صحابة الرسول| أبو أيوب الأنصاري مضياف الرسول وحارسه الأمين

كتب: محمد متولي

صحابة الرسول| أبو أيوب الأنصاري مضياف الرسول وحارسه الأمين

صحابة الرسول| أبو أيوب الأنصاري مضياف الرسول وحارسه الأمين

أحد صحابة الرسول من الأنصار والذي شهد بيعة العقبة وغزوة بدر وغزوة أحد وسائرَ المشاهد مع الرسول، وهو الذي خصَّه الرسولُ محمدٌ بالنزول في بيته عندما قدم للمدينة المنورة مهاجرا، حيث أقام عنده حتى بنى حجرة ومسجدا وانتقل إليه فيما بعد.. إنه أبو أيوب الأنصاري.

 

آخى الرسول بينه وبين الصحابي مصعب بن عمير، حيث كان أبو أيوب الأنصاري مع علي بن أبي طالب ومن خاصته، حيث شهد موقعتي "الجمل" و"صفين"، وكان على مقدمته يوم النهروان، وقيل إنه لم يشهد صفين، ولكن شهد النهروان، ولذا لزم أبو أيوب الجهاد، وقال: "قال الله تعالى: "انفروا خفافاً وثقالاً"، فلا أجدني إلا خفيفا أو ثقيلا"، ولم يتخلف عن الجهاد إلا عاما واحدا، فإنه استعمل على الجيش رجلا شابا، فقعد ذلك العام، فجعل بعد ذلك يتلهف ويقول: "وما علي من استُعمل علي؟".

 

أسلم الأنصاري قبل هجرة الرسول للمدينة المنورة، حيث كان أحد الصحابة الذين شهدوا بيعة العقبة الثانية، وجرت بينهم وبين الرسول اتصالات سريّة أدت لاتفاق الفريقين على أن يجتمعوا ليلا في أوسط أيام التشريق في الشعب الذي عند العقبة، حيث الجمرة الأولى من منى، فلما التقوا به وكان بصحبة عمّه العباس، قالوا له: "يا رسول الله نبايعك؟"، فقال لهم: "تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل، والنفقة في العسر واليسر، على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن تقولوا في الله لا تخافوا في الله لومة لائم، وعلى أن تنصروني فتمنعوني إذا قدمت عليكم مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم، ولكم الجنة"، فبايعوه رجلاً رجلاً بدءًا من أسعد بن زرارة وهو أصغرهم سنًا، وعُرف ذلك الاتفاق بـ"بيعة العقبة الثانية"، وقد كانت في شهر ذي الحجة قبل الهجرة إلى المدينة المنورة بثلاثة أشهر.

 

بعد فتح خيبر، تزوج الرسولُ محمدٌ من صفية بنت حيي بن أخطب، وذلك بخيبر أو ببعض الطريق، وهي ابنة زعيم بني النضير حيي بن أخطب الذي قتله الرسول بعد غزوة بني قريظة، وكانت التي جمَّلتها للرسولِ ومشطتها وأصلحت من أمرها أم سليم بنت ملحان، أم أنس بن مالك، فبات بها الرسول في قبة له، وبات متوشحاً سيفه، حيث يحرس الرسول ويطيف بالقبة، حتى أصبح الرسولُ فلما رأى مكانه قال: "مالك يا أبا أيوب؟"، قال: "يا رسول الله، خفت عليك من هذه المرأة، وكانت امرأة قد قتلت أباها وزوجها وقومها، وكانت حديثة عهد بكفر، فخفتها عليك"، فقيل إن الرسول قال: "اللهم احفظ أبا أيوب كما بات يحفظني".

 

وفي المسجد كان عدد من المنافقين يحضرون ليستمعوا لأحاديث المسلمين، ويسخرون ويستهزئون بدينهم، ولذلك اجتمع يوما في المسجد منهم ناس، فرآهم الرسول يتحدثون بينهم، خافضين أصواتهم، فأمر بهم فأُخرجوا من المسجد إخراجا عنيفا، فقام أبو أيوب الأنصاري إلى عمر بن قيس، أحد بني غنم بن مالك بن النجار، وكان صاحب آلهتهم في الجاهلية، فأخذ برجله فسحبه، حتى أخرجه من المسجد، ثم أقبل أبو أيوب أيضا إلى رافع بن وديعة، فلببه بردائه ثم نتره نترا شديدا، ولطم وجهه، وأخرجه من المسجد، وأبو أيوب يقول له: "أف لك منافقا خبيثا".

 

وفي غزوة بدر كان أبو أيوب الأنصاري من الصحابة الذين شهدوا غزوة بدر، وروي عنه أنه قال: "قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ونحن بالمدينة: "إني أخبرت عن عير أبي سفيان أنها مقبلة فهل لكم أن نخرج قبل هذه العير لعل الله يغنمناها؟"، فقلنا: "نعم"، فخرج وخرجنا فلما سرنا يوماً أو يومين قال لنا: "ما ترون في القوم فإنهم قد أخبروا بمخرجكم؟"، فقلنا: "لا والله ما لنا طاقة بقتال القوم ولكنا أردنا العير"، ثم قال: "ترون في قتال القوم؟"، فقلنا مثل ذلك.

 

توفي أبو أيوب الأنصاري مجاهداً في الـ50 من الهجرة وذلك أثناء وجوده بجيش متوجهٍ لفتح القسطنطينية، ويقوده يزيد بن معاوية في زمن خلافة معاوية بن أبي سفيان، فمرض أبو أيوب، فدخل عليه يزيدٌ يعوده فقال: "ما حاجتك؟"، قال: "حاجتي إذا أنا مت فاركب، ثم سغ في أرض العدو ما وجدت مساغا، فإذا لم تجد مساغاً فادفني ثم ارجع"، فتوفي أبو أيوب، ففعل الجيش ذلك، ودفنوه بالقرب من القسطنطينية، وأمر يزيد بالخيل فجعلت تقبل وتدبر على قبره.


مواضيع متعلقة