«فتحية»: اخترت مصر لأنها «أم الدنيا»

كتب: أحمد العميد

«فتحية»: اخترت مصر لأنها «أم الدنيا»

«فتحية»: اخترت مصر لأنها «أم الدنيا»

فتحية العبيدى هى أكبر سيدات الجالية العراقية فى مصر عمراً وأبرزهن نشاطاً، ورغم كبر سنها، حيث تبلغ 77 عاماً، فهى لا تزال تمارس هوايتها الشعرية، وتلقى الشعر فى التجمعات والنوادى الفنية والثقافية والاجتماعية المصرية.

حاولت «العبيدى» التطوع فى فريق الإسعاف المكثف خلال حرب عام 1956، وهى تقول عن تلك الفترة: «تطوعنا لكى نتعلم كيف نوقف النزيف وننقذ الجرحى فى الحرب، وحجزنا على مصر، ولكن الحرب وقفت، وأنا إذا يصير أى شىء بمصر لا قدّر الله أبقى فى المقدمة».

جاءت «العبيدى» إلى مصر بعد أن سقط العراق فى يد الأمريكان عام 2003 وعمت الفوضى فى بلادها وانتشرت الفتنة وموجات الانتقام والعنف العشوائى، حيث كانت من أهداف الميليشيات المسلحة التى جابت تنتقم من كل موظفى حكومة صدام حسين والموالين له، وكانت هى سكرتيرة وزير الرى العراقى.

{long_qoute_1}

وخرجت «العبيدى» من العراق إثر تعدى مجموعة مسلحة على منزلها فى منطقة «الصالحية» بالعاصمة بغداد وسرقته، فذهبت إلى سوريا وبقيت فيها مدة قبل أن تختار مصر كبلدها الثانى الذى ستبقى فيه، بعد أن «راحت العراق فى يد مسئولين حكوميين فاسدين» حسب قولها.

«اخترت مصر من بين كل الدنيا لأنها أم الدنيا، وأنا أعشقها من وأنا طفلة، كيف نترك هذا البلد اللى ما فى متلها بالدنيا كلها؟».. بهذه الكلمات تستهل «فتحية» التى تسكن فى أحد أحياء مدينة نصر بالقاهرة، كلامها لـ«الوطن»، معبرة عن حبها الشديد لمصر وأنها رفضت الكثير من الدول، من بينها الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، وفضلت البقاء فى مصر.

وأشارت «العبيدى» إلى أن ابنتها التى كانت تقيم فى مصر أنهت لها إجراءات «لم الشمل» فى عام 2008 حينما كانت تعيش فى اللاذقية بسوريا لتأتى إلى مصر، وبعدها عرضت عليها مفوضية الأمم المتحدة أن تنقلها للعيش فى الولايات المتحدة الأمريكية أو كندا، وأعطتها الكارت الأزرق الذى بواسطته يمكنها أن تسافر إلى هاتين البلدين.

وعن ذلك تقول: «عملت مقابلة مع محامى بلجيكى وشافنى مثقفة وشاعرة وحكيت له كل شىء، وهو رشح لى وقال لى إنتى تروحى أمريكا أو كندا، لكنى قلت له لا أنا ما أترك مصر وأروح كندا وأمريكا، أنا أفضّل أن أبقى، وهى بلدى أرتاح فيها، وبقيت فى مصر، ولكن بنتى وزوجها غادروا إلى السويد»، مشيرة إلى أنها بقيت فى مصر رغم أن أبناءها خارج مصر فى الدنمارك والسويد، وبإمكانها العيش فى أى دولة أوروبية أو أمريكا أو السويد، وأنها تقوم بمشاركة أعضاء جاليتها المناسبات والمهرجانات فى النوادى الاجتماعية ونوادى المسنين، لتلقى الشعر الذى ما زالت تكتبه.

وتضيف «فتحية» أنها تشارك فى الرحلات التى تجرى فى النوادى وتحب الضحك والمرح رغم كبر سنها، وأنها تلقى الشعر الذى كتبته منذ سنوات ضد من حكموا العراق بعد الاحتلال الأمريكى، لافتة إلى أنها كانت تهاجم رئيس الوزراء العراقى السابق نورى المالكى.

تقول: «أنا كتبت ضد حكومة حزب الدعوة، وأيضاً لما جيت مصر اللى عشقتها كتبت عن مسلسل الحاج متولى، ورحت إلى مسرح الجمهورية وكتبت الشعر، وكان يقف معى على المسرح الفنان نور الشريف، لأنى ظللت أبحث عنه من 2008 لحد 2012 وقت ما جيت، لحد ما عرفت إنه جاى فى مسرح الجمهورية فى حفل تكريم، وكان معه الفنان العراقى بهجب الجبورى، وطلعت قلت الشعر»، موضحة أنها نالت إعجاب كل الحضور ومن بينهم نور الشريف.

وحول مشاركتها فى الأحداث المصرية، تشير «فتحية» إلى أنها شاركت فى ثورة 30 يونيو ضد نظام حكم الإخوان، وأنها كانت تخشى على مصر من مصير مجهول خلال فترة حكم الجماعة، ونزلت فى المظاهرات مع ابنتها وحفيدتها، وابتهجت برحيل الرئيس المعزول محمد مرسى، معلقة: «أنا من الثورة، مع الثوار نزلت فى الشارع علشان لو ما كان ييجى الرئيس السيسى كان صار حرب أهلية، الإخوان عملوا اعتصامات وقطعوا الطرق وثبت أنهم إرهاب، والله كنت أدعى حدا يشيل مرسى ويطلعه وينقذ مصر، ولما جه السيسى قلت شعر فيه، يا سيسى يا جمال عبدالناصر تانى، يا أعلى صرح يا نيل تانى، يا رابع هرم بالجيزة».

اقرأ أيضًا:

العراقيون فى مصر «النيل بطعم الفرات»

الجامعات المصرية.. وجهة العراقيين للدراسة والإقامة وارتداء «الروب والقبعة».. وأشياء أخرى

طالبو اللجوء: عطف المصريين يهوّن علينا تجاهل «مفوضية اللاجئين»

رجل أعمال عراقى: مصر تشبه أمريكا فى الفرص.. ومناخ الاستثمار أفضل من الخليج

«الموصلى».. شاعر عراقى يكتب 40 قصيدة «فى حب مصر»

«الكباب العراقى» من الفلوجة إلى 6 أكتوبر.. «أكلة الألف سنة» باقية

سر صنعة الخبز العراقى.. الرمى بـ«الطبقية» واللقط بـ«الماشة»

رئيس الجالية: العراقيون والمصريون أكثر شعبين متجانسين

«زعيم» أقدم أبناء الجالية شارك فى «المقاومة الشعبية» سنة 67.. وحصل على الجنسية بأمر «السادات»


مواضيع متعلقة