صنايعية أغاني رمضان "2"

أحمد خالد

أحمد خالد

كاتب صحفي

استكمالا لذكر صنايعية أغانى لطالما أبهجتنا وشاركت إعدادنا للشهر الكريم.. اعتدنا دوما أن نشر إلى مجيء شهر رمضان ونرحب به بجملة "مرحب شهر الصوم"، وهو وصف جميل وبسيط لإحساسنا عند إعلان قدوم رمضان، ترحاب المصريين للشهر كضيف منتظر تكاد تشعر من شوقك بأنه قد تأخر رغم أنه يأتى فى ميعاد ثابت لا يخلفه.. "مرحب شهر الصوم" هى من غناء "عبد العزيز محمود" وألحانه أيضا، عبد العزيز محمود غنى عن التعريف لكن لمن لا يعرفه فهو صاحب أغنية "منديل الحلو" وأغنية "يا نجف بنور" التى أصبحت فيما بعد من الدخلات الأساسية للزفة فى الأفراح المصرية.

وكلمات الأغنية العبقرية البسيطة هى لشاعر الرومانسية "محمد على أحمد" الذى تغنى بكلماته عبد الحليم وشادية ووردة ونجاة وليلى مراد، ومن أشهر أغانيه "بين شطين وميه" لمحمد قنديل وأغنية "على قد الشوق" لحليم.

الأغنية تم إنتاجها وغنائها بالأصل فى فيلم لـ"عبد العزيز محمود" ثم أهداها دون أى مقابل مادى الى الإذاعة المصرية!

هذه "الجدعنة" ليست مفاجأة من عبد العزيز محمود فهو صنايعى غنائى قد غنى للصنايعية والحرفيين وجعل منهم أبطال أغانيه وأفلامه، فهو صاحب أغنية "يا تاكسى الغرام يا مقرب البعيد" فى فيلم "تاكسى الغرام" التى جعلها سائقى التاكسى شعارهم، وأغنيتهم المفضلة فى وقتها.. وقام بدور الأسطى عزوز فى فيلم "منديل الحلو".

فلا اندهاش أن شخص مثل "عبد العزيز محمود" حين يغنى لرمضان يكون الناتج أغنية مثل "مرحب شهر الصوم" تليق بالمصريين الجدعان وبشوارعنا المزينة بالأوراق الملونة والفوانيس الخشبية فى انتظار الضيف المبارك.

ولطالما كان شهر رمضان ذو قيمة أعظم فى قلوب الصغار الذين اعتادوا الصيام قبل أن يقدروا عليه فصاموا حتى الضهر ثم العصر، ومنا من صام عن الطعام دون المياه ليشعر فقط أنه يشارك الكبار فى محبة رمضان . لذلك كان لا بد من أغنية لرمضان تصدر خصيصا للصغار الذين يعدوا فوانيسهم لأول ليلة برمضان ليسيروا فى الشوارع مرحبين ومحتفلين بحضوره المنتظر.. لهذا كان لابد من ظهور "هاتوا الفوانيس يا ولاد".

ومن أفضل من صاحب "ماما زمانها جاية" ليغنى للأطفال فى رمضان.. كانت أغنية مثل هذه فى حاجة الى فنان مثل "محمد فوزي" لديه قبول وروح طيبة يشعر بها الأطفال من حوله.. وهذا ما حدث فعلا حين جمع "محمد فوزي" الأطفال حوله فى مبنى الإذاعة وغنى الأغنية ليهلل الأطفال محتفلين من حوله ومرددين لكلمات الأغنية الجميلة التى لم يتقاض محمد فوزى أى مبلغ مقابل أدائها فى الإذاعة.

الأغنية من كلمات الشاعر الكبير "عبد العزيز سلام".. عبد العزيز سلام هو شاعر له أعمال كثيرة وكاتب سيناريو لأفلام ناجحة أيضا مثل "شاطئ الحب".. ولم تكن الأغنية أول تعاون بينه وبين الفنان "محمد فوزي"، جمعت بينهم أعمال عظيمة من أشهرها "دارى العيون"، وكان من الغريب على شاعر رومانسى مثل عبد العزيز سلام الكتابة لشهر رمضان.. لكن الأغنية نتجت بحب وبساطة تليق بطفل يغنى لشهر ينتظره من السنة للسنة.. وتليق بصوت "محمد فوزي"، اللى بيشد الطفل اللى جواك يقوم يجيب الفانوس لولا بعض الشعر الشائب اللى بيصعب القرار.

واستمر الفنانون المتأثرون المحبون لشهر رمضان فى تلك الحقبة الرائعة بإتحافنا.. وما زال لدينا فى حديثنا صنايعية آخرين.