عضو «العفو الرئاسى»: البعض يحاول «شيطنة الشباب» وإشعال الفتن

كتب: إمام أحمد

عضو «العفو الرئاسى»: البعض يحاول «شيطنة الشباب» وإشعال الفتن

عضو «العفو الرئاسى»: البعض يحاول «شيطنة الشباب» وإشعال الفتن

قال كريم السقا، عضو لجنة العفو الرئاسى، إنه يجب تجديد الخطاب السياسى للأحزاب والقوى السياسية المختلفة وعدم اختزال العمل السياسى فى حرية التظاهر كوسيلة للهروب من النقد الذاتى، وأضاف فى حوار لـ«الوطن» أن الحياة السياسية والحزبية فى حاجة إلى «ثورة تشريعية لإصلاحها»، وأشار إلى أن نخبتى الخمسينات والسبعينات لم يعد فى مقدورهما أن ينجحا فى إدارة ملف الحياة السياسية فى عام 2018، خاصة عقب ثورثين مرت بهما مصر، مطالباً الدولة بالاستمرار فى محاولة إعادة الثقة مع قطاع من الشباب الغاضب. إلى نص الحوار.

فى رأيك.. ما أسباب ضعف الحياة السياسية والحزبية خلال الفترة الحالية؟

- اقتصر ذكر الدستور للأحزاب على أنها جزء من النظام السياسى وأعطى الحرية الكاملة لتأسيسها دون توضيح للأدوار، وجاءت التشريعات والقوانين المكملة متبنية نفس الفلسفة ليصبح فى مصر أكثر من ١٠٠ حزب، بعضها أُسس لوجاهة اجتماعية أو كاستثمار من أحد المستثمرين، والكثير أُسس كنتيجة لخلافات شخصية داخل التيار الواحد، والمعظم يعمل بعيداً عن أدواره الحقيقية كتعزيز الديمقراطية وتمثيل آراء ورؤى الجماهير أمام الدولة، وذلك انعكاس واضح لضعف البنية التشريعية التى ترسخ لمفاهيم خاطئة للتعددية الحزبية.

أيضاً مركزية أو لا مركزية الحزب من أهم أسباب ضعف الأحزاب، فكلما كانت القرارات مركزية داخل الكيان كثرت الصراعات وظهرت النزعات الشخصية التى تؤدى دائماً لانشقاقات، فأحزاب الشخص الواحد دائماً ما تضعف وتتفتت سريعاً، أما معضلة التمويل، فترجع أسبابها لاستخدام العديد من الأحزاب لطرق تقليدية فى حشد وتعبئة الموارد بشكل عام، وإذا جذبت تمويلات فيتم إدارتها طبقاً لخطط لا تتضمن رؤية خاصة باستدامة الموارد المالية وتنميتها.

كما أن الفجوة ما بين جيل نشأ سياسياً طبقاً لقواعد الخمسينات التى تبنت فلسفة حل الأحزاب وخلق تنظيم سياسى واحد، وجيل نشأ سياسياً طبقاً لقواعد سبعينات الحرب واسترداد الأرض، وبين جيل نشأ سياسياً طبقاً لقواعد ثورتين وإسقاط نظامين تتسع يوماً بعد يوم، وهو الأمر الذى له تأثير كبير على ضعف الأحزاب السياسية.

{long_qoute_1}

وكيف يكون لدينا أحزاب أكثر فاعلية وتأثيراً؟

- فى البداية، يجب أن تتم إعادة صياغة المشهد الحزبى من جديد، ومصر فى رأيى تحتاج إلى من أربعة إلى خمسة منابر حزبية قوية كبداية لتعددية حزبية سليمة وبناء ديمقراطى صلب، ولن يحدث هذا إلا بثورة تشريعية فى كل ما يتعلق بالأحزاب السياسية وعلاقتها بالدولة وأدوارها فى تحقيق التنمية المستدامة، ويجب أن تتبنى هذه الثورة مبادئ تضمن تقنين عملية دمج الأحزاب لنصل للمنابر السابق ذكرها، فعلى سبيل المثال إذا تم تعديل القوانين المنظمة لإنشاء الأحزاب بحيث يكون الحد الأدنى للعضوية لإنشاء الأحزاب السياسية من ١٥٠٠٠ إلى ٢٠٠٠٠ فى بداية التأسيس وإعطاء مهلة للأحزاب من ٦ أشهر إلى سنة لتوفيق أوضاعها ووضع آليات تنظم العلاقة بين الأحزاب المدمجة، سنصل للبداية السليمة للحياة الحزبية، فالأحزاب غير القادرة على حشد ١٥٠٠٠ أو ٢٠٠٠٠ فى بلد تخطى تعداده المائة مليون مواطن أولى بها أن تندمج فى أحزاب أخرى، ويجب أن تتبنى هذه الثورة التشريعية فلسفة خاصة باستدامة هذه الأحزاب وتنمية الحياة الحزبية المصرية، وأيضاً التعاون بين الدولة والأحزاب السياسية فى ملف التنشئة السياسية والتدريب والتثقيف ضرورة ملحة فى الوصول لأحزاب فاعلة وذات تأثير.

البعض يرى أن هناك حالة انقسام مستمرة بين الشباب منذ ثورة 25 يناير.. ما أسبابها ولماذا ارتفعت نغمة التشكيك والهجوم المتبادلة؟

- لا أراه انقساماً، لكنى أراه اختلافاً طبيعياً حول الأولويات والرؤى، والبعض يحاول شيطنة هذا الاختلاف وإشعال الفتن، ما يهدم فكرة التغيير والإصلاح فى الأساس ويسىء لثورة عظيمة، ويجب أن يعلم الجميع أن كل من شاركوا أو انتموا لثورة ٢٥ يناير يتبنون نفس الأهداف التى بلورتها الثورة، لكن كل يعمل بطريقته على تنفيذها، إلا الإخوان فمشاركتهم فى الثورة كانت لأهداف خاصة لسرقة الثورة ومن ثم سرقة الوطن.

كيف يكون لدينا قوى شبابية فاعلة وإيجابية بصورة أكبر؟

- هناك بالفعل قوى شبابية فاعلة وقادرة على التأثير كشباب البرنامج الرئاسى وبعض الأحزاب، التى يلعب الشباب فيها أدواراً فاعلة، وكذلك العديد من منظمات المجتمع المدنى والمؤسسات الخيرية التى بنيت على أساس مبادرات شبابية، كما أن هناك نخباً شبابية فاعلة فى كل المجالات، بداية من الإعلام حتى الاستثمار والاقتصاد، لكن الوضع ما زال يحتاج إلى مساحات أوسع وفرص أكثر حتى يستطيع تيار الشباب إثبات نفسه والمساهمة بفاعلية فى دفع مسيرة التنمية المستدامة، أما إذا أردنا أن نفجر طاقات الشباب بشكل يحقق الطفرة فى جميع المجالات، ففى بلد شاب كمصر من الطبيعى أن يتمتع الشباب بوضع خاص على كافة المستويات، ولن يحدث هذا إلا إذا تبنت السلطات التشريعية والتنفيذية فلسفة التمييز الإيجابى للشباب فى رؤيتها للتشريعات وآليات تطبيقها، فعلى سبيل المثال التشريعات الخاصة بالانتخابات وتشكيل الأحزاب، المجالس القومية، الهيئات، النقابات، مجالس الإدارات.. إلخ، يجب أن تتضمن كوتة للشباب لا تقل عن ٢٥٪.

{long_qoute_2}

هل ترى أن الدولة أدارت ملف الشباب والحياة السياسية عموماً بصورة مقبولة خلال الأربع سنوات الماضية؟

- تعاملت مؤسسات الدولة فى إدارة ملف الشباب بصورة مميزة عكست الإرادة الحقيقية للدولة لوضع الشباب فى قلب المشهد، وهذا ما ظهر جلياً من خلال الرئيس عبدالفتاح السيسى ومؤسسة الرئاسة وبعض الوزارات، لكن لا يزال بعض مؤسسات الدولة لم تبذل الجهد المطلوب منها فى إدارة ملف يحمل أهمية خاصة مثل ملف الشباب.

وهل مؤتمرات الشباب ساعدت على خلق قناة جيدة للتواصل بين الدولة والشباب؟

- مؤتمرات الشباب من أهم إنجازات المرحلة وقد أصبحت الآلية الأهم فى التواصل بين الدولة والشباب والمجتمع بأكمله، كما خلقت منصة حقيقية ومبتكرة لعرض الحقائق ومناقشتها والوصول لرؤى وحلول مبتكرة للمشكلات والتحديات، واستمرارها شىء ضرورى.

لكن البعض يعتبرها لا تعبر عن الشباب، بل هناك من يتهم هذه المؤتمرات بأنها مجرد ديكور سياسى؟

- لا أتفق مع هذا الرأى، فمؤتمرات الشباب تخرج دائماً بتوصيات يتم تفعيلها بشكل سريع، ويشرفنى أن أكون عضواً فى لجنة شُكلت بناء على توصيات مؤتمر الشباب الأول، وهى لجنة العفو الرئاسى التى ساهمت فى العفو عن أكثر من ٩٠٠ شاب ممن صدرت ضدهم أحكام نهائية، وأرى أنه تم عرض الكثير من الآراء المعارضة فى دوراتها المختلفة، ما يؤكد أنها مساحة حوار خلقت للجميع.

ما تقييمك لأداء النخبة السياسية منذ 25 يناير حتى الآن من قيادات أحزاب وقوى سياسية؟

- لا ثوابت فى السياسة، وهناك تطور مستمر فى النظريات والتطبيقات، وأعتقد أن نخبتى الخمسينات والسبعينات ليس بمقدورهما أن ينجحا فى إدارة ملف الحياة السياسية فى 2018، خاصة عقب ثورثين مرت بهما مصر، ما أدى إلى متغيرات كثيرة شهدتها الحياة السياسية، سواء كانت ظهور أحزاب أو شخصيات سياسية أو العكس، إضافة إلى أن المواطن بحاجة إلى شخصيات سياسية يشعر معها بالاختلاف عبر تجديد الخطاب السياسى، كما أن الشباب لهم دور مهم فى ذلك الأمر حتى يكونوا حلقة الوصل فى الشارع بدلاً من أن يكونوا سبباً فى نفور المواطن العادى من السياسة.

{long_qoute_3}

باعتبارك عضواً فى لجنة العفو الرئاسى.. ما تقييمك لأداء اللجنة منذ تشكيلها نهاية 2016؟

- لجنة العفو الرئاسى لا تدخر جهداً فى القيام بدورها على أكمل وجه، رغم صعوبة التعامل والملف والمزايدات والابتزازات التى تتعرض لها من بعض القوى المدنية، ولا تعمل لجنة العفو بمعزل عن الدولة، بل بالتعاون والتنسيق الكامل مع الدولة المصرية ومؤسساتها، وأرى أن المجتمع اعتبرها مكسباً سياسياً كبيراً، بدليل اهتمام أطراف المجتمع المختلفة بعملها ومحاولة مساعدتها.


مواضيع متعلقة