الميكانيكى.. «تغيير قطع الغيار على السريع.. وتصليح مفيش»

كتب: محمد سعيد وأحمد ماهر أبوالنصر

الميكانيكى.. «تغيير قطع الغيار على السريع.. وتصليح مفيش»

الميكانيكى.. «تغيير قطع الغيار على السريع.. وتصليح مفيش»

شكاوى عديدة من أصحاب السيارات تجاه الميكانيكية وأصحاب ورش تصليح السيارات، واتهامهم بالاستسهال بتغيير قطع الغيار بدلاً من محاولة تصليحها، لتتحول مهمة الميكانيكى، على حد وصفهم، إلى «تركيب وتغيير» على حساب «التصليح ومعالجة الأعطال» من أجل الحصول على مكسب أكثر وتوفير الوقت المجهود.

إسلام قاسم، 30 عاماً، مُعيد بجامعة مودرن أكاديمى، يُعانى فى سيارته من مشكلة السخونة التى لم يجد الميكانيكية حلاً لها فى كل مرة يحصلون عليها على مقابل مادى، قائلاً: «المشكلة اللى كانت عندى فى العربية إنها كانت بتسخن بسرعة، يعنى لو رايح بيها مشوار صغير محطة أو اتنين ألاقى العربية سخنت منى، ومعرفتش بقى ساعتها أعمل إيه ولا المشكلة فى إيه بالظبط، وديت العربية دى لأكتر من ميكانيكى وفى كل مرة أدفع فيها فلوس، وألاقى فى الآخر المشكلة ماتحلتش ولسه العربية زى ما هى، واحد يقولى منهم المشكلة فى الماتور، والتانى يقولى سبب السخونية فى الفيوزات».

{long_qoute_1}

ويتذكر «إسلام» أحد المواقف مع سيارته عقب تصليحها عند أحد الميكانيكية قائلاً: «فى مرة منهم بعد ما رُحت لميكانيكى والمفروض إنه صلحها خلاص وخد فلوس مقابل شغله، وكنت ساعتها سايق فى الأوتوستيراد ورايح الشغل، لقيت العربية سخنت منى مرة واحدة والميّه بتخرج من كل حتة فى العربية من الكبوت، ولقيت الميّه كلها نزلت على الأرض وكده خلاص ماينفعش أمشى بالعربية، واتسببت المشكلة دى إنه يتعملها نص عَمرة عند ميكانيكى تانى»، ويوضح أن السيارة ظلت تُعانى من نفس المشكلة عاماً كاملاً، حتى ذهب إلى أحد الميكانيكية ووضع بعض المياه على «سربنتينة التكييف» وتم حل المشكلة.

ونتيجة كثرة مشاكل السيارات وعدم إيجاد الميكانيكى الماهر قرر «إسلام» بيع السيارة، قائلاً: «من كتر المشاكل اللى كانت بتظهر فى العربية وكل ميكانيكى يقعد يفتى وياخد فلوس ويصلحها غلط أو يكون مش فاهم، وترجع تبوظ تانى رُحت بايع العربية لأنى فعلاً زهقت من تصليحها كل شوية على نفس الأسباب اللى مابيقدرش الميكانيكى يصلحها أو يعالجها، وحتى العربية التانية اللى عندنا من غلبنا مع الميكانيكية بقينا مش بنطلع بيها كتير برضو»، يصمت «الشاب الثلاثينى» برهة ثم يستكمل حديثه عن الميكانيكية، قائلاً: «الميكانيكية مبقاش عندهم ضمير، والحاجة اللى بايظة وممكن تتغير بقوا بيستسهلوا ويغيروها بحاجة جديدة عشان يطلع من وراها بفلوس، مش زى الأول كان الميكانيكى يصلح الحاجة ويظبطها من غير تكليف».

أما أحمد محمد، 25 عاماً، يعمل فى إحدى شركات الاتصالات، فيشكو من استسهال الميكانيكية بتغيير قطع الغيار بدلاً من محاولة تصليحها قائلاً: «خلاص الميكانيكى مبقاش بيصلح أى حاجة تعطل فى العربية وبقى أسهل حاجة عنده إنه يغيرها، وبقى بياخد الفلوس على تغيير قطع الغيار وتركيبها لكن مابيتعبش نفسه فى أى محاولة منه لتصليح العيب»، ويتذكر «أحمد» أحد المواقف السابقة مع الميكانيكية قائلاً: «مرة ميكانيكى ركبلى دينامو فى العربية، وطلع مركب واحد مش أصلى وكمان قعد فترة وباظ تانى، وكان متحاسب على فلوسه».

مجدى جحا، 60 عاماً، صاحب إحدى ورش الميكانيكا، التى ورثها عن والده. الذى كان يعمل فى نفس المجال، وظل يعمل مع والده نظراً لظروفه الصحية، وحصل على شهادته فى نفس الوقت ثم تفرغ للورشة، يتحدث «جحا» عن جهاز الكمبيوتر الذى أصبح يُحدد العيب فى السيارات قائلاً: «النهارده بقى زمن الكمبيوتر بيدخل على الجهاز على العربية وبيحدد أعطال العربية فيها إيه، وبقى عطل العربية واضح قدام الميكانيكى على الشاشة ومعروف، تمن الجهاز ده طبعاً غالى ده وصل دلوقتى نحو 40 ألف جنيه، وده عبارة عن دائرة كهربائية والرأس المدبرة لها هى الكمبيوتر»، موضحاً أنه فى غالبية المحلات يتم كشف العطل عن طريق ذلك الجهاز بتكلفة 50 جنيهاً، وأنه على الرغم من أن ذلك الجهاز يُسهل الكثير على الميكانيكى، ولكنه يحتاج إلى صنايعى مُتعلم، لأن الذى لا يعرف القراءة والكتابة لن يستطيع التعامل مع ذلك الجهاز.

وعن شكاوى أصحاب السيارات من استسهال الميكانيكية بتغيير قطع الغيار بدلاً من تصليحها، يقول «جحا»: «مبقاش فيه النهارده الحاجة اللى تتصلح، والشغل بقى كله تجارى، وكان زمان ممكن نحل أجزاء ونصلحها أو نشترى جزء منها ونجمعها تانى، لكن دلوقتى الحاجة بقت بتيجى كاملة، وده اللى بقى متاح دلوقتى مش سوء نية من الميكانيكى». أما عن ندرة الميكانيكية المهرة ذوى الخبرة فيقول «جحا»: «مبقاش فيه دلوقتى الصنايعى الشاطر اللى شارب الصنعة، وبقوا بينقرضوا خلاص، وصُناع العربيات حسوا بالموضوع ده عشان كده حط كمبيوتر داخل العربيات الحديثة عشان يسهل الوصول إلى العطل»، مؤكداً أنه يمر عليه الكثير من الصنايعية الشباب فى الورشة، ولكنهم يرحلون فجأة بعدما يتعلمون الأساسيات عن الميكانيكا، مضيفاً: «مجرد ما رجليهم تشيلهم ويعرفوا يمسكوا العدة، بيمشوا وبيفتحوا ورش برة، وطبعاً مابيطلعش صنايعى جيد لأنه ماكملش تعليم الصنعة، وبيطلع تجارى يحل ويربط وياخد الفلوس وخلاص».

 

إسلام


مواضيع متعلقة