أثريون برازيليون لـ"الوطن": حريق المتحف الوطني خسارة للبشرية

09:42 م | الاثنين 03 سبتمبر 2018

"خسارة تاريخية تمس الحضارة البشرية بأكملها"، هكذا بدأت خبيرة الآثار والباحثة البرازيلية مارينا مارال، حديثها تعليقًا على احتراق المتحف الوطني البرازيلي، الذي يضم أكثر من 20 مليون قطعة أثرية، بينها آثار مصرية وحفريات، موضحة لـ"الوطن" أنها لا تعتقد إمكانية إنقاذ جزئي لمحتويات المتحف وإعادة ترميمها، "للأسف.. وفقًا لما رأيت، لم يتبق هناك الكثير".

وأوضحت أنه ضم "كنوزًا أثرية" هائلة إلا أن بعضها كان ذا قيمة عالمية غاية في الندرة، وكان من أهمها مجموعة ضخمة من المومياوات المصرية، والتي تعتبر أقدم مجموعة أثرية مصرية في أمريكا اللاتينية بأسرها، فضلًا عن أكبر نيزك عُثر عليه في البرازيل، والذي يزن أكثر من خمسة أطنان، ويرجع تاريخه إلى القرن الثامن عشر، ناهيك عن أقدم هيكل عظمي بشري وُجد في الأمريكيتين على الإطلاق، وهو لسيدة اُطلق عليها "لوزيا"، ويعود عمره إلى 12 ألف عام.

وأشارت إلى أن الآثار المصرية التي احتواها المتحف، تعود إلى المجموعة الشخصية التي اقتناها الإمبراطور دوم بيدرو الأول، في القرن التاسع عشر، حيث أهداها إياه الخديوي إسماعيل خلال زيارته إلى مصر، بحسب ما ذكر موقع المتحف.

وعن الآثار المصرية التي احتواها المتحف، أكدت البروفيسورة البرازيلية، وأستاذ ورئيس قسم التاريخ بجامعة هوارد الأمريكية، وعضو اللجنة العلمية الدولية التابعة لليونسكو، آنا لوشا أراجو، لـ"الوطن"، وجود عدد ضخم من المقتنيات والحفريات الأثرية الفرعونية في المتحف المنكوب، وأرسلت رابطًا من أرشيف المتحف، احتوى على قائمة بالآثار الفرعونية التي ضمها، حيث قُسّمت إلى ثلاثة أقسام.

ووقعت كارثة ثقافية أليمة، أمس، في العاصمة البرازيلية ريو دي جانيرو، حيث التهمت النيران المتحف الوطني البرازيلي، والذي يضم أكثر من 20 مليون قطعة أثرية، بينها آثار مصرية وحفريات، فيما تناقلت وسائل إعلام أن المتحف دُمرّت محتوياته بالكامل.

وأعرب الرئيس البرازيلي ميشيل تامر، عن حزنه العميق لما حدث، وغرد تدوينة عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "إنه يوم حزين لكل البرازيليين، بعد خسارة 200 عام من العمل والبحث والمعرفة". وقال مدير المتحف الحالي، جواو كارلوس نارا، إن الضرر الناجم عن الحريق "لا يمكن إصلاحه".

وكان من المقرر أن يحتفل المتحف هذا العام بمرور مائتي عام على تأسيسه، حيث أسسه الملك برتغالي جون السادس، لدى وصوله للبرازيل.