مستشفى المنشاة.. الأطباء غابوا.. والمرضى يشكون سوء المعاملة

مستشفى المنشاة.. الأطباء غابوا.. والمرضى يشكون سوء المعاملة
- أشعة الشمس
- أفراد الأمن
- إجراء عملية
- الشمس الحارقة
- الغسيل الكلوى
- المستلزمات الطبية
- توقيع الكشف الطبى
- مرضى
- سلى صيامك
- شهر رمضان
- رمضان 2018
- رمضان
- أشعة الشمس
- أفراد الأمن
- إجراء عملية
- الشمس الحارقة
- الغسيل الكلوى
- المستلزمات الطبية
- توقيع الكشف الطبى
- مرضى
- سلى صيامك
- شهر رمضان
- رمضان 2018
- رمضان
حالة من الفوضى والإهمال تخيم على مستشفى المنشاة المركزى منذ بداية شهر رمضان، الذى يبعد نحو 10 كيلومترات فقط عن مدينة سوهاج، لا يُسمع بين جدرانه إلا أنين المرضى من الفقراء، الذين لجأوا إليه بحثاً عن علاج مجانى، بسبب ضيق ذات اليد، «الوطن» قضت 4 ساعات داخل المستشفى، الذى يعانى الإهمال من قبل المسئولين بمديرية الصحة، رغم أنه نال حظاً وافراً على صفحات الجرائد وشاشات التليفزيون، إلا أن ذلك لم يكن كفيلاً بعلاج المشكلات المزمنة، التى يعانى منها المستشفى لسنوات طويلة.
يخدم مستشفى المنشاة المركزى نحو 500 ألف نسمة من أبناء مركزى المنشاة والعسيرات، ويقوم أطباؤه بتوقيع الكشف الطبى على نحو 25 ألف حالة شهرياً، ويتخطى عدد الكوادر الطبية بالمستشفى أكثر من 100 طبيب، لا يحضر منهم سوى 10% فقط، بحسب تأكيد أحد الإداريين بالمستشفى.
المشهد على باب المستشفى، الذى يطل من جهته الغربية على الترعة «الفاروقية»، فى قلب مدينة المنشاة، كان صادماً، سيدة مريضة حضرت داخل «توك توك»، وبجوارها فتاة، قالت فيما بعد إنها ابنتها، الفتاة تتوسل إلى موظف الأمن كى يسمح للتوك توك بالدخول، لأن والدتها مريضة بالضغط والسكر والقلب، ولا تقوى على المشى حتى قسم الاستقبال، الذى يقع فى الجانب الشرقى للمستشفى، ويبعد عن الباب بنحو 200 متر، حاولت الفتاة مراراً وتكراراً مع موظف الأمن إلا أنه رفض دخول التوك توك، فاضطرت السيدة العجوز للسير كل تلك المسافة تحت أشعة الشمس الحارقة، بصحبة ابنتها، وعندما وصلت إلى قسم الاستقبال، سقطت على الأرض مغشياً عليها، لتصرخ ابنتها بأعلى صوتها: «حرام عليكم يا مفتريين.. أمى هتموت.. منكم لله»، وتدخل عدد من أفراد الأمن، قاموا بحمل السيدة إلى غرفة الكشف.
{long_qoute_1}
ولم يكن المشهد إلا كسابقه فى قسم الجراحة، حيث انتابت إحدى السيدات نوبة غضب، وبدأت تصرخ بأعلى صوتها، تبحث عن حل لابنها البالغ من العمر عاماً واحداً، ويحتاج إلى عملية «طهارة»، لوجود مشاكل صحية يعانى منها، والسيدة لا تمتلك المال لإجراء العملية فى عيادة خاصة خارج المستشفى، وأوضحت أم الطفل لـ«الوطن» أنها حضرت إلى المستشفى فى اليوم السابق، لإجراء العملية، لأن ابنها يعانى من مشاكل فى جهازه البولى، إلا أن الطبيب طلب منها الحضور فى اليوم التالى، وعندما حضرت اكتشفت أن المستشفى لا يوجد به «بنج»، فما كان من الطبيب إلا أن أبلغها بالحضور بعد أسبوع.
وأكدت الأم الشابة أنها لا تمتلك أى نقود لإجراء عملية الطهارة خارج المستشفى، وعلى صوت صراخها خرج طبيب من قسم الجراحة، وأبلغها بأن الأمر ليس بيده، وعليها الذهاب إلى طبيب التخدير، للتأكد من وجود «بنج»، وفى حال وجوده، سيتم إجراء عملية الطهارة لطفلها على الفور، بينما نصحها طبيب آخر بالتوجه إلى مستشفى سوهاج العام، إذا كانت ترغب فى إجراء العملية لابنها سريعاً، فانصرفت السيدة وهى تسب وتلعن اليوم الذى دخلت فيه مستشفى المنشاة.
وداخل قسم الاستقبال، تعالت صرخات طفلة، أكد أقاربها أنها أصيبت بلدغة «عقرب»، وعندما حضروا بها إلى المستشفى، لم يجدوا مصل العقرب، ما اضطرهم إلى التوجه بها إلى مستشفى سوهاج العام، لإنقاذ حياتها، وتساءل الأهالى: «كيف لا يتوفر مصل العقرب داخل مستشفى مركزى يخدم قرى مركزى المنشاة والعسيرات؟».
{long_qoute_2}
«الوطن» عرضت السلبيات التى تم رصدها على مدير المستشفى، الدكتور محمد حسين، الذى أكد أن هناك بعض المشاكل داخل المستشفى، ومنها نقص فى الأطباء والأدوية والمستلزمات الطبية، مشيراً إلى أنه يضطر، فى بعض الأحيان، إلى تموين سيارة المستشفى بالوقود من جيبه الخاص، لإحضار طلبيات المستشفى من مديرية الصحة، وأشار إلى أن قسم الغسيل الكلوى حدث به تسريب للمياه قبل عدة أيام، وتم جمع مبلغ 1000 جنيه من الأطباء، وتم إصلاح العطل، موضحاً أن المستشفى يعانى من عجز الأطباء فى قسمى العظام والجلدية، وتم إرسال عدة مكاتبات إلى مديرية الصحة لحل المشكلة.
وأثناء حديث مدير المستشفى، حضر شاب يدعى «محمد كمال عجور»، يقيم بمدينة البلينا، وتوجه بالشكر إلى الدكتور «حسين»، لأنه منذ ساعات الصباح وهو يتنقل بين مستشفيات البلينا وجرجا، لعمل أشعة على الصدر لوالدته المريضة، إلى أن تمكن من إجراء الأشعة المطلوبة فى مستشفى المنشاة، وأكد مدير المستشفى أن الأفلام الخاصة بالأشعة تم شراؤها من القاهرة على نفقة الأطباء بالمستشفى، ولم توردها لهم وزارة الصحة.