حواديت الجبرتي| في زمن الاحتلال الفرنسي.. خمور وقاذورات بمولد الحسين

كتب: سمر صالح

حواديت الجبرتي| في زمن الاحتلال الفرنسي.. خمور وقاذورات بمولد الحسين

حواديت الجبرتي| في زمن الاحتلال الفرنسي.. خمور وقاذورات بمولد الحسين

لم يختلف التاريخ على أن نابليون، اهتم بإحياء الموالد والاحتفالات الدينية، والسبب في ذلك يختلف من وجهة نظر كل مؤرخ، وطبقًا لرؤيته، فمنهم من رأى أنه كان يسعى بكل الوسائل لكسب قلوب المصريين، واستلال الضغينة منها، وتخفيف حدة النفرة والكراهية التي كانت تبدو عليهم منذ احتلال الفرنسيين للبلاد.

ورأى الجبرتي في كتابه "عجائب الآثار" أن السبب وراء ذلك، هو دفع الناس للتلاهي والانشغال.

ويقول الجبرتي في كتابه: "لما فتح أمر الموالد والجمعيات، ورخص الفرنساوية ذلك للناس لما رأوا منه من الخروج عن الشرائع واجتماع النساء واتباع الشهوات والتلاهي وفعل المحرمات أعيد هذا المولد مع جملة ما أعيد".

كان هناك إصرار عجيب من نابليون على إحياء هذا الموالد ودعمه بالمال، ويذكر الجبرتي أحد المواقف: "في يوم سأل عسكري فرنسي عن المولد النبوي ولماذا لم يعملوه كعادتهم؟ فاعتذر الشيخ البكري بتعطيل الأمور وتوقف الأحوال فلم يقبل وقال لابد من ذلك وأعطى له 300 ريال فرنسي للمعاونة وأمر بتعليق أحبال وقناديل واجتمع الفرنساوية يوم المولد ولعبوا ميادينهم وضربوا طبولهم وعدة آلات ومزامير مختلفة الأصوات".

كما وصف الجبرتي أيضًا ما كان يحدث في مولد الحسين رضي الله عنه فقال: "نادى القبطان الفرنساوي الساكن بالمشهد الحسيني على أهل تلك المنطقة وما جاورها بفتح الحوانيت أو (الخمارات) والأسواق لأجل مولد الحسين وشدد في ذلك وأوعد من أغلق حانوته بتسميره وتغريمه عشرة ريال فرنسي".

ويضيف الجبرتي متأسفًا لما كان يحدث في تلك الليلة: "يجتمع العوام بالمسجد للحديث والهذيان وكثرة اللغط والحكايات والأضاحيك والتلفت ويقومون برمي قشور المكسرات والمأكولات في المسجد فيصير المسجد بما اجتمع فيه من هذه القاذورات والعفوش ملتحقًا بالأسواق الممتهنة ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم".


مواضيع متعلقة