قوات «منبج» تسيطر على خط تماس 18 كيلومتراً وتتعرض لاستفزاز «الأتراك» و«درع الفرات»

قوات «منبج» تسيطر على خط تماس 18 كيلومتراً وتتعرض لاستفزاز «الأتراك» و«درع الفرات»
- قوات منبج
- درع الفرات
- داعش
- سوريا
- منبج
- الرقة
- دير الزور
- تركيا
- قوات منبج
- درع الفرات
- داعش
- سوريا
- منبج
- الرقة
- دير الزور
- تركيا
بدأت الشمس فى الشروق فكانت سيارتنا تقطع الطريق الطويل الذى يمتد لـ350 كيلومتراً تقريباً للوصول من مدينة قامشلى فى الشمال السورى قرب الحدود التركية، إلى مدينة «منبج» (شمال سوريا ذات غالبية عربية)، وقد مررنا على عدة بلدات واقعة على الطريق أشهرها «تل تمر»، التابعة لمحافظة الحسكة، ثم «عين عيسى»، التابعة لمحافظة الرقة، وجميعها تخضع لحكم الإدارة الذاتية، وهى إدارة حكم تم إعلانها من قبل مجموعة أحزاب سياسية منضوية فى حركة المجتمع الديمقراطى، عقب اندلاع الحرب فى البلاد كظرف طارئ لملء الفراغ الذى حصل جراء انسحاب النظام السورى ومؤسساته.
كان الأمن ينتشر على طول الطريق، فهى بلدات ومدن محررة من قبل قوات سوريا الديمقراطية، التى استعادت الكثير منها بعد سقوطها فى يد تنظيم «داعش» خلال السنوات الماضية، وتنتشر النقاط الأمنية التابعة لقوات الأمن الداخلى المعروفة بـ«الأسايش»، والتى تمثل الشرطة الداخلية، وبعد أن مررنا من منطقة «عين عيسى» قلت النقاط الأمنية وازداد الطريق اتساعاً وبدأت تظهر أشجار «السرو» على جانبى الطريق وهى تشكل مشهداً جمالياً، وبالكاد زادت سرعة سيارتنا التى كانت تجرى متجهة إلى مبنى «مجلس منبج العسكرى» داخل المدينة، حيث التصريح اللازم لذهابنا إلى منطقة التماس عند الحدود بين مدينة منبج ومدينة جرابلس.
{long_qoute_1}
مدينة جرابلس مدينة سورية، لكنها الآن تقع تحت سيطرة تركيا والعناصر الموالية لها، التى تسمى «قوات درع الفرات»، الكثير منهم من الفصائل الإسلامية التى كانت تشكل فى الماضى الجيش الحر وجبهة النصرة وبقايا كتائب كانت تأسست خلال الثورة السورية، ويتهم أبناء منبج «درع الفرات» بأنها تضم بقايا تنظيم «داعش» الذين هربوا من المدينة خلال حرب تحريرها، حيث فروا إلى هناك وغيروا ملابسهم، لذا يعتبر الناس هنا فى «منبج» والمقاتلون على الحدود أنهم أمام الحدود التركية، حتى إن القذائف التى تطلق بين الحين والآخر بعضها قذائف لمدافع ثقيلة وقذائف لدبابات لا توجد مع هذه الفصائل وتملكها فقط جيوش الدول الكبيرة.
بعد أن حصلنا على التصريح العسكرى للدخول إلى الحدود الشمالية لمدينة منبج، رافقتنا فى الطريق إلى النقطة الأمنية الخاصة بحراسة الحدود كى نستقل سيارة عسكرية تصلنا إلى الحدود، فتاة كردية من أهالى كوبانى فى العقد الثالث من عمرها، تدعى كولى هوشنك، وهى مسئولة الإعلام بمجلس منبج العسكرى، وقبل أن تتولى هذا المنصب كانت مقاتلة فى صفوف وحدات حماية المرأة، وشاركت فى حروب عدة فى «الشدادى» التى تتبع محافظة دير الزور شرق سوريا، و«تل أبيض» التى تتبع محافظة الرقة وسط سوريا، إلى جانب مناطق عدة جميعها كانت ضد تنظيم «داعش»، ونحن نتوجه إلى هذه النقطة دار الحوار بيننا حول أوضاع المدينة المهددة بالغزو التركى، وكذلك نظام التجنيد فيها، حيث أكدت «كولى» أن المقاتلين الموجودين على الحدود المواجهة لمنبج هم من عناصر تنظيم «داعش» الذين كانوا يحتلون المدينة، وأن منبج تعج بالخلايا النائمة التابعة لتركيا وتحاول زعزعة الاستقرار فى المدينة كخطوة أولى لغزوها.
وتشير «كولى» إلى أن عناصر من الخلايا النائمة تحاول إثارة الرأى العام والمظاهرات، لكن محاولاتهم لم تحقق أى فائدة لأن الأهالى مر عليهم حكم داعش وفصائل أخرى قبل داعش، ويفرقون بين الجيد والسيئ، مشيرة إلى أن هناك أطرافاً كثيرة تلعب فى منبج نظراً لأهميتها الاستراتيجية، وأن هناك من استغلوا حادث عثور القوات على جثتين بالقرب من نهر الفرات واتهموا عناصر الأمن بقتلهم، وهو ما نشرته وسائل إعلام ادعت خلالها العناصر المغرضة انتهاكات من القوات الأمنية ضد المدنيين، قائلة: «الشخصان اللذان تم العثور عليهما كانا مفقودين من أيام تحرير منبج، والقوات نفسها ساعدت فى العثور عليهما، فالقوات هنا تساعد الأهالى فى العثور على المفقودين وتسليم جثثهم لأهاليهم، فكيف تكون هى التى تقتلهم؟!». {left_qoute_1}
وحول العناصر النسائية بمجلس منبج العسكرى، تضيف مسئولة الإعلام فى المجلس أن هناك مقاتلات من المدينة يلتحقن بقوات مجلس منبج العسكرى، حيث يتم تدريبهن للدفاع عن أنفسهن أولا، ثم فنون القتال، مشيرة إلى أن هناك مقاتلات من وحدات حماية المرأة الكردية، شاركن فى عملية تحرير منبج وقدمن 7 شهيدات.
قبل أن ينتهى الحديث كنا قد وصلنا لنقطة عسكرية تابعة لقوات حرس الحدود. تستأنف «كولى» شرح الأوضاع داخل مجلس منبج العسكرى، لتشير إلى عدم وجود قيود على الملابس طالما أنها ملابس عسكرية مموهة، فمن حق الجنود أن يرتدوا اللون الذى يرغبون فيه، كما أن حلق اللحى غير إلزامى على المقاتلين، لكن هناك توصيات بأن يخففوا من أطوالها حتى لا تكون شبيهة بلحى الدواعش، موضحة أن التجنيد فى منبج هو تجنيد إجبارى، لكن الانتساب يظل مطروحاً لحرية المقاتل إن كان يريد استكمال خدمته وينتسب إلى العسكرية ويتخذ العسكرية عملاً ومهنة له أم لا، وفترة الخدمة العسكرية سنتان فقط.
وعن كتائب منبج العسكرية ودورها فى تحرير المدن الأخرى غير حرب منبج ضد داعش، تقول «كولى» إن فرق منبج شاركت فى تحرير الرقة والطبقة ودير الزور، وكانوا يمسكون الأرض ولهم محاور على الجبهات وهم جزء من قوات سوريا الديمقراطية لكن لهم إداراتهم المنفصلة الخاصة بمدينتهم، موضحة أنهم الآن يتولون حماية المدينة والدفاع عنها وحماية حدودها التى يبلغ طولها 18 كيلومتراً مع القوات التركية والعناصر الموالية لها من قوات درع الفرات.
سمعنا صوت سيارات فى الخارج، وهى السيارات التى أتت لأخذنا إلى النقاط الحدودية، خرجنا لتنسيق الأمر والركوب، وما إن خرجنا إلا وكان ينتظرنا فى الخارج مقاتل يرتدى زياً عسكرياً مموها مميزاً عن بقية المقاتلين من خلفه، بدا أنه الأهم فيهم أو قائدهم، إنه «عاكف منبج»، فى العقد الثالث من عمره، هو الضابط المسئول عن أقرب نقطة تماس قريبة من القوات التركية وفصائل درع الفرات الموالية لها، ركبنا فى سيارته رباعية الدفع وانطلقنا نحو النقطة الأولى على الحدود، يدور النقاش بيننا حول دوره العسكرى ومتى بدأ الاشتراك فى قوات حرس الحدود، لكنه يعود بنا إلى ما قبل التحاقه بالعسكرية حينما كان مدنياً يعيش مع أسرته فى منبج تحت حكم داعش والأحداث التى جرت خلالها، وهو ما دفعه للانضمام للعسكرية.
{long_qoute_2}
يشير «عاكف» إلى أنه عاش خلال حكم داعش للمدينة مع أسرته المكونة من 8 أفراد، ويصف هذه الفترة بأنها الأصعب فى حياته وحياة أسرته، فقد منع هو وأشقاؤه من خروج أمه وشقيقاته من المنزل طيلة ثلاثة أعوام هى الفترة التى بقى «داعش» فيها بالمدينة، موضحاً أنه كان يعمل أعمالاً حرة مدنية وحياتهم اقتصرت على الطعام والشراب والاختفاء من عيون داعش داخل المنزل، معلقاً: «كنا نستر حالنا ولا نريد الاحتكاك بداعش أبداً، لأننا شفنا ظلمهم للناس، والكل هنا له ثأر مع داعش وغالبية المواطنين تحولوا إلى مقاتلين للأخذ بثأرهم من داعش واللى سوّاه فينا»، مشيراً إلى أنه كان يتم تنفيذ القصاص أو الحد على أى شخص لمجرد فقط اتهامه من قبل التنظيم.
ويوضح «عاكف» أن منبج ذات أغلبية عربية، لكن بها بقية المكونات الأخرى كأكراد وسريان ويهود أيضاً، وكل المكونات أصولهم سورية، مشيراً إلى أن الجميع هنا ذاق مرارة حكم داعش، ولا يرغب فى سقوطها أبداً فى أيدى داعش أو دولة تدعمها أو أى فصائل أخرى، لافتاً إلى أن المقاتلين من أبناء منبج يأتون إليها من كل مكان فى هذه الأوقات للدفاع عنها.
كانت السيارة تسير على منحدرات وتلال وسهول تعج بالزراعات والأشجار والمناظر الخلابة، بيوت قليلة توجد على هذه التلال والسهول المنبسطة صغيرة الحجم، بينما ترسم الأشجار أشكالاً هندسية، وكنا نادراً ما نرى مواطناً يخرج فى هذه المناطق بل فقط رأينا أطفالاً يلهون وسط هذه الطبيعة الخلابة، وحينما يرى الأطفال سياراتنا تقطع الطريق من مناطقهم يجرون خلف السيارة ويشيرون بعلامة النصر.
وصلنا إلى النقطة الأمامية التى تطل على أفرع من نهر الفرات ومن بعدها تبة كبيرة تقع تحت سيطرة القوات التركية والفصائل التى معها، وحين نزلنا من السيارة، أشرت إلى منزل أصيبت جدرانه بطلقات من مدفع «دوشكا»، حيث حجم الخرق يوضح عيار الطلقة ومن أى مدفع أطلق، وبعد أن نزلنا وصعدنا منزلاً من طابقين يتخذه «عاكف» وبعض المقاتلين نقطة حرس حدودية وصعدنا إلى أعلاه حيث أجولة الرمل المتراصة كساتر للمقاتلين، أكد لى أن هذه الخروقات كانت نتيجة إطلاق نار عشوائى من الفصائل الموالية لتركيا وهى من مدفع دوشكا، موضحاً أنهم يستخدمون فى الإطلاق مدافع «دوشكا» ومدفع «م. ط 14.5» ومدفع «23 ملم»، وأن هذه المدافع تصل طلقاتها لمدى 7 كيلومترات وأكثر، وأن المسافة بينه وبين الفصائل والأتراك لا تزيد على كيلومتر واحد فى منطقة جبلية مفتوحة.
{long_qoute_3}
ويضيف «عاكف» أن استراتيجيتهم فى حراسة الحدود هى تعطيل أى هجوم يستهدف المدنيين والرد عليه، إذا كان الإطلاق يستهدف أرواح المدنيين والمقاتلين، أما إذا كانت طلقات عشوائية فى الجبال فلا يردون عليها، مشيراً إلى أن بعض قذائف الهاون كنت تسقط على جبال مفتوحة لا أحد فيها، وكانوا يكتفون بالضحك عليها، مشيراً إلى أنه على الرغم من أنهم يعيشون فترة صعبة فى نقطة من المفترض أنها نقطة تماس مع عدو سيهاجم فى أى لحظة ويطلق نيرانه بين الحين والآخر، فإن الوضع العسكرى يعيش فترة جمود على هذه الحدود.
ذكَّرنا هنا الوضع على جبهة «منبج» أمام تركيا بوضع «الجمود العسكرى» على الحدود الألمانية الفرنسية قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية بدءاً من 3 سبتمبر عام 1939 يوم إعلان بريطانيا وفرنسا الحرب على ألمانيا النازية، وحتى يوم 10 مايو، الهجوم الألمانى، الذى عرف باسم معركة فرنسا، حيث ساد بين التاريخين فترة جمود فعلى للعمليات بعد مناوشات وحوادث إطلاق نار صغيرة الحجم، وصفها البريطانيون بـ«the phoney war» أى الحرب المزيفة، وسماها الألمان «Sitzkrieg» أى الحرب المتوقفة، ودعاها الفرنسيون «Drôle de guerre» أى الحرب المضحكة، حيث الجنود هنا على الجبهة يقضون أوقاتاً طويلة يسودها التوتر خلف سواترهم من دون حرب، ويعيشون فى قلق من المحاولات الاستفزازية من ذلك العدو الذى أعلن الحرب ولم يحارب.
انطلقنا بسيارتنا إلى إحدى النقاط الأخرى القريبة، لا تبعد عنها سوى 4 كيلومترات تقريباً، هذه النقطة هى الأكبر حجماً ويقودها محمد أبوحسن، فى العقد الرابع من عمره، قائد طابور الشهيد زكى (كتيبة مسلحة تشكلت خلال الثورة)، هو من مدينة جرابلس التى يقف أمامها الآن موجهاً مدافعه نحوها، فقد تركها وأسرته ونزح إلى منبج بعد سيطرة الأتراك عليها، هذه النقطة هى الأكثر استهدافاً حيث بدا واضحاً على المنزل الذى اتخذوه مقراً لهم آثار طلقات لأعيرة كبيرة يرجح أنها من مدفع «23 ملم» وهو المدفع الأكبر المستخدم فى كل حروب المنطقة حتى هذا الوقت، والذى يطلق طلقات قاسية مخصصة لضرب الأهداف البعيدة أو الطائرات التى تحلق على مستويات منخفضة.
يتحدث «أبوحسن» عن مدى استعداد قواته التى تتهيأ جيداً للهجوم المحتمل والتى أيضاً خاضت معارك سابقة فى هذه المدينة خلال تحريرها بقوله: «نحن مستعدون لأى عملية عسكرية، حررنا المدينة وقدمنا شهداء والآن نحميها»، مشيراً إلى أنه خلال الحرب على داعش، قام التنظيم كعادته باستخدام المدنيين كدرع له حتى يؤمّن طريقاً إلى جرابلس التى تسيطر عليها تركيا، وما إن انسحبوا إلى جرابلس قامت قوات سوريا الديمقراطية مع قوات مجلس منبج العسكرى بإكمال الهجوم، لكن الجيش التركى تدخل ومنعهم من التقدم إلى بلدته لتحريرها، قائلاً: «كانت خيبة أمل كبيرة أن يطلع الطيران التركى يضربنا».
ويتابع «أبوحسن»: «نحن على خط الساجور، وعلى الجانب الآخر فى جرابلس عناصر من درع الفرات وأغلبهم أتراك، أنا من جرابلس والمدنيون هناك يعطوننى المعلومات وكل العوائل هنا نصفهم فى منبج ونصف آخر فى جرابلس، وهم أهالى كلهم ويتحدثون عما يرونه، الأتراك هناك مسيطرون»، مضيفاً أن هذه المنطقة تتعرض للقصف من القاعدة التركية التى تبعد عنهم بنحو 3 كيلومترات فقط من مدافع ثقيلة من طرازات وقذائف دبابات وهاون ومدفع 23 ملم، والهدف من هذا القصف هو بث الرعب فى نفوس القوات والمدنيين لترك المدينة، مؤكداً أن أحداً لن يغادرها.
قمنا بجولة فى هذه النقطة التى تتحصن أيضاً خلف أجولة من الرمال وتقع على تبة عالية، هذه النقطة تبدو استراتيجية إلى حد كبير فبالرغم من أنها لم تكن النقطة الأولى فى المقدمة فإنها تقع أعلى تبة تكشف مساحة كبيرة من الجبهة وستكون هذه أهم نقطة تتصدى لأى قوات أرضية تتقدم وقت الهجوم، لم نبقَ بها طويلاً فسرعان ما انسحبنا منها لنعود إلى مركز المدينة.
قطعنا نحو 35 كيلومتراً تقريباً حتى نصل إلى مركز المدينة التى تعج بالأسواق والمحال التجارية، مشينا بسيارتنا وسط المدينة حتى وصلنا إلى سوق الهال الخاص بالخضراوات وسوق المغطى إحدى الأسواق القديمة، وما إن وصلنا عند ساحة الجامع، وهى إحدى الساحات الموجودة فى وسط مدينة منبج، تحدثنا مع أحد سائقى سيارات الأجرة الخاصة «تاكسى» الذى بدا أنه مثقف، ويدعى مصطفى عبدالقادر (58 سنة)، وهو أحد أبناء حلب، لكنه جاء إلى مدينة منبج واستقر فيها قبل نحو 20 عاماً، حيث أشار إلى ما جرى وقت حكم داعش وما ذاقوه فيه من الظلم، لافتاً إلى أن ما جرى خلال الفترات الماضية لا يجعل أبناء المدينة يخافون من أردوغان أو غيره.
ويضيف «عبدالقادر» أن سقوط مدينة عفرين تسبب فى حزن شديد لأهالى المدينة لكنه لم يُخِفهم من تهديد «أردوغان» باجتياح مدينتهم بعد عفرين، معلقاً: «بينما الناس هنا خافت، لكنى كنت عارف إن المسألة مو فقط قتال فى الأرض، ولكن اللى جرى هو اتفاقات دولية لتسليم عفرين، وما نخاف من تهديدات أردوغان، لأنه كاذب وما نخاف منه»، مشيراً إلى أن الأهالى أصبحوا متماسكين أكثر وزال عنهم أى تردد حيال تهديد أردوغان بعد الموقف الأمريكى الذى أراح نفوسهم، خاصة أن الأمريكيين كانوا قد شاركوا فى تحرير المدينة مع قوات سوريا الديمقراطية.
وحول القذائف التى تطلقها القوات التركية والقوات الموالية لها من درع الفرات، قال إنها لم تؤثر على معنويات المواطنين كما أنها تصيب المناطق الحدودية ولا يوجد بها الكثير من المدنيين، وهى محاولات لإثارة فزع الناس لكن الناس بعيدون جداً عنها وعن الخوف الذى يرغبونه، لافتاً إلى أنه يعمل سائق تاكسى ويتحدث إلى المواطنين حيال الأوضاع الأمنية والسياسية وأنه الأقرب إلى الشارع والرأى العام داخل منبج، وعلى دراية بما يشعر به الناس وهو التجاهل التام لتهديدات أردوغان والثقة فى القوات الأمريكية إلى جانب القوات الأرضية لمجلس منبج العسكرى.
وبسؤاله إذا ما هاجم الأتراك المدينة هل سيكون من المغادرين والفارين منها، أجاب بالنفى، معلقاً: «فات علينا الكثير من الفصائل وفات علينا الجيش الحر ومن بعده داعش، والله ما نغادر أبداً ما راح يكون متل أيام داعش، والأعمار بيد الله».
وصرح عدد آخر من المواطنين، رفضوا ذكر أسمائهم، حتى لا يتم التنكيل بأسرهم الموجودين داخل جرابلس التى تسيطر عليها تركيا وفصائلها المعاونة لها، بأن الأهالى استبعدوا فكرة ترك المدينة ويصرون على البقاء والعناد أمام أردوغان، وألا يتركوا للدواعش المدينة، حيث إن أهاليهم موجودون بجرابلس ويؤكدون أن الدواعش هم الموجودون فى الداخل مع بقية الفصائل الأخرى وبقيادة الأتراك.
اقرأ أيضًا:
أهالى «منبج» يتحدون «أردوغان»: لسنا «عفرين»