بين كيماوي بشار ونووي صدام.. مزاعم أمريكا لشن هجوم على الدول العربية

كتب: سمر صالح

بين كيماوي بشار ونووي صدام.. مزاعم أمريكا لشن هجوم على الدول العربية

بين كيماوي بشار ونووي صدام.. مزاعم أمريكا لشن هجوم على الدول العربية

15 عاما فصلت بين هجمتين عسكريتين، قادتهما الولايات المتحدة الأمريكية بالشرق الأوسط، الأولى كانت بغزو العراق في 2003، والثانية وقعت فجر اليوم في العاصمة السورية دمشق، تشابهت أساليب تنفيذ كلا منهما حيث اختلاق الوقائع واختراق القانون الدولي، بعد إطلاق المبررات دون الاستناد على دلائل حقيقية موثقة.

يعود المبرر الذي أطلقته أمريكا لغزو العراق، إلى بدايات الألفية الحالية، وتحديدا في عام 2001، عندما أعلنت مستشارة الأمن القومي الأمريكي، كوندليزا رايس، أن أنابيب الألمونيوم التي اشترتها العراق في هذا العام دليلا واضحا على البرنامج النووي العراقي، وفي العام التالي أصدرت بريطانيا ملفا حول إمكانية شن العراق هجمات كيميائية وبيولوجية في غضون 45 دقيقة فقط.

في يناير عام 2003، وقع الرئيس الأمريكي، في ذلك الوقت، جورج بوش، على خطاب يمنح البنتاجون أحقية التصرف في الحرب على العراق.

لم يمض سوى شهرين فقط حتى دخلت القوات الأمريكية للعراق، في 20 مارس 2003، لإثبات أن الرئيس العراقي السابق صدام حسين، كان يمتلك أسلحة دمار شامل، وبالفعل بدأت القوات الأمريكية بضرب أهداف محددة داخل العراق بهدف تحييد الأسلحة العراقية.

وبدأت العملية بضربات مركزة وعنيفة ضد الأهداف العسكرية العراقية، باستخدام قنابل خارقة للدروع والخراسانات، واستهدفت عددا من المزارع خارج بغداد بعد أن قالت معلومات استخباراتية خاصة بهم، إن "صدام حسين ربما كان مختبئا في واحدة منها".

وبعد نحو 13 عاما من الحرب على العراق، كشفت لجنة مستقلة بريطانية للتحقيق على حرب العراق، أن لندن استندت إلى معلومات أجهزة استخبارات لم يتم التحقق منها بشكل كاف، معتبرة أن المخططات البريطانية لفترة ما بعد اجتياح العراق عام 2003 "كانت غير مناسبة على الإطلاق".

لم يختلف الأمر كثيرا، بالنسبة للضربة العسكرية بقيادة أمريكا في سوريا، حيث استغلت الولايات المتحدة أزمة الهجوم الكيماوي في دوما، الأسبوع الماضي، ودانت الخارجية الأمريكية، بشدة الهجوم الكيماوي، مؤكدة أن هذا الحادث يتطلب ردا فوريا من قبل المجتمع الدولي.

وقال البنتاجون في بيان: "في الوقت الراهن، لا تنفذ وزارة الدفاع ضربات جوية في سوريا، لكننا نواصل متابعة الوضع عن كثب وندعم الجهود الدبلوماسية الحالية لمحاسبة المسؤولين، عن استخدام أسلحة كيميائية في سوريا".

وأعربت الخارجية البريطانية، عن قلقها تجاه تقارير عن استخدام الكيميائي في دوما، مطالبة هي الأخرى بإجراء تحقيق عاجل في الحادث.

الدكتور سعيد اللاوندي، الخبير فى الشؤون الدولية، قال إن أسلوب أمريكا في غزو العراق وضرب سوريا واحد ومعروف، وما دفعها لادعاء استخدام النظام السوري للكيماوي ودخول سوريا خدمة لإسرائيل، التي ترغب في السيطرة على سوريا وانتقاما لإيران التي تساند النظام السوري.

اللاوندي أضاف لـ"الوطن": "كانت هناك لجنة دولية مقرر أن تتجه إلى سوريا للتأكد ما إذا كان هناك أسلحة كيماوية أم لا، وعلى الرغم من ذلك لم تنتظر أمريكا ونفذت الضربة العسكرية على سوريا".

وتابع: "المعروف أن الولايات المتحدة لا تعطي أذنا للقانون الدولي وتسعى لخدمة لأغراضها فقط".


مواضيع متعلقة