«شارع الهرم».. طريق اللهو والمتعة الليلية ينطلق بأوامر الخديو إسماعيل

كتب: سارة صلاح وأحمد ماهر أبو النصر

«شارع الهرم».. طريق اللهو والمتعة الليلية ينطلق بأوامر الخديو إسماعيل

«شارع الهرم».. طريق اللهو والمتعة الليلية ينطلق بأوامر الخديو إسماعيل

تتحرك عقارب الساعة نحو العاشرة مساء، حيث زادت كثافة السيارات فى شارع الهرم، الذى لا تقتصر شهرته على النطاق المحلى فقط، بل امتدت إلى بعض الدول العربية، التى يأتى سائحوها خصيصاً إلى مصر لزيارة الشارع السياحى الذى مهده الخديو إسماعيل سنة 1869 قبل زيارة ملوك ورؤساء وأمراء دول العالم إلى مصر، من أجل حفل افتتاح قناة السويس. يحوى الشارع الذى يبلغ طوله 11كم عدداً كبيراً من الكباريهات التى اختلف وضعها إلى حد ما عما كانت عليه الحال من قبل، حيث لم يعد يقتصر زوارها على العرب فقط، حسب كلام العاملين بها، بل زاد فى السنوات الأخيرة إقبال المصريين عليها، كما أن الشارع أصبح ممتلئاً عن آخره بالسكان بعدما كان أغلبهم يخشى السكن فيه بسبب شهرته تلك.

«فى بداية الشارع تنتشر زوايا صغيرة للصلاة، وفى آخره تكثر البارات والكباريهات»، هكذا عبّر حسنين عبدالصادق، ٦٥ سنة، مدرس لغة عربية، مشيراً إلى وجود تناقض كبير فى هذا الشارع، ففى أوله ما يقارب أربع زوايا للصلاة، ولا يوجد به مسجد واحد، وفى آخره كباريهات وديسكوهات، مشيراً إلى وجود فروق بين ما عليه الشارع الآن وما كان عليه سابقاً، فكثرة السيارات، باختلاف أنواعها تدل على زيادة عدد المصريين الزائرين، لكن قديماً كان يقتصر فقط على العرب، لذلك سُمى بشارع العرب، حسب «حسنين».

{long_qoute_1}

شروط لا بد من توافرها للعمل فى «كباريه»، حسب كلام «على أحمد»، عامل بأحد البارات، أهمها ألا يتناول العامل أى مشروبات كحولية أثناء عمله، حتى يظل طوال الليل واعياً لما يدور حوله، حيث يبدأ عمله يومياً بعد منتصف الليل وحتى السادسة صباحاً: «لازم نفضل فايقين فى شغلانتنا علشان نقدر نشتغل، والزبون لما بيسكر بنقدر نطلع فلوس أكتر منه». ويوضح «أحمد» الذى يعمل بالكباريه منذ 4 سنوات، أن أغلب الأماكن فى شارع الهرم مرخّصة من وزارة السياحة، كما يُتبع فيها بعض القواعد، التى يأتى على رأسها منع تقديم الخمور للأفراد أقل من ٢١ سنة: «هنا فيه قواعد ماينفعش حد يتخطاها، زى الأسعار، وده لأن السياحة هى اللى محدداها، وكمان هنا مفيش تفتيش للزبون، حتى لو كان معاه مخدرات فى جيبه، لكن المحل طبعاً بيخلى مسئوليته عن أى متعلقات شخصية موجودة مع الزبون، وأوقات بيبقى فيه تذاكر دخول للزبون، لما بيكون معاه خمور مش موجودة عندنا».

داخل أحد الكباريهات، وقف سمير المغربى، ٣٢ سنة، الذى يعمل جرسوناً، مع زملائه لتجهيز الصالة قبل قدوم الزبائن، يقول: «شغال بقالى ٤ سنين فى الكازينو هنا، كنت باجى على طول أتفرج على الشارع وأنا صغير وقت ما كان الكباريه ده مع شريفة فاضل، لأنها هى اللى أسسته، وكانت شهرته كبيرة، وكان بيغنى فيه أشهر مطربين فى مصر، وده كان بيخلى ناس كتير تيجى له، واللى يعدى بس من جنبه، كان بيبقى فخور أنه شافه، لأن الكازينو ده ليه تاريخ كبير من أول ما الشارع ده تأسس».

«مفيش حجز، تعالى الساعة ١٢، لو عجبك المكان ادخل، ماعجبكش امشى»، قالها مسلم محمد، حارس أمن على أحد الكباريهات، 42 سنة، لأحد الزبائن الذى تبدو على لهجته، أنه من إحدى دول الخليج، مؤكداً له أن النظام داخل الكباريه لا يسمح بالحجز من قبلها، وأن الدخول للصالة بعد منتصف الليل، لكنه متاح له الدخول لإلقاء نظرة على المكان قبل طلب أى مشروب، وإن أعجبه يستمر بالجلوس فيه حتى بدء الحفلة.

ويقول حارس أمن إنه يعمل بالمكان منذ 5 سنوات بعدما ترك بلدته فى المنيا، مضيفاً: «كنت فاكر وأنا فى بلدى أن الشارع ده مش للمصريين، وأنه شارع سياحى مايدخلوش إلا العرب، لكن لما اشتغلت هنا، عرفت إن فيه مصريين بيدخلوا عادى الكباريه، وبيطلبوا مشروبات كحولية، والشارع هنا اتصور فيه أفلام كتير، يمكن أهمها فيلم كباريه»، مشيراً إلى أن بعض المواطنين يأتون للكازينو بهدف السهر فيه، دون أن يطلبوا أى مشروب كحولى، لافتاً إلى أن الكازينو يحترم رغبة الزبائن التى تأتى إليه دون غيره.

يقول سيد خليل، أحد سكان الهرم القدامى، ٥٤ سنة: «الشارع كان رايق قبل كده، ودلوقتى الزحمة بقت بشكل غريب، وعدد العربيات زاد، أما الكباريهات والديسكوهات، فدى موجودة من زمان برضه، فيه منها محلات اتقفلت، زى كازينو رمسيس، والمحل اللى اتقفل، فيه غيره اتفتح، لحد ما بقى عددها أضعاف ما كانت زمان، وفى رمضان كانت العربيات تقدر تعدها على صوابع إيدك، دلوقتى ماتعرفش تمشى فى الشارع من الأساس». ويضيف أن هناك بعض السلوكيات، تحدث من زبائن الكباريهات تسىء إلى سمعة الشارع، أهمها خروجهم فى الصباح الباكر بملابس عارية، منوهاً بأن الشارع يعد مكاناً تاريخياً.


مواضيع متعلقة