«رجب» يبيع فوانيس على فرشة جرايد: «الرزق يحب الخفية»

10:47 م | الأربعاء 16 مايو 2018

على الرصيف المواجه لمسجد السيدة زينب يجلس رجل أربعينى معاق بشلل أطفال بالطرفين، واعوجاج بالعمود الفقرى على كرسيه المتحرك، تحت مظلة وضعها لتحميه من أشعة الشمس الحارقة، منهمكاً فى رص الفوانيس بأشكالها المتنوعة ما بين فوانيس مصنوعة من خشب «الأبلكاش» وخرز و«كريستال» على منضدتين خشبيتين بشكل متدرج بما يضمن عرضها لجميع المارة، هو رجب عبدالحكيم، الحاصل على ليسانس آداب، قسم فلسفة، جامعة القاهرة، ويعمل بشركة أدوية براتب لا يعينه على توفير احتياجاته: «بقبض كل شهر بالفيزا ٣٠٠ جنيه بالإضافة إلى ٧٠٠ جنيه معاش والدى، تكفى فواتير المياه والكهرباء والإيجار فقط»، ما دفعه للبحث عن وظيفة تمكنه من تحمل نفقات أسرته المكونة من 4 أفراد هم زوجته وأطفاله الثلاثة الذين ما زالوا طلبة بالمدارس هم: آدم، 12 عاماً، وريم، 10 أعوام، وبلال، 6 أعوام.

«بشتغل فى أى حاجة مناسبة لإعاقتى لأنى ما أقدرش أنزل السوق، فاشتغلت بياع فى كشك حلويات وأنتيكات لحد ما وصلت لبيع الجرايد»، هكذا شرح «رجب» رحلته فى البحث عن مهنة ملائمة لإعاقته إلى أن اهتدى لبيع الجرائد منذ 8 أعوام حيث يفضلها لأنها لا تتطلب الكثير من الحركة ولا تعرضه للمضايقات من المسئولين بالحى، لافتاً إلى أنه يقوم بتغيير نشاط عمله مع طبيعة المناسبات لتحسين دخله، فعلى سبيل المثال يقوم ببيع الأدوات المدرسية مع بداية العام الدراسى وفى شهر رمضان الكريم يتجه لبيع الفوانيس: «مع أول شعبان بوقف بيع الجرايد وبفرش فوانيس رمضان من الخشب والكريستال لحد أول رمضان، والسنة دى أول مرة أجيب بضاعة من المرج ودار السلام بـ٤٠ ألف جنيه بسبب الغلاء لأنى كنت بجيبها بـ٢٠ ألف جنيه»، ويتابع الرجل الأربعينى الذى يسكن بمنطقة السيدة زينب حديثه، قائلاً: «الفانوس الميدالية كان السنة اللى فاتت بـ5 جنيه ودلوقتى بـ١٠ جنيه، والخشب بـ٦٠ جنيه وخامته وحشة»، لافتاً إلى أن الفوانيس الخشب أصبحت تغنى وتضىء والحجم الوسط منها يصل سعره لـ60 جنيهاً، وأصبحت هناك فوانيس عليها صور للاعبى كرة القدم وفوانيس من الكريستال، ويصمت لوهلة ليجيب عن تساؤلات المارة بشأن الأسعار ثم يكمل وهو يتصبب عرقاً: «الإقبال كبير على فوانيس اللعيبة والصغير منه بـ60 جنيه، والزبون بيشترى الخشب أكتر لأن الكريستال غالى وممكن يوصل سعره لـ1000 جنيه».