«فاتورة الإقامة».. طوابير ومعاناة لإنهاء الأوراق بسبب الروتين

كتب: أحمد عصر وهشام حجى

«فاتورة الإقامة».. طوابير ومعاناة لإنهاء الأوراق بسبب الروتين

«فاتورة الإقامة».. طوابير ومعاناة لإنهاء الأوراق بسبب الروتين

تمثل مشكلة أوراق الإقامة صداعاً فى رؤوس اليمنيين المقيمين بالقاهرة، سواء من جاءوا للدراسة أو العلاج أو الإقامة الدائمة هرباً من ويلات الحرب. يقول ياسر الحدى، 35 عاماً، مقيم فى القاهرة منذ ثلاث سنوات: «تخليص الأوراق عبارة عن روتين ممل ومتعب بسبب الطوابير، ولأن معظم الأجانب فى البلد لا يعرفون إلى أين يذهبون، ويجهلون كيفية التعامل مع مجمع التحرير، والإجراءات تختلف بخصوص الورق المطلوب، فمثلاً إجراءات الإقامة تتطلب ختم دخول من الجانب المصرى فى المطار سارٍ لمدة 6 أشهر، وبعدها توجد مهلة أسبوع للذهاب إلى مجمع التحرير لإنهاء الأوراق المتعلقة بالإقامة، وفى حالة التأخير توقع غرامة 350 جنيهاً على الفرد»، موضحاً أنه لا بد من عمل ختم الدخول سواء كانت الزيارة قصيرة أو طويلة.

أما عن إجراءات تجديد الإقامة، فيقول «الحدى»: «توجد حالتان فى التجديد، إما أن تكون المنطقة التى يقيم بها الشخص تابعة لمجمع التحرير، وإما أن تكون غير تابعة، وفى هذه الحالة يذهب الشخص إلى مبنى الجوازات الموجود بالمنطقة التى يقطن بها، وتتطلب إجراءات التجديد صورتين من عقد إيجار موثق فى الشهر العقارى ولا بد من وجود صاحب العقار، وإيصال كهرباء، وصورتين شخصيتين، وصورتين لجواز السفر، وما بين 15 إلى 20 يوماً يذهب الشخص مرة أخرى لمجمع التحرير أو لمبنى الجوازات ليطلع على إجراءات تجديد إقامته، وهو ما يسمى بيوم التنفيذ»، مشيراً إلى أن رسوم التجديد قديما كانت 80 جنيهاً، ثم صارت 130، حتى أصبحت الآن 590 جنيهاً.

ووصف «الحدى» يوم التنفيذ بأنه ممل ومرهق، بسبب الزحمة والطوابير أمام مكاتب تخليص الأوراق سواء كانت فى مجمع التحرير أو فى مبنى الجوازات، لذلك يقول: «يوم تجديد الإقامة لازم أكون موجود هناك من الساعة 5 الصبح، عشان أكون أول واحد واقف أمام الموظف لإنهاء الإجراءات الخاصة بى سريعاً، قبل توافد عدد كبير من الأشخاص مثلى لإنهاء أوراقهم».

{long_qoute_1}

معاناة «الحدى» لا تختلف كثيراً عن معاناة «رضوان الشهارى» 41 عاماً، يمنى مقيم فى القاهرة منذ ثلاث سنوات، يقول: «إجراءات الإقامة لا تعبر وحدها عن تعب تخليص الأوراق بل توجد أوراق أخرى تشترك معها فى تلك الأزمة، مثل ورق إثبات الأطفال حديثى الولادة، وتبدأ بولادة الطفل داخل المستشفى، ثم إعطاء المستشفى ورقة لولى أمر الطفل مدوناً بها نوع المولود واسم والديه بموجب البطاقة أو جواز السفر، ليذهب بها ولى الأمر إلى مكتب الصحة، لتوثيق تلك الورقة، وبعد ذلك يتجه إلى السفارة اليمنية ومعه الأوراق المطلوبة وهى صورتان شخصيتان للمولود، وصورتان من جواز سفر الأب، وصورتان من جواز سفر الأم، وصورة عقد الإيجار، وبعد ذلك تؤشر السفارة على جواز سفر المولود بعد أن يقوم ولى أمره بدفع الرسوم الخاصة لاستخراج جواز السفر للمولود، وبعد ذلك تأخذ بيانات والديه وتتم تسميته وكتابة بيانات المولود كاملة»، حيث إن الرسوم تختلف حسب الفئة العمرية حسب قول الشهارى، فمن سن يوم واحد حتى 7 سنوات يكون جواز السفر بـ35 دولاراً، موضحاً أن الطفل من فترة ليست طويلة كانت تتم إضافته على جواز سفر والديه، أما الآن فأصبح يجب عمل جواز سفر للمولود مستقل بذاته.

«ليس كل الطلاب اليمنيين فى مصر يدرسون لأن التعليم لأولادنا فى القاهرة للى معاه فلوس واللى مش معاه ولاده قاعدين فى البيت وحيرة الانتهاء من أوراق التقديم فى المدارس لا تختلف كثيراً عن حيرة الانتهاء من الأوراق الأخرى»، حسب قول محمد قاسم، 35 عاماً، يمنى مقيم فى القاهرة منذ ثلاث سنوات: «لكى يلتحق طالب يمنى بمدرسة مصرية حكومية، لا بد أن يذهب ولى أمره إلى السفارة لأخذ مذكرة يخاطب بها المدرسة التى يريد ولى الأمر أن يلحق بها ابنه، ثم يذهب بها إلى المدرسة وأحيانا تطلب منه المدرسة موافقة الإدارة التعليمية التابعة لها، وفى حالة موافقة الإدارة يتم دفع رسوم قيمتها 1200 جنيه سنوياً».


مواضيع متعلقة