«الغباشى»: حالم من يتوقع سقوط «الملالى» بضربة أمريكية

12:23 ص | الخميس 09 أغسطس 2018

قال الدكتور مختار الغباشى، نائب رئيس المركز العربى للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن التقليل من قدرات التأثير الإيرانى على إغلاق مضيق «هرمز» من الأخطاء التى يقع فيها العالم العربى، لافتاً إلى أنه حال دخول طهران فى مواجهة مع واشنطن ستشترك بها الأجنحة الموالية لإيران فى سوريا والعراق واليمن ولبنان، وهو ما تعكسه تصريحات القادة العسكريين الإيرانيين عن تهديد المصالح الأمريكية.

ولفت «الغباشى»، فى حوار لـ«الوطن»، إلى أن قناة السويس ستتأثر بتهديد ميليشيا الحوثى فى مضيق باب المندب، والتحرك الأمريكى لحماية المضيق لا بد أن يكون بالتنسيق مع مصر وبعض القوات العسكرية بالمنطقة العربية.

{long_qoute_1}

بداية ما تأثير الممرات المائية فى الصراع الدولى الدائر حالياً؟

- بالنظر لمضيق هرمز نجد أنه الأهم لمرور النفط الخليجى إلى الخارج، وتحديداً إلى الولايات المتحدة الأمريكية والصين، ولا نتحدث عن مسألة إغلاق إيران لهذا المضيق بقدر الحديث عن تأثيرها فى حجم الملاحة التى تسير من خلاله، حيث يصل اتساعه إلى 50 كيلومتراً، وهو مضيق مهم للنفط الخليجى، وتهديد إيران بغلقه يعنى التأثير على حركة نقل النفط الخليجى للعالم الخارجى، ما يؤدى لرفع أسعاره، ما يطرح تأثيراً بالغاً على دول مثل الصين واليابان اللتين تعتمدان بشكل أساسى على هذا النفط.

إلى أى مدى تستطيع إيران تنفيذ تهديداتها فى مضيق هرمز؟

- تستطيع إيران أن تفعل، فنحن نتحدث على دولة تتعرض لتطبيق عقوبات منذ بداية الثورة الإسلامية، والعالم الغربى، والصين وروسيا، وتركيا، اليوم، ليسوا مع الولايات المتحدة الأمريكية، وهو أحد أشكال الوجود الدولى المساند لإيران فى مسألة المقاطعات الأمريكية.

ونتحدث أيضاً عن تهديدات لميليشيات تهدد بضرب البنية التحتية للدول العربية، أبرزها ما يحدث فى الساحة اليمنية. وهذا الأمر الذى تستطيع أن تفعله ميليشيات أو أجنحة مساندة لإيران، ما يجعلنا نتحدث عن قدرة إيرانية بشكل مباشر أو غير مباشر.

والتهديد الإيرانى ليس للنفط الذى يسير فى مضيق هرمز فقط، بل تهديد للمصالح الأمريكية، التى قد تدفع إلى أن يتطور الصراع فى حال المساس بها.

{long_qoute_2}

ما السيناريوهات المتوقعة فى حال إغلاق إيران لمضيق هرمز؟

- كان رد الولايات المتحدة الأمريكية بهذا الشأن يتلخص فى أنه فى حال غلق إيران لمضيق هرمز، ستكون هناك مواجهة دولية، وهو ما يعنى أن أمريكا لن تخوض المواجهة بمفردها.

ما بدائل نقل النفط الخليجى فى حال غلق مضيق هرمز؟

- حال وصول هذه التهديدات لمضيق هرمز فإن ذلك يعنى توقف حركة النفط الخليجية مع العالم الخارجى بدرجة كبيرة، وانعكاس ذلك على ارتفاع الأسعار، وتداعياته على العالم الغربى، والولايات المتحدة الأمريكية، والصين، واليابان، وغيرها من الدول، ما يجعل التأثير بالغاً، ويبرز هذا تساؤل عن مدى توافق ردود فعل هذه الدول مع الرد الأمريكى؟ ولا نستطيع استنتاج ردود فعل قاطعة، ومحددة، ولكن الحدث حينها يفرض نفسه. كما أننا لا نستطيع التحدث عن انتحار عسكرى إيرانى فى حال المواجهة مع أمريكا، أو سقوط حكم الملالى، أو إحداث اضطرابات بالداخل تذهب بحكم «خامنئى».

من سيكون الخاسر الأكبر فى مواجهة عسكرية أمريكية إيرانية؟

- العالم العربى والخليج سيكون الخاسر الأكبر، لأن هذا الصراع على هذه الكعكة ليس على جنوب شرق آسيا أو أوروبا الغربية أو أمريكا اللاتينية، بل إن الصراع الإيرانى الأمريكى محطته الأساسية الرئيسية ستكون منطقة الخليج العربى، وهى المنطقة التى تتكالب عليها القوى الدولية، ولن يكون الخاسر الأكبر مصالح أمريكية فقط أو إيران. وتزيد خسارة العالم العربى فى ظل انعدام الرؤية أو الأبعاد التى يمكن اكتشافها.

لا أحد يستطيع توقع رد فعل «حزب الله» أو رد فعل الميليشيات الموجودة فى العراق وسوريا، أو الحرس الثورى، من يقرأ المشهد عليه أن يقرأه من هذه الدائرة، وهذا الواقع لأن ذلك يعد الخطر الأكبر والأعظم من حدة هذا الصراع، وعلى العالم العربى أن يدرس آليات ردود الفعل العربية فى حلبة الصراع الأمريكية الإيرانية سلماً أو حرباً.

وفى حال وجود أضرار اقتصادية بالغة على إيران فلن تنظر لمصالحها فى نقل النفط عبر مضيق هرمز، من منطق أن الجميع يجب أن يذوق نفس الكأس.

فيما يتعلق بتهديدات ميليشيا الحوثى فى باب المندب.. كيف ترى الخطوات الأمريكية لحماية المصالح الخليجية فى هذا المضيق؟

- مضيق باب المندب تأتى أهميته من قراءة مشهد ضرب ناقلتى النفط السعوديتين منذ أيام، التى وضحت الرؤية من خلال هذه الحادثة، والتأثير الأعظم سيكون على قناة السويس، لأن هذا المضيق هو المدخل الطبيعى والوحيد لقناة السويس، وسيؤثر على مصر بشكل بالغ. والقوات المصرية ليست بعيدة عن تأمين هذا المضيق. وفى حال اتخاذ أمريكا إجراءات لحماية هذا المضيق لا بد من التنسيق مع مصر، والقوات الموجودة فى العالم العربى.

وحجم التأثير يتعدى قطاع النفط أو الطاقة، بل يمتد للمصالح الاقتصادية والاستثمارية العالمية، وشركات عاملة فى هذا القطاع بمنطقة الشرق الأوسط. ولذا تبرز هنا الوساطة العمانية لتهدئة حدة الصراع بين أمريكا وإيران، لأن عمان هى الدولة العربية الوحيدة المؤهلة للقيام بهذا الدور، لأنها بعيدة تماماً عن أية صراعات، وليست من دول التحالف العربى التى تحارب فى الساحة اليمنية، ولم تقدم على إحداث توتر بعلاقاتها مع الدول الأخرى، ما يجعلها «جنيف العرب». كما أنها استضافت إحدى جلسات الاتفاق النووى الإيرانى الموقعة مع الدول الخمس الكبار عام 2015.