلات القبطية وإقامة قداسات الصلاة داخله، وتعميد أطفال، والترويج لمعجزات تحدث داخل الدير.

ومن بين المعجزات التي تروّج لها صفحة الدير، أن شخصاً يُدعى "هـ. ع. ي"، مقيم بأمريكا أتى للقاهرة، 23 يناير الماضي وكان يعاني من ألم برجله وظهره منذ 8 سنوات، ولا يستطيع المشي كثيراً إلا على "عكاز"، وذهب للدير في نفس يوم مجيئه من أمريكا وقابل الراهب يعقوب المقاري الذي صلى له ليسير بعدها بدون عكاز ويعود كطفل صغير يتحرك ويمشي.

وتسرد صفحة الدير الوهمي معجزة أخرى لسيدة تعاني من العقم منذ 13 عاماً، وصلى لها الراهب يعقوب المقاري بأن يرزقها الله بطفل، لتكتشف بعدها أنها حامل في ثلاث توائم، وعانت أثناء الحمل والولادة ليعاود الصلاة لها وتلد بسلام، ليتم تعميدهم بأسماء "كاراس وباجوش وكيرياكوس"، 25 يناير 2015، بيد الراهب المقاري.

وبحسب المستندات التي حصلت عليها "الوطن"، يظهر استغلال اسم بطريركية الأقباط الأرثوذكس على ورق يحمل اسم دير السيدة العذراء مريم، والأنبا كاراس السائح بوادي النطرون، دون موافقة أو اعتراف الكنيسة، ويعترف الراهب يعقوب المقاري بأن بالدير كنيسة للرهبان مساحتها 1050 متراً مربعاً، ولها طابع أثري ومبنية على أعمدة جرانيت ولها 53 قبة، وتم عمل 12 قلاية وتشطيبها نهائياً، وجار عمل 12 قلاية أخرى بالدور الثاني، وسور يفصل منطقة القلالي عن منطقة الضيوف، و8 قلايات منفردة للأساقفة الموفدين لزيارة الدير بمساحة 100 متر للقلاية، ومنها قلاية البابا، كماجرى عمل مضيفة بمساحة 400 متر مؤقتة لحين عمل المضيفة الفعلية للمكان بمساحة 2500 متر، ولها سور "جمالون" حتى يسهل فكه، وبيت لحم للقربان وتجهيزه على أعلى مستوى، وبيت خلوة للشباب ومكان للمؤتمرات يسع 280 فرداً، وبناء أول دور على مساحة 900 متر وبه كنيسة منفصلة، ومخبز به فرنين آليين، ومحطة تحلية مياه بطاقة 60 إلى 100 متر مكعب مياه في اليوم، وورشة نجارة على أعلى مستوى لعمل مستلزمات الكنائس والمذابح والأبواب وغير ذلك، كما تم إنشاء مبنى للعمال وتجهيزه، ومحطة توليد كهرباء وتزويدها بمولدين سعة 120 كيلو وات، و210 كيلو وات، ومبنى أسر للرهبان خارج الدير على دورين، وتجهيزه بأعلى مستوى، ومبنى حمامات للضيوف يضم 16 حماماً، وورشة خياطة وعيادة أسنان وصيدلية متكاملة للدير وخدمة العمال وتجهيز مكان للمكتبة ومنفذ للبيع وكانتين.

كما يُظهر مستند آخر يحمل توقيع الراهب يعقوب المقاري، المعدات الموجودة في الدير، والتي جاءت كالتالي: "سيارتين ملاكي، وعربية 2 كابينة تويوتا، وعربة ربع نقل، وأخرى داخلية بدون ورق، ولودر كوماتسرو ياباني 66، وجرار زراعي بكل مشتملاته"، والمشاريع الموجودة في الدير وهي "ورشة نجارة أثاث كنسي، وورشة ميكانيكا، وورشة تصنيع بورسلين تماثيل، وورشة حدادة، ومصنع شمع، ومنحل عسل، ومكتبة بيع كتب، ومنفذ بيع منتجات الدير، ومعمل زيتون، وكانتين للدير، وجار عمل مصنع كابلات وأسلاك كهربائية ومصنع لحوم قريباً، وبالدير حظيرة مواشى وغنم، وجار العمل بمشروع لتربية الدواجن، وإنشاء معمل ألبان ومشتقاتها، وجار شراء روتر كمبيوتر لصناعة الأخشاب، وبالدير طباعة على القماش والزجاج، وورشة خياطة وجار شراء ماكينات لتطريز الملابس".

{long_qoute_3}

وحسب بيان لجنة الرهبنة وشؤون الأديرة، الصادر عقب اجتماعها 28 أغسطس الماضي، بالمقر البابوي في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، برئاسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وحضور 17 مطرانا وأسقفا ورئيس دير، فإن قرار تجريدها للراهب يعقوب المقاري، جاء نتيجة التجاوزات التي صدرت عن الراهب القس يعقوب المقاري، وقيامه بإنشاء الدير دون تكليف قانوني من الكنيسة، وقدم أوراقا مزيفة في هذا الموضوع، وأنه رغم محاولات النصح والأرشاد ليرجع عن أفعاله المشينة، ورغم زيارات وجلسات متعددة من المطارنة والأساقفة ومن لجنة الرهبنة وشئون الأديرة على مدى 4 سنوات ممثلة في: "الأنبا بيشوي مطران دمياط وكفر الشيخ، والأنبا صرابامون أسقف ورئيس دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، والأنبا متاؤس أسقف ورئيس دير السريان، والأنبا دانيال أسقف المعادي وسكرتير المجمع المقدس، والأنبا دانيال أسقف ورئيس دير الانبا بولا بالبحر الأحمر، والأنبا مكاريوس الاسقف العام، والأنبا ثيؤدوسيوس أسقف وسط الجيزة، والأنبا إبيفانيوس أسقف ورئيس دير ابو مقار الراحل"، إلا أنه استمر في عناده الشديد وتجاوزاته الرهبانية والسلوكية.

وحذرت الكنيسة الأقباط من التعامل المالي مع هذا الشخص، أو تنظيم زيارات ورحلات للمكان الموجود فيه، أو تقديم أي مساعدات مالية أو عينية قائلة: "هي غير مقبولة أمام الله إذ توضع في يد محروم كنسياً".

وأضافت اللجنة، في بيان لها، بأنها غير مسؤولة عن أي شاب ارتبطوا بهذا المكان طلباً للرهبنة، أو أية تعاملات مالية قام بها الراهب المجرد المالي معه.

قبل أن يواصل الراهب المجرد تحدي الكنيسة، بإعلانه انفصاله بالدير، عن قيادة البابا تواضروس، ورسامة 10 رهبان جدد للدير أمس، وقال الراهب لـ"الوطن"، إنه انفصل عن سلطة البابا الذي وصفه بأنه "الأنبا تواضروس"، بسبب قراراته الأخيرة وتهكماته على الرهبنة، مشيرا إلى أنه ليس منفصل عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وأنه مازال فيها.

وأضاف الراهب، بأنه سيقيم دعوى قضائية ضد البابا تواضروس الثاني، بسبب قراره بتجريده من الرهبنة، واصفا القرار بالباطل.

من ناحيته، قال القس بولس حليم المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لـ"الوطن"، إن الراهب جرد وأصبح لا صلة له بالكنيسة وآية أفعال كنسية يقوم بها لا تعتد بها الكنيسة وكأنها لم تكن، مشيرا إلى أنه أصبح شخص عادي لا صلة له بالأكليروس -"رجال الكنيسة"-.

وقالت مصادر كنسية لـ"الوطن"، إن الكنيسة ستتخذ الإجراءات القانونية والقضائية حيال الراهب المجرد، والموجودين في المكان، وانتحالهم صفات كنسية بدون وجه حق، بعد قرارها الأخير، وأن الراهب المجرد بأفعاله تلك يضع نفسه تحت طائلة القانون، وأن ما يفعله الراهب المجرد يأتي بعد فشل محاولاته للحصول على مكاسب شخصية ومساومته للكنيسة وطلبه رسامته أسقفا ورئيسا على الدير الغير معترف به كنسيا.

وأشارت المصادر، إلى أن قرارات أخرى ستصدر عن لجنة الرهبنة وشئون الأديرة، خلال الأيام المقبلة، لمواجهة مشكلة الأديرة الغير معترف بها كنسيا، قبل انتهاء مهلة الكنسية لتلك الأماكن لتقنين أوضاعها يوم 17 سبتمبر الجاري، والتي تستلتزم تسجيل الأراض المقامة عليها تلك المباني باسم بطريركية الأقباط الأرثوذكس، والخضوع لمن يرسله البابا تواضروس الثاني، للإشراف المالي والإداري والروحي والرهباني على تلك الأماكن غير المعترف بها، والرجوع إلى شروط لائحة الرهبنة لتعمير دير جديد.

وأشارت المصادر إلى أن لجنة الرهبنة سبق وأكدت، أن من لا يقبل بهذة الدعوة يعلن العصيان على الكنيسة، وأن له نية أخرى لا علاقة لها بالرهبنة بل لأغراض شخصية منحرفة عن الطريق السليم وسيحكم على نفسه بالتجريد من الرهبنة والكهنوت.


مواضيع متعلقة