سر صنعة الخبز العراقى.. الرمى بـ«الطبقية» واللقط بـ«الماشة»

كتب: أحمد العميد

سر صنعة الخبز العراقى.. الرمى بـ«الطبقية» واللقط بـ«الماشة»

سر صنعة الخبز العراقى.. الرمى بـ«الطبقية» واللقط بـ«الماشة»

بسماكته الرقيقة ولونه الأبيض الفاتح وحجمه الكبير، يخطف أنظار المارة من أمام مخبز «طالب العراقى» بالطابق الأرضى بسنتر الشروق فى الحى السابع بـ6 أكتوبر، بالنسبة للعراقيين فهم يعرفونه جيداً، فهو خبزهم اليومى، أما بالنسبة للمصريين فشكله جديد وطريقة تقديمه أيضاً، وبالتالى يأخذ جانبه من التجربة التى تليها دائماً اعتيادية على تناوله بشكل مستمر.

«الخبز العراقى حصل على مكانته عند المصريين لأنه طيب ومختلف عن الخبز السورى «الشامى»، بحسب وليد خالد، 28 عاماً، عراقى يعمل خبازاً منذ 20 عاماً، منذ أن كان بالعراق، ويعمل الآن فى مخبز «طالب» المملوك لوالده، يقدم الخبز العراقى و«الصمون».

{long_qoute_1}

يقف «وليد» أمام فرن غريب المظهر بالنسبة للمصريين يدعى «التنور»، فتحته من قبته، ولا يزيد ارتفاعه على 120 سنتيمتراً تقريباً، وإلى جواره «على» وعامل عراقى آخر، يلتقط كرات العجين من الألواح التى ينقلها له «على»، ويمسك كرات العجين الصغيرة ويقلبها على ظهر يديه ليفردها بشكل دائرى ثم يلقيها على «طبقية» -خدادية- وهى عبارة عن قطعة دائرية من الخشب الرقيق ومبطنة من الخوص والإسفنج القماش، يلقى عليها قطع العجين ثم يحمل «الطبقية» وينقر العجين بأصابعه ثم يدخلها من فتحة «التنور» ويصدمها على إحدى جدرانه، لتلتصق بجدار التنور الداخلى بينما النيران المشتعلة فى الأسفل تعمل على تسويتها فى أقل من دقيقتين ويكون فى انتظارها «على» وهو يقف ممسكاً بـ«الماشى» -ملقاط حديدى كبير- يلتقط به كل رغيف خبز أصبح جاهزاً ليسحبه ويلقيه على الطاولة.

يشرح «وليد» طريقة عمله ومكونات الخبز، قائلاً: «هو عبارة عن دقيق ومياه وملح وخميرة فورية لتساعد على التخمير السريع نعجنها ثم ترتاح شوى فى الطاولة ونخبزها على طول، وهنا الفرن معمول من الحديد لكن فى العراق بيكون من الطين الأحمر، واضطرينا نعمله هنا من الحديد المغلون لأن الطمى الأحمر العراقى مش موجود هنا فى مصر»، مشيراً إلى أن هناك أنواعاً من الخبز العراقى وهى «التفتونى» أى الخبز الصغير، و«الدبل» أى الخبز الكبير، ونوع آخر وهو الخبز الأفغانى ويكون مميزاً عن العراقى فقط فى شكله حيث يكون مستطيل الشكل وليس دائرياً.

ويشير «وليد» إلى أن الخبز المتداول هو «الخبز العراقى العادى» وسعره جنيه ونصف، و«الصامون» بسعر جنيه وربع، موضحاً أن «الصمون» يختلف كثيراً عن الخبز العراقى العادى، فهو عبارة عن رغيف خبز سميك ولكنه طويل وعريض من المنتصف، على شكل مثلثين ملتصقين من قاعدتهما، وهو نوع يحبه الكثير من العراقيين والمصريين على حد سواء.

ويضيف «خالد»، صاحب المخبز ووالد «وليد»، أنه أنشأ المخبز منذ ثلاث سنوات وأن المصريين والعراقيين وبقية الجنسيات من سوريين وخليجيين يقبلون على شرائه، بل حتى السفير العراقى بالقاهرة والعاملين بالسفارة العراقية يرسل لهم الخبز، قائلاً: «السفير العراقى يأخذ من عندى الخبز وكل موظفى السفارة تقريباً، وناس يأتون إلى مصر بغرض العلاج أو السياحة، وكلهم يقبلون على الخبز العراقى»، مشيراً إلى أنه لجأ إلى تأسيس الفرن لكى يعمل فيه ابناه اللذان كانا يعملان فى أفران أخرى، وأنه يبدأ عمله من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الثامنة مساءً.

اقرأ أيضًا:

العراقيون فى مصر «النيل بطعم الفرات»

الجامعات المصرية.. وجهة العراقيين للدراسة والإقامة وارتداء «الروب والقبعة».. وأشياء أخرى

طالبو اللجوء: عطف المصريين يهوّن علينا تجاهل «مفوضية اللاجئين»

رجل أعمال عراقى: مصر تشبه أمريكا فى الفرص.. ومناخ الاستثمار أفضل من الخليج

«الموصلى».. شاعر عراقى يكتب 40 قصيدة «فى حب مصر»

«الكباب العراقى» من الفلوجة إلى 6 أكتوبر.. «أكلة الألف سنة» باقية

«فتحية»: اخترت مصر لأنها «أم الدنيا»

رئيس الجالية: العراقيون والمصريون أكثر شعبين متجانسين

«زعيم» أقدم أبناء الجالية شارك فى «المقاومة الشعبية» سنة 67.. وحصل على الجنسية بأمر «السادات»

الخبز العراقى حصل على مكانته عند المصريين


مواضيع متعلقة