الإسكندرية.. الإهمال يضرب 3 تماثيل أثرية تخطى عمرها 100 سنة.. وتحتاج إلى ترميم عاجل

الإسكندرية.. الإهمال يضرب 3 تماثيل أثرية تخطى عمرها 100 سنة.. وتحتاج إلى ترميم عاجل
- أعمال الترميم
- أعمال ترميم
- أهالى الإسكندرية
- احتفالية كبيرة
- الأجهزة التنفيذية
- الإسكندر الأكبر
- التراث المعمارى
- الخديو إسماعيل
- العاصمة الإيطالية
- آثار الإسكندرية
- أعمال الترميم
- أعمال ترميم
- أهالى الإسكندرية
- احتفالية كبيرة
- الأجهزة التنفيذية
- الإسكندر الأكبر
- التراث المعمارى
- الخديو إسماعيل
- العاصمة الإيطالية
- آثار الإسكندرية
ضرب الإهمال عدداً من التماثيل الأثرية بمدينة الإسكندرية، رغم أن عمرها يتخطى 100 سنة، حيث تحولت ميادينها إلى أماكن مهملة، تعج بالفوضى، التى تسببت فى اختفاء ملامحها، وأصبحت «مشوهة»، وتعالت صرخات محبى الآثار من أجل إنقاذ هذه التماثيل، التى ترمز إلى شخصيات كان لها أكبر الأثر فى تاريخ مصر، ومنها «محمد على باشا» و«الخديو إسماعيل»، و«سعد باشا زغلول».
فى شهر مايو الماضى، قررت مديرية آثار الإسكندرية تسجيل 4 تماثيل أثرية بالمحافظة ضمن «مجلد التراث المعمارى»، وهى تماثيل كل من «الخديو إسماعيل»، و«محمد على»، و«نوبار باشا»، و«سعد زغلول»، بهدف الحفاظ على هذه التماثيل من الضياع، على أن تتولى أعمال الترميم والتطوير والإشراف عليها هيئة الآثار، وفقاً لقانون حماية الآثار، لكن حتى الآن، لم تصل أى موافقات من قِبَل الوزارة، وما زالت المديرية تنتظر قرار اللجنة الدائمة بتسجيلها رسمياً.
ويُعد تمثال «الخديو إسماعيل»، مؤسس القاهرة الحديثة، الذى يقع خلف المسرح الرومانى بمنطقة «كوم الدكة»، وسط الإسكندرية، أكثر التماثيل التى شوهها الإهمال بالمدينة، حتى اختفت ملامحه تماماً، رغم أنه التمثال الوحيد للخديو إسماعيل بالحجم الطبيعى، وهو تمثال مصنوع من البرونز، بطول 3.5 متر، وتم صبه فى «مسبك كانويكا»، فى إحدى ضواحى العاصمة الإيطالية، روما، سنة 1927، بأوامر من الملك فاروق، أثناء زيارته إلى إيطاليا فى ذلك الوقت.
ويصور التمثال الخديو إسماعيل يقف شامخاً مرتكزاً على مقبض سيفه، ويشير بأحد أصابعه، ويتسم التمثال بالجمود والسلطوية، وهى إحدى مظاهر الحقبة الفاشية فى إيطاليا، ويتوسّط التمثال نصباً تذكارياً من الرخام الأبيض، تم تصنيعه فى محاجر «كرارة» بإيطاليا أيضاً، وتمثل قاعدته الرخامية قطعة فنية نادرة، كما تم تزيين محيط التمثال بعدد من الأعمدة والنقوش والتيجان والحلى البرونزية، فضلاً عن الدرج الأمامى للمنصة، وفى ديسمبر 1938، أزاح الملك فاروق الستار عن تمثال جده، وسط احتفالية كبيرة، نظمها المجتمع الإيطالى بالإسكندرية، لكن بمرور السنين، اختفت ملامح الميدان تماماً، وتدهورت حالته إلى حد كبير، وامتد التشويه إلى جسم التمثال والقاعدة الرخامية.
{long_qoute_1}
أما تمثال «سعد باشا زغلول»، فلا يختلف وضعه كثيراً عن تمثال «إسماعيل»، رغم أنه يقع فى واحدة من أهم المناطق بمدينة الإسكندرية، حيث يتوافد عليها عشرات السائحين يومياً، وهى منطقة «محطة الرمل»، ويُعد التمثال المصنوع فى سنة 1935 أحد أعمال الفنان محمود مختار، ووضع التمثال فى محطة الرمل فى بداية الثلاثينات، بعد وفاة «زعيم الأمة»، وتعرض التمثال لأكبر محاولة لتشويه ملامحه سنة 2013، حيث تم دهانه باللون الذهبى، خلال عملية ترميم حديقة محطة الرمل، وبعد موجة انتقادات وحملات غاضبة، قرر رئيس حى وسط الإسكندرية وقف العمل فى ترميم التمثال، لكن بعد فوات الأوان. وقبل نحو شهرين، تمكن مسئولو «آثار الإسكندرية» من إنقاذ تمثال «محمد على باشا»، من محاولة جديدة لتشويه معالمه، حينما حاول عدد من عمال الحى ترميم التمثال، دون أخذ رأى الآثار أو الفنيين، ونجحوا فى استصدار قرار من رئيس الحى، بإنهاء أعمال ترميم التمثال فوراً، وإزالة السقالات، لحين العرض على المختصين بمديرية الآثار.
ويوجد تمثال «محمد على باشا» فى ميدان «المنشية»، بحى «الجمرك»، وهو أحد أقدم وأكبر ميادين الإسكندرية، وكان يطلق عليه قديماً اسم «ميدان القناصل»، ويتوسط التمثال حديقة الميدان، ويصور التمثال البرونزى الضخم مؤسس مصر الحديثة، وهو يركب على حصانه، وصُممت قاعدته من الرخام، وانتهى النحات الفرنسى «جاكمار» من تصميم التمثال فى يوليو سنة 1872، وبلغت تكلفته آنذاك نحو 2 مليون فرنك، وتم عرض التمثال لمدة شهر فى شارع «الشانزليزيه» الشهير بالعاصمة الفرنسية باريس، بالقرب من قصر «الإليزيه»، ثم تم نقله إلى الإسكندرية فى أغسطس 1872، وفى 19 ديسمبر من العام نفسه، كان الاحتفال الرسمى بإقامة التمثال وسط ميدان «المنشية».
أما تمثال «نوبار باشا» فيُعد أوفر التماثيل الأثرية بالإسكندرية حظاً، وذلك بسبب موقعه فى مدخل دار أوبرا «سيد درويش»، فى شارع «فؤاد»، وسط المدينة، ولم تمتد إليه يد الإهمال حتى الآن.
والإهمال ليس الخطر الوحيد الذى تتعرض له ميادين الإسكندرية، وما تحتويه من تماثيل أثرية وتاريخية، بل وصل الأمر إلى سرقة نسخة «مقلدة» من تمثال «كاتمة الأسرار»، الذى كان يتوسط حديقة «الأزاريطة»، وسط المدينة، على مرأى ومسمع من الجميع، ولم تتحرك بعدها الأجهزة التنفيذية للحفاظ على الميادين والتماثيل الموجودة بها.
مدير عام آثار الإسكندرية، محمد متولى، قال لـ«الوطن»: إن هناك 4 تماثيل لم تسجل حتى الآن رسمياً ضمن مجلدات التراث، لكنها تقع تحت إشراف ومسئولية الآثار، وفقاً للقانون، وبناءً على ذلك، تم منع إجراء أى أعمال ترميم لتمثال «محمد على باشا» من قِبَل حى الجمرك. وأضاف أن تماثيل «الخديو إسماعيل، وسعد زغلول، ومحمد على باشا» تحتاج إلى ترميم سريع، من قبل فنيين تابعين لوزارة الآثار، لكن الأمر متوقف بسبب الاعتمادات المالية، خاصة أن هذه التماثيل ما زالت فى حيازة الأحياء وليس الآثار. وأكد «متولى» أن مديرية الآثار ستوفر الفنيين والمتخصصين والعمال والأثريين، من أجل القيام بأعمال الترميم والتطوير وعودة هذه التماثيل إلى حالتها الأصلية مرة أخرى، وفقاً لعمل متخصص ومدروس، لكن هذه الأعمال تحتاج إلى التمويل والاعتمادات المالية، لذلك تم التنسيق، وتقديم مقترحات لتطوير الميادين التى توجد بها التماثيل التراثية الثلاثة، مع الأحياء التابعة لها هذه الميادين.
واعتبر مدير الآثار أن محافظ الإسكندرية من داعمى الآثار، ويحرص على الاهتمام بالأماكن التراثية والتماثيل، ولذلك تم وضع تصور ودراسة من أجل ترميم تمثال «الخديو إسماعيل»، بهدف إنقاذه من الإهمال، من خلال توفير تبرعات من قِبَل عدد من منظمات المجتمع المدنى فى نطاق حى وسط الإسكندرية، بالإضافة إلى تصور لترميم تمثال «محمد على باشا»، بالتنسيق مع حى الجمرك، وتمثال «سعد زغلول» مع حى وسط أيضاً، إلا أنه أكد أن مسألة الترميم متوقفة بسبب عدم توافر الاعتمادات المالية، مشيراً إلى أن ترميم تمثال واحد يحتاج إلى مبالغ طائلة، لشراء المادة النحاسية، بالإضافة إلى ترميم القاعدة الرخامية، التى أصبحت مهملة، وتملأها كتابات وعبارات سيئة وغير لائقة. ولفت إلى أن تمثال «محمد على باشا» يحتاج إلى عملية ترميم كبيرة، تشمل التمثال نفسه، والحصان وشعره، وإبراز معالم وجمال التمثال.
ولفت «متولى» إلى أن الدراسات موجودة من أجل عودة الميادين إلى سابق عهدها، والتماثيل إلى جمالها وقيمتها الأثرية، تحت إشراف الآثار، وبأيدى فنيين متخصصين، مؤكداً أنه وفقاً للمقترح، سيتم وضع «لاند سكيب» فى الميادين، وكشافات إضاءة لإبراز جمال التمثال على الأعين والحصان وغيرها، لتصبح الميادين ساحات جمالية، تستقبل آلاف الزوار يومياً. كما أوضح أن الآثار تحرص على التنسيق بشكل كامل مع رؤساء الأحياء، من أجل توفير الاعتمادات المالية، والبدء فى أعمال ترميم التماثيل، لحين تسجيلها ضمن مجلدات الآثار، مؤكداً أن الأمل منعقد حالياً على تبرعات المجتمع المدنى لإنهاء هذه الأزمة. وأضاف أن «أهالى الإسكندرية يعشقون التراث، ولا بد من التكاتف معاً، من أجل عملية ترميم الميادين، والحفاظ عليها، وعودة الجمال المعروفة به مدينة الإسكندرية، إليها مرة أخرى».
كما أشار إلى أنه وفقاً للدراسة، سيتم وضع سياج من الخشب أو الحديد حول جسم القاعدة الرخامية، للحفاظ على التماثيل الأثرية، التى طالتها يد التخريب على مدار أكثر من 100 سنة، أما بالنسبة لباقى التماثيل فى الميادين الأخرى بمدينة الإسكندرية، فأكد مدير «الآثار» أنه رغم أن معظم هذه التماثيل «مقلدة» وليست أصلية، فإنه يتم الحفاظ عليها من قِبَل الأحياء، من أجل الحفاظ على المنظر الجمالى لتلك الميادين، ومنها تمثال «الإسكندر الأكبر» فى منطقة «باب شرقى». واختتم بأنه فى حالة الانتهاء من ترميم التماثيل، وتجميل مختلف الميادين بالإسكندرية، ستصبح المدينة مكدسة بالسياح، سواء من الأجانب أو المصريين.
- أعمال الترميم
- أعمال ترميم
- أهالى الإسكندرية
- احتفالية كبيرة
- الأجهزة التنفيذية
- الإسكندر الأكبر
- التراث المعمارى
- الخديو إسماعيل
- العاصمة الإيطالية
- آثار الإسكندرية
- أعمال الترميم
- أعمال ترميم
- أهالى الإسكندرية
- احتفالية كبيرة
- الأجهزة التنفيذية
- الإسكندر الأكبر
- التراث المعمارى
- الخديو إسماعيل
- العاصمة الإيطالية
- آثار الإسكندرية