حواديت الجبرتي| ألعاب سحرية وحلوى وصلاة.. مراسم شعبية حتى يفيض النيل

كتب: سلوى الزغبي

حواديت الجبرتي| ألعاب سحرية وحلوى وصلاة.. مراسم شعبية حتى يفيض النيل

حواديت الجبرتي| ألعاب سحرية وحلوى وصلاة.. مراسم شعبية حتى يفيض النيل

صلاة الاستسقاء، نافلة يلجأ إليها الناس طلبًا لنزول المطر حتى يقطع الجفاف الذي يحل بهذا المكان، وفي مصر قديمًا لم تكن هذه الصلاة تؤدى وحدها عند نقص النيل، ولكن كانت تتبعها عدة مراسم واحتفالات من المسلمين والنصارى على حد سواء طلبًا لزيادة النيل مرة أخرى، وبداية من أداء النافلة الدينية حتى العادات الاجتماعية، وثّق المؤرخ المصري عبدالرحمن الجبرتي ذلك المشهد الذي كان دائم التردد في هذه الأوقات في مؤلفه "عجائب الآثار في التراجم والأخبار".

وحكى الجبرتي في كتاباته أنه في شهر شعبان 1225 هجريًا الموافق سبتمبر 1810 ميلاديًا، توقفت زيادة النيل فكان يزيد من بعد عيد الوفاء قليلًا ثم ينقص قليلًا ثم يرجع ينقص وهكذا، وأشار البعض بالاجتماع لتأدية صلاة الاستسقاء بالأزهر، فتجمع القليل ثم تفرقوا.

وخرج النصارى الأقباط يستسقون أيضًا، واجتمعوا بالروضة وصحبتهم القساوسة والرهبان وهم راكبون الخيول والرهوانات والبغال والحمير في تجمل زائد وصحبتهم الطائفة من أتباع الباشا بالعصى المفضضة، وعملوا في ذلك اليوم احتفالًا أو استعراضًا فيه ألعاب سحرية، وقهوات وأسمطة وحلويات.

ونقل الجبرتي قول الشعب حينها: "إن النيل لما توقفت زيادته في العام الذي قل العام الماضي وخرج الناس يستسقون بجامع عمرو وخرج النصارى في ثاني يوم، فزاد النيل تلك الليلة".

ثم خرج المشايخ والناس إلى جامع عمرو بمصر القديمة وأرسلوا تلك الليلة فجمعوا الأطفال من مصر وبولاق فحضر الكثيرة وخطبوا وصلوا وأضر بالمجتمعين الجوع في ذلك اليوم ولم يجدوا ما يأكلونه. وفي ثاني يوم نقص الماء، واستمر ينقص في كل يوم حتى عاد إلى الزيادة بعد قرب انتهاء الشهر ورجع ما كان انتقصه وزاد على ذلك نحو قيراطين، وثبت إلى شهر أكتوبر واطمأن الناس.


مواضيع متعلقة