مونديال الشرق| السعودية تصنع المجد في أمريكا 94

كتب: عبدالرحمن قناوي

مونديال الشرق| السعودية تصنع المجد في أمريكا 94

مونديال الشرق| السعودية تصنع المجد في أمريكا 94

بعد غيابات تفاوتت مُددها، عادت منتخبات مصر والسعودية وتونس والمغرب للظهور في أكبر محفل رياضي عالمي بعد تأهلهم لكأس العالم في روسيا المقام خلال الفترة من 14 يونيو وحتى 15 يوليو 2018، وذلك بجانب منتخب إيران الذي شارك في النسخة الأخيرة بالبرازيل عام 2014.

منتخب مصر سجل آخر مشاركاته في كأس العالم بمونديال إيطاليا 1990، فيما غابت المغرب عن المشاركة منذ عام 1998 حين أُقيمت البطولة في فرنسا، فيما ظهر منتخبا السعودية للمرة الأخيرة بالمونديال في 2006 التي نظمتها ألمانيا.

"الوطن" تستعرض طوال شهر رمضان الكريم تاريخ المشاركات السابقة لـ"منتخبات الشرق" في المونديال.

بعد تحقيق منتخب السعودية للمجد القارِّي، بالفوز ببطولة آسيا مرتين متتاليتين عامي 1984 و1988، أصبح حلم السعوديون مُنصبًّا نحو المشاركة في العُرس الأكبر، كأس العالم، الذي فشلت في عبور التصفيات المؤهلة له عام 1990، لتدخل تصفيات مونديال 1994 بأمريكا، والهدف واضح، حجز تذاكر الطيران إلى "واشنطن".

مجموعة الأخضر السعودي في التصفيات، ضمت عمالقة القارة الصفراء، الكوريتان الشمالية والجنوبية، واليابان وإيران والعراق، وأقيمت مبارياتها في العاصمة القطرية الدوحة، وسط مؤازرة جماهيرية منقطعة النظير لمنتخب المملكة لتحقيق الحلم الذي طال انتظاره.

بدأ المنتخب السعودي التصفيات، بتعادلٍ مخيبٍ للآمال مع اليابان، تبعه بفوزٍ صعبٍ على كوريا الشمالية، وأمام كوريا الجنوبية الأقوى في المجموعة، حقق صقور السعودية تعادلًا ثمينًا في اللحظات الأخيرة، قبل تحقيق نفس النتيجة مع منتخب العراق القوي، ليتصدر الأخضر المجموعة بفارق نقطة واحدة، وذلك قبل المباراة الأخيرة مع المنتخب الإيراني.

"تاريخ هذه المباراة يجب أن يكون عيداً وطنياً، لقد نجحنا أخيراً في التأهل إلى نهائيات كأس العالم، بذلنا جهودا كبيرة واحتفظنا بثقتنا وقدرتنا على تحقيق الفوز".. وَصْفٌ خَرَجَ من حمزة إدريس  لاعب المنتخب السعودي حينها، للمباراة التاريخية مع الإيرانيين، التي حقق فيها الصقور، الفوز بنتيجة 4/ 3، ليحققوا حلمًا طال انتظاره بالوصول لكأس العالم، والمشاركة في مونديال أمريكا 1994، لتمثل إيران فأل الحسن للمنتخب السعودي بعد أن كانت بوابته للفوز ببطولتين لكأس آسيا ثم الصعود للمونديال.

بلجيكا والمغرب وهولندا، منتخباتٌ ثلاثة، أوقعتهم القرعة بجانب المنتخب الضيف على كأس العالم، ليظن الجميع أن السعوديين قادمون لأمريكا من أجل التمثيل المشرف فقط لا غير، وتسجيل الحضور وسط الكبار، قبل العودة من جديد للرياض.

20 يونيو 1994، تاريخٌ لن ينساه السعوديون، حيث شهد الظهور الأول لمنتخبهم في المونديال أمام هولندا، وسط حضور جماهيري بلغ 50 ألف متفرج، امتلأ بهم ملعب روبرت كينيدي التذكاري، بالعاصمة الأمريكية واشنطن، ورغم هزيمتهم بهدفين مقابل هدفٍ واحد، إلا أن الصقور قدّموا أداءً نال إعجاب الجميع تحت قيادة المدرب الأرجنتيني سولاري.

مواجهةٌ عربيةٌ خالصة، كانت اللقاء الثاني للمنتخب السعودي أمام شقيقه المغربي، بعد مباراة هولندا بـ5 أيام، وذلك على ملعب جاينتس، شرق راذرفورد، ليحقق السعوديون فوزهم الأول في تاريخ المونديال بهدفي سامي الجابر وفؤاد أنور عبق تقدم المغرب بهدف محمد الشاوش.

وفي التاسع والعشرين من ذات الشهر، وعلى  ملعب روبرت كينيدي التذكاري، حقق صقور السعودية المجد، بالفوز على المنتخب البلجيكي، المرشح للوصول لأدوارٍ بعيدة بالبطولة، بهدفٍ مارادوني للنجم سعيد العويران، اعتبره الكثيرون من أفضل أهداف البطولة، ليصعد المنتخب الحديث على المونديال للدور الثاني لمواجهة السويد.

وعلى ملعب القطن بمدينة دالاس في ولاية تكساس، بتاريخ 3 يوليو 1994، انتهت المغامرة السعودية بأقدام لاعبي منتخب السويد، الذين حققوا الفوز بهدفين مقابل هدف للأخضر، سجله فهد الغثيان، ليودعوا البطولة حاملين احترام العالم، وذكرى إنجازٍ لن يُنسى.


مواضيع متعلقة