"بي بي سي" تكشف تفاصيل دعم قطر للإرهاب بمليار دولار
صورة أرشيفية
لاتزال الاتهامات تلاحق النظام القطري بشأن تمويل ودعم الإرهاب والجماعات الإرهابية، كان آخرها التسريبات التي نشرتها هيئة الإذاعة البريطانية BBC، حول فدية المليار دولار، التي دفعتها الدوحة لجماعات إرهابية مرتبطة بإيران، وكشفت تأكيد جديد على تورط النظام القطري في تمويل الإرهاب واستغلال الملاحة الدولية في هذه الأنشطة.
بينما ترفع الدول شعارعدم منح فدية لإرهابيين حتى لا يستفيدوا من هذه الأموال في دعم عملياتهم الإرهابية، إلا أنه وحسبما نشر موقع BBC كشفت الاتصالات والرسائل النصية بين محمد بن عبد الرحمن آل ثاني والسفير القطري كيف وافقت قطر على دفع فدية كبيرة للتدخل في مسار النزاع السوري، لصالح إيران وحلفائها من أجل استرجاع الرهائن.
حيث أظهرت مجموعة من الرسائل النصية والاتصالات الهاتفية بين السفير القطري بالعراق زايد الخيارين ووزير الخارجية الحالي محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أدلة على دفع قطر أكثر من مليار دولار فدية إلى الإرهابيين بالعراق ودعما لمليشيات إيرانية في سوريا مقابل الإفراج عن رهائن من الأسرة الحاكمة عام 2017.
وحسب تقرير هيئة الإذاعة البريطانية، دخلت قطر في مفاوضات مع جماعة إرهابية بالعراق، وكان أحد أطرافها قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني من أجل تأمين إطلاق سراح 28 عضوا بالأسرة القطرية الحاكمة، كانوا قد اختطفوا أثناء رحلة صيد على الحدود العراقية.
وجاء في التسريبات، أنه قال آل ثاني في رسالة إلى السفير في السادس عشر من شهر ديسمبر لعام 2015 : إن جاسم ابن عمي (أحد المختطفين) وخالد (مختطف آخر) زوج خالتي، حفظك الله: عند تلقيك أي خبر عن ذلك؛ أخبرني على الفور".
وتم اجتياح معسكر الصيادين بواسطة شاحنات صغيرة محمَّلة ببنادق رشاشة ثقيلة في ساعات الصباح الباكر، بواسطة كتائب حزب الله العراقية المدعومة من إيران.
وفي 13 مارس عام 2016 أرسل السفير زايد الخيارين إلى الوزير رسالة مفادها: لقد أخبرتهم بأن يعيدوا لنا أربعة عشر شخصًا.. وسنعطيكم نصف القيمة.
وأظهرت الرسائل التي كشف عنها موقع BBC أن المال دفع بالفعل للإرهابيين في أبريل 2017، بالإضافة إلى رشاوى جانبية بعشرات الملايين من الدولارات لمسؤولين عراقيين وإيرانيين وقادة ميليشيات، لتنتهي أزمة الرهائن.
وبعد نقل الأموال على متن إحدى الطائرات التابعة للخطوط الجوية القطرية إلى بغداد، قال السفير القطري لأحد قادة كتائب حزب الله في تسجيل صوتي: "يجب أن تثقوا بقطر، وأنتم تعلمون ما فعلته قطر وما فعله صاحب السمو، والد الأمير .. لقد فعل أشياء كثيرة، ودفع 50 مليون، ووفر البنية التحتية للجنوب، وكان أول من زارها".
ويظهر من الرسائل أن سليماني أراد من قطر المساعدة في تنفيذ ما يسمى "اتفاق المدن الأربع" في سوريا.
وبموجب اتفاق "البلدات الأربع" فكت جبهة النصرة الممولة من قطر حصارها لبلدتي كفريا والفوعة في شمال سوريا، وكذلك تم تهجير سكان بلدتي مضايا والزبداني في ريف دمشق، بهدف تغيير التركيبة الديموغرافية للمنطقة لصالح النفوذ الإيراني.
وكسب النظام الإيراني بفضل الاتفاق، نفوذا كبيرا في مناطق قريبة من دمشق، بعد جعلها خالية من سكانها، الذين هجروا إلى الشمال السوري، وتوفير امتداد تسيطر عليه إيران في سوريا يصل إلى مناطق سيطرة حزب الله في لبنان.