حواديت الجبرتي| فيل في «قصر العيني» يبهر المصريين: قدموا له القصب
صورة تعبيرية
في صيف عام 1776، كان المارة في منطقة قصر العيني بالقاهرة، على موعد مع حدث فريد من نوعه، وفق ما يروي «الجبرتي» في كتابه «عجائب الآثار في التراجم والأخبار»، وذلك عندما احتشد العشرات من المصريون أمام جماعة من الهنود، أحضروا معهم حيوانًا ليس مألوف رؤيته في مصر.
يروي الجبرتي، أن جماعة من الهند أحضروا معهم فيل صغير، ذهبوا به إلى منطقة قصر العيني، وأدخلوه في الأسطبل الكبير، فهرع الناس للفرجة عليه، في الوقت الذي وقف فيه الخدم من الهنود على أبواب القصر يأخذون من الزبائن أموالًا نظير فرجتهم، وأصبح الناس يأتون إلى الفيل بالكعك محلي الصنع وقصب السكر، يقول الجبرتي: «كانوا يتفرجون على الفيل خلال مصه في القصب وتناوله بخرطومه».
ما أثار إعجاب المصريين الحاضرين أيضًا، هو كون الهنود يخاطبون الفيل بلغتهم فيفهم كلامهم، فيأمروه مثلًا أن يحضر بين يدي كبير، أو يبرك على يديه أو يشير بسلام بخرطومه فيفعل ذلك، في خضوع تام.
وفي نفس العام، وبعيدًا عن مشهد الفيل، انزعج المصريون في يوم جمعة من شهر مارس، عندما وقع حريق ضخم في الأزبكية، وذلك في منتصف الليل بمنطقة «خطة الساكت»، وبالرغم من هول الحريق، إلا أنه تم تعمير المنطقة في أقرب وقت، ومن لم يستطع المشاركة في تعمير ممتلكاته، باع أرضه فاشتراها غيره وعمرها، أمثال رضوان بيك بلفيا، والخواجا السيد عمر غراب، وفق رواية الجبرتي.