زحام ومشاجرات وبطء إجراءات فى «مجمع التحرير».. معاناة إنهاء أوراق الإقامة

زحام ومشاجرات وبطء إجراءات فى «مجمع التحرير».. معاناة إنهاء أوراق الإقامة
- الأوراق المطلوبة
- البشرة السمراء
- البيانات الشخصية
- السفارة السودانية
- الشرطة المصرية
- الشهر العقارى
- تهرب من الضرائب
- جنسيات مختلفة
- جواز السفر
- الأوراق المطلوبة
- البشرة السمراء
- البيانات الشخصية
- السفارة السودانية
- الشرطة المصرية
- الشهر العقارى
- تهرب من الضرائب
- جنسيات مختلفة
- جواز السفر
فى نهاية طابور طويل على أحد شبابيك الطابق الثانى بمجمع التحرير بمنطقة وسط البلد، وقف «محمد على»، 36 عاماً، سودانى الجنسية، متأففاً، بسبب ترك الموظف المسئول عن الشباك مكانه، ووقوفه منتظراً لأكثر من نصف الساعة على شباك واحد لختم إحدى الأوراق الخاصة به. يروى «محمد» المعاناة التى يعيشها كلما جاء إلى المجمع لإنهاء ورق إقامته بمصر، قائلاً بلكنته السودانية: «أصعب شىء فى مصر الزحمة، بنضطر نقف بالساعات على كل شباك حتى نتمكن من إنهاء ورقة، بجانب أنه هنا ما فى أى نظام نهائى، حتى الناس مش بتقف فى طابور، بحيث إنها تسهل الوضع، لكن الكل بيكون عايز ينجز ورقه وبيقف فى أى مكان، ولو طلبت منهم يحترموا الدور يتخانقوا معاك».
جاء «محمد» الذى يسكن فى منطقة مصر الجديدة إلى مبنى المجمع فى تمام الساعة الـ6 صباحاً، أملاً فى إنهاء ورقه فور وصول الموظفين إلى مكاتبهم، بعدما فشل فى المرات السابقة، بسبب الزحام الشديد وبطء إنهاء الإجراءات، على حد تعبيره: «جيت المجمع من أسبوع الساعة 10 صباحاً، لكن ماكانش فيه مكان أقف فيه بسبب الزحمة، أخدت الاستمارة الخاصة بتجديد الإقامة، ووقفت فى طابور طويل وقبل ما ييجى الدور عليا أغلقوا الشبابيك، والموظفون غادروا المكان لأن وقت العمل انتهى».
{long_qoute_1}
خطوات عديدة أجراها الشاب الثلاثينى، ذو البشرة السمراء، منذ مجيئه إلى المجمع، حيث سحب استمارة خاصة بتجديد ورق الإقامة، بها بعض البيانات الشخصية كالاسم وتاريخ الميلاد والديانة وتاريخ إصدار جواز السفر وتاريخ انتهائه، بجانب المدة التى يرغب فى إقامتها داخل مصر، ثم توجه إلى الشباك رقم 26 لختم أوراقه بعد تصديقها من أحد الضباط الموجودين فى الطابق نفسه، حسب كلام «محمد»: «بناخد الاستمارة دون مقابل مادى، وباملا فيها نفس البيانات اللى موجودة فى الباسبور، وبعدها وقفت فى طابور فيه جنسيات مختلفة، كلهم بيجددوا ورقهم علشان أصدق على الورق، ولو فيه حاجة ناقصة فى الورق، الضابط بيقول لنا عليها قبل ما نختم الورق». يصمت «محمد» الذى كان يعمل بإحدى شركات السياحة بمنطقة وسط البلد قليلاً، للتوجه إلى شباك البنك الموجود بالطابق نفسه، لدفع رسوم تجديد ورق الإقامة كما أخبره الموظف، ثم عاود حديثه مرة أخرى، قائلاً بنبرة غاضبة: «إنهاء ورق الإقامة مرهق، وننتقل فيه من شباك إلى آخر، فبعد ما باختم الورق، باروح على شباك البنك لدفع 18 جنيهاً رسوم التجديد، مقابل الحصول على إيصال، ثم نتوجه إلى نفس الشباك مرة أخرى، لإعطائهم الورق كاملاً»، لافتاً إلى أنه ينتظر بالأسابيع حتى يتمكن من الحصول على ورق التجديد.
اعتاد «محمد» الذى يعيش بمصر منذ 14 عاماً، تلك المعاناة، حيث يتوجه إلى مجمع التحرير كل 6 أشهر لتجديد إقامته، خوفاً من أن تطبّق عليه غرامة «كسر إقامة، التى تُقدّر قيمتها بمبالغ هائلة، وفقاً لكلامه: «أفضل شىء إننا نمشى قانونى، لأن لو الشرطة المصرية فى أى مكان طلبت مننا جواز السفر ووجدت أن إقامتنا منتهية توقع علينا غرامة، لكن لما ورقنا بيكون سليم بنمشى فى الشوارع مطمئنين، ورغم أنى تعودت على ذلك الوضع منذ سنوات طويلة، إلا أننى ما زلت باشيل هم اليوم اللى هاجى فيه المجمع».
معاناة أخرى يعيشها «محمد» أثناء تجهيز الأوراق المطلوبة لتجديد الإقامة، التى من بينها خطاب موثق من السفارة السودانية وموجه إلى مصلحة الجوازات يفيد بمنح مُقدم الطلب مدة الإقامة التى يحتاجها داخل مصر، بجانب عقد إيجار موثق فى الشهر العقارى، حسب كلامه، مؤكداً أن الشرط الثانى يمثل بالنسبة له عقبة كبيرة نظراً لأن صاحب السكن الذى يعيش فيه يرفض توثيق العقد، للتهرب من الضرائب دون اكتراث بمعاناتنا.