حواديت الجبرتي| "نار العطش" تسكن القلعة ليومين بسبب "زينة العثمانيين"

كتب: سلوى الزغبي

حواديت الجبرتي| "نار العطش" تسكن القلعة ليومين بسبب "زينة العثمانيين"

حواديت الجبرتي| "نار العطش" تسكن القلعة ليومين بسبب "زينة العثمانيين"

أحجار وصخور وقليل من الأخشاب، الأدوات التي اعتمد عليها ملوك مصر في أبنية القلعة، ذلك الصرح التاريخي الذي تمكن منه حريق في السابع من شهر رمضان 1235 هجريا، 18 يونية 1820 ميلاديا، بعد تغيير  العثمانيين شكل البنية الصامدة بغرض الزينة والبحث عن المشهد الجمالي بغض النظر عن القوة والمتانة، فما كان إلا أن تحولت مظاهر البهرجة إلى رماد، ظل شاهدا على الحريق، حتى أتى "الجبرتي" ليوثقه بمداد قلمه في مؤلفه "عجائب الآثار في التراجم والأخبار".

في سراية القلعة وقع حريق فطلع الأغا "مسؤول المدينة" والوالي واهتموا بطفء النار وطلبوا "السقائين" الذين يحملون "قرب المياه" من كل ناحية، حتى شحَّ الماء مع شدة الحر وفي شهر رمضان، وأخذوا في إطفاء النار يومين كاميلن، لم يغنيا عن احتراق ناحية "ديوان كتخدا بك" ومجلس "شريف بيك"، وتلفت أمتعة ودفاتر حرقًا ونهبًا.

وأرجع الجبرتي السبب الذي قيل حينها، أن أبنية القلعة كانت من بناء الملوك المصرية بالأحجار والصخور والعقود وليس بها إلا القليل من الأخشاب، أن العثمانيون همدوا ذلك جميعه وبنوا مكانه الأبنية الرقيقة وأكثرها من الحجنة (أحد النباتات النجيلية) والأخشاب على طريق بناء إسلامبول والإفرنج، وزخرفوها وطلوها بالبياض الرقيق والأدهان والنقوش وكله سريع الاشتعال.

ولما بلغ محمد علي باشا أمر الحريق، كان مقيمًا بشبرا حينها، وتذكر بناء القلعة القديم وما كان فيه من المتانة ولام على تغيير الوضع السابق، وقال: "أنا كنت غائبًا بالحجاز والمهندسون وضعوا هذا البناء"، وتلف في هذا الحريق ما يزيد على 25 ألف كيس حرقًا ونهبًا، ولما حصل هذا الحريق انتقلت الدواوين إلى بيت طاهر باشا بالأزبكية، وانقضى شهر رمضان.


مواضيع متعلقة