«فيس بوك» و«تويتر» منابر الأحزاب لمخاطبة الشارع بدلًا من الصحف

كتب: محمد حامد

«فيس بوك» و«تويتر» منابر الأحزاب لمخاطبة الشارع بدلًا من الصحف

«فيس بوك» و«تويتر» منابر الأحزاب لمخاطبة الشارع بدلًا من الصحف

انتعش تأسيس الأحزاب السياسية ونشاطها، عقب ثورتي 25 يناير و30 يونيو، إلا أن هذه الكيانات ظلت حبيسة مقارها، تعيش حالة مزيفة من الانسجام والود بين أعضائها، وتظل عاجزة عن الوصول إلى نبض الشارع، والوجود بين المواطنين.ورغم ضبابية المشهد السياسي، إلا أن من بين هذه الأحزاب من استطاع أن يكون له أعلى تمثيل برلماني داخل مجلس النواب، ولكنها لا تمتلك صحف حزبية تعبر من خلالها عن مواقفها من القضايا المختلفة، وتكتفى بالرفض والإدانة والموافقة على ما يفرضه الواقع السياسي من قرارات وقوانين وتشريعات من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.

ومن بين هذه الأحزاب، «المصريين الأحرار» الذي حصل على 65 مقعدًا كأعلى تمثيل حزبي بالبرلمان الحالي، و«مستقبل وطن» الذي يحتل ثاني أكبر كتلة برلمانية بـ53 مقعدًا، وأحزاب «المؤتمر والحركة الوطنية والمصري الديمقراطي»، فكلها لا تمتلك منبرًا صحفيًا يعبر عن لسان حال الحزب وتوجهاته، لمخاطبة الشارع ونقل مواقف نوابها تحت القبة من القضايا التي تهم المواطنين.

{long_qoute_1}

وقال النائب أيمن أبو العلا، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب المصريين الأحرار، إن الحزب لم يصدر جريدة حتى الآن كي تعبر عنه وعن توجهاته، يرجع بسبب أن الصحافة المقروءة أصبحت ضعيفة من ناحية التوزيع في مقابل أن الحزب يحقق انتشاراً كبيراً من خلال «السوشيال ميديا».

وأضاف «أبو العلا» لـ«الوطن»، أن الحزب لديه موقعه الإلكتروني الذي يحمل اسمه ويعبر عن أفكاره ومواقفه تجاه قضايا الشارع المصري والدولة، ولسان حال نوابه تحت قبة البرلمان.

وأوضح اللواء رؤف السيد، القائم بأعمال رئيس حزب الحركة الوطنية المصرية، إن الحزب يسعى منذ فترة لإصدار جريدة تعبر عن مواقفه من قضايا الشارع والدولة، مضيفًا أن الحزب تقدم منذ عام تقريباً بكافة الأوراق المطلوبة للجهات المختصة لإصدار جريدة «الحركة الوطنية»، ولكن يتم تأجيل إعطاء الحزب تصريح بالإصدار، ونحن مازلنا منتظرين.

{long_qoute_2}

وتابع «السيد»، أن الحزب دشن مؤخرًا موقعه الإلكتروني «الوكالة نيوز»، ليعبروا عن مواقفهم من خلاله، فضلًا عن الصفحة الرسمية عبر «فيس بوك»، مؤكدا أن امتلاك الحزب جريدة ورقية من عدمه ليس له قدر كبير من الاهتمام ولكن يتمنى من المجلس الأعلى لتنظيم الصحافة سرعة إنهاء الإجراءات المتعلقة بإصدار جريدة الحزب، مشيرًا إلى أن الحزب له مقرات في كل المحافظات ولديه أرضية واسعة في الشارع، وأصبح لديه موقع إلكتروني مهتم بكل الأحداث والقضايا التي تهم المواطنين وليس فقط تغطية أخبار الحزب ونوابه.

وأشار محمد الضبع، القيادي بحزب مستقبل وطن، إلى إن الحزب نشأ في 2014 ، وإصدار جريدة تحمل اسم «مستقبل وطن» مسؤولية، خاصة أن الحزب مازال في مرحلة التطوير مبينًا أنه يركز حاليا على أن يكون أكبر قوة من ناحية التنظيم ومن ناحية الأعضاء والانتشار، مضيفًا أن الحزب خلال وقت قصير استطاع أن يكون الأفضل على أرض الواقع في الشارع، وله 55 نائب تحت قبة البرلمان، ونرى أن تأثير الصحيفة الورقية ليس بحجم الانتشار الواسع لمواقع التواصل الاجتماعي، فلدينا أمانة إعلام قوية استطاعت أن تقوم بتوصيل مواقف الحزب وبرنامجه للشارع ومنتشرين على شبكات التواصل الاجتماعي بشكل أقوى وليس لدينا أي عائق.

وأكد أحمد الشاعر، المتحدث باسم حزب مستقبل وطن، أنه قبل التطرق لفكرة إنشاء صحيفة تعبر عن الحزب يجب الأخذ في الاعتبار الأزمة التي تمر بها الصحافة الحزبية بشكل خاص والصحافة بشكل عام ففي عام 1985 كان عدد سكان مصر يبلغ نحو 40 مليون نسمة وكانت الجرائد توزع نحو 5 ملايين نسخة، بينما حاليًا وصلنا لأكثر من 100 مليون والصحف توزع نصف مليون فقط والفارق بين الرقمين يعكس هذه الأزمة.وأضاف «الشاعر» لـ«الوطن»، أن الحزب لديه موقعه الإلكتروني الذي يعمل على تطويره بشكل يليق باسم الحزب كي يعبر من خلاله عن مواقفه وبرنامجه، وسيكون مهتم بكل القضايا التي تحدث سواء محليًا أو عالميًا، فضلا عن انتشارنا الواسع على مواقع السوشيال ميديا.

{long_qoute_3}

فيما قال فريد زهران، رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، إن الأحزاب تواجه أزمة كبيرة في التمويل، وهذا سبب رئيسي لعدم إصدار الحزب جريدة تعبر عن مواقفه من القضايا الحادثة على الساحة، مستكملا أن «مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت الأكثر انتشارًا بين الجمهور والجميع يستخدمها في طرح وجهة نظره تجاه قضايا الوطن وأصبحنا أيضا نواجه مشكلة حول هذا الشأن فعندما يعبر أعضاء الحزب عن آرائهم عبر هذه المواقع يواجهون مشاكل عديدة».

من ناحيته، أوضح الدكتور مصطفي كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الامريكية، إن فشل الأحزاب التي نشأت عقب الثورة هو اعتمادها على مواقع التواصل الاجتماعي في الحشد والتعبير عن مواقفها وهذه الظاهرة أثبتت فشلها ولم تمكنها من المواصلة الشعبية، مضيفًا أن هذه الأحزاب استخدمت بشكل أساسي «فيس بوك» و«تويتر» منبرًا لمخاطبة المواطنين كبديل عن إصدار صحف في ظل الأزمة التي تعاني منها الجرائد حاليًا ولكن هذا لم ينجح في إقامة حزب له موقف يهم الشارع لذلك عزف عنها المواطنون.وأضاف «كامل» لـ«الوطن»، أن الأحزاب الحقيقية هي من تحتك بالشارع بشكل أساسي من خلال التعبير عن مواقفه من القضايا المختلفة من خلال وسيلة يقتنع بها الناس بعيدًا عن مواقع التواصل الاجتماعي التي يفقد المواطنين فيها الثقة في نقل المعلومات.


مواضيع متعلقة