أحمد قمر يكتب: بلدى السودان

10:28 م | الاثنين 27 أغسطس 2018

تقع السودان فى الجزء الشمالى الشرقى من قارة أفريقيا، وهى ذات مساحة كبيرة، حيث صنّفت كأكبر دولة أفريقية قبل انفصال الجزء الجنوبى عنها فى عام 2007. وتعد اللغة الرسمية للشعب السودانى هى اللغة العربية، حيث نظم الإنسان السودانى شعره باللغة العربية، بدلالة أن أبلغ بيت شعر غزلى فى وقتنا المعاصر هذا قد نظمه شاعر من ربوع السودان، فقال:

على الجمال تغار منا

ماذا علنا إذ نظرنا

هى نظرة تنسى الوقار

وتسند الروح المعنى

أجمل دنياى أنت وفرحتى

ومنى الفؤاد إذا تمنى

أنت السماء بدت لنا

واستعصمت بالبعد عنا

دخل الإسلام إلى السودان فى عهد الخلفاء الراشدين، مما ساعد فى دخول اللغة العربية وخلق حضارة إسلامية سطرها التاريخ بأحرف من نور. تعتبر الخرطوم هى العاصمة القومية، حيث منبع الثقافة الحضارية للإنسان السودانى، كما أنها تشكل لوحة فنية فى غاية الجمال، إذ ترقد بقلبه جزيرة «توتى»، تلك التى أثمرت عن اقتران النيل الأبيض بنظيره الأزرق. الحديث عن جمال ربوع السودان لم تؤلف له كلمات لوصفه بعد. فأينما وطأت قدماك تجد الروعة مجسدة فيها، فذلك جبل «مرة»، يقف منتصباً بغرب السودان ويمد أطرافه مداعباً جميع ولايات دارفور الخمس، ويلتف الجبل فى ثوب أخضر تتخلله عوينات وينابيع وشلالات.

هذا ليس المنظر الوحيد الذى يأسرك بجماله، فهنالك جبال النوبة، وعروسة الرمال مدينة الأبيض التى تبدو كالتحفة الفنية عند المساء. بالإضافة إلى الحسناء التى تغازل البحر الأحمر «بورتسودان» إحدى أرقى المدن السودانية وأكثرها نشاطاً تجارياً.

ولعلك إذا قلبت صفحات التاريخ ستجد أن أرض السودان قد احتضنت إحدى أعظم الحضارات البشرية، ألا وهى حضارة «كوش النوبية»، التى اتسعت رقعتها الزمانية والمكانية، لذا لا بد من الإشارة إلى مدن «نبته، كرمة ومروى». أما بالنسبة للإنسان السودانى، فقد اتصف بالشجاعة والبسالة، والعديد من الصفات الحميدة وأشهرها الكرم، إذ يعد ناقصاً إذا لم يقترن ذكره بالشعب السودانى.