أهالى الغربية يودعون جثمان أحمد خالد توفيق فى مشهد جنائزى مهيب وسط غياب المثقفين

كتب: رفيق ناصف وأحمد فتحى وماريان سعيد

أهالى الغربية يودعون جثمان أحمد خالد توفيق فى مشهد جنائزى مهيب وسط غياب المثقفين

أهالى الغربية يودعون جثمان أحمد خالد توفيق فى مشهد جنائزى مهيب وسط غياب المثقفين

شيّع أهالى مدينة طنطا بمحافظة الغربية، اليوم، جثمان الكاتب الروائى «أحمد خالد توفيق» استشارى كلية الطب، فى مشهد جنائزى مهيب، عقب أداء صلاة الجنازة عليه، اليوم، بمسجد السلام بمنطقة المرشحة، وسط غياب الأدباء والمثقفين، وحضور كبير من الأطباء وعلى رأسهم الدكتور أيمن السعيد، عميد كلية الطب الأسبق، والدكتور جمال موسى، مدير المستشفى الفرنساوى بجامعة طنطا الأسبق، ونواب الجامعة، ولفيف من الشخصيات العامة.

وحمل المشاركون فى الجنازة الجثمان إلى مقابر العائلة، وخلفهم العشرات من الشباب رافعين صوره ولافتات مدوناً عليها عبارة «عشقناك فى الدنيا وسنتابع رواياتك وأنت فى جنة الخلد».

وقال محمد توفيق، نجل الروائى الشهير، إن «والده مرّ بوعكة صحية مفاجئة، بسبب ضعف الدورة الدموية، ما استدعى إجراء عملية جراحية، توفى على أثرها»، مشيراً إلى أن الراحل عشق الورقة والقلم وقدّم الكثير، كونه كان صاحب فكر تنويرى وإبداعى ليترك لنا أعماله الأدبية التى تخلد ذكراه، مضيفاً: «فقدت أغلى وأثمن ما كنت أمتلكه فى الوجود، وربنا يرحمه ويسكنه فسيح جناته، وأدعوالجميع لحضور عزائه بدار المناسبات بطنطا الخميس المقبل».

«أحمد الجمل»، أحد تلامذة الروائى الراحل، أكد أنه رافقه خلال رحلة علاجه، طوال الأشهر الستة الماضية، ولم يتركه حتى لفظ أنفاسه الأخيرة داخل أحد المستشفيات، وقال: «علمنى كثيراً فى حياتى، ولى الشرف أن يكون أستاذى وقدوتى فى الحياة»، مشدداً على أن «الثقافة المصرية فقدت أحد أبرز روادها، ويجب على المثقفين الاهتمام بأعماله الأدبية، سواء بإعادة طبعها أو مناقشة ما تضمنته من ثراء فكرى وأدبى».

وعلى بُعد عدة أمتار من مسجد السلام، الذى أقيمت فيه صلاة الجنازة، وقفت الفتاة «سوسن على» منتظرة خروج الجثمان وهى تردد: «الله يرحمك يا دكتور، وربنا يكتب لك الجنة، فقدناك فى الدنيا وحبك فى قلوبنا عايش، إنا لله وإنا إليه راجعون»، وأضافت لـ«الوطن»: «جئت من القاهرة مع زملائى لمواساة أسرة الروائى العظيم، لأننا من عشاق ومحبى الراحل وأعماله الأدبية التى ناقشت كافة قضايا الشباب النفسية والاجتماعية على مدار 10 سنوات».

فيما أكد جابر سركيس، مدير هيئة قصور الثقافة بالغربية، أن جميع أعضاء رابطة كتّاب مصر ومثقفيها ينعون نجلها البار الذى وافته المنية، موضحاً أن رسالته الأدبية والعلمية طوال حياته رسّخت فى قلوب الجميع وأذهان الشباب الانتماء وروح المواطنة وحب الوطن.

{long_qoute_1}

ونعى عدد من المثقفين الروائى والأديب الراحل، وكان من بينهم الأديب يوسف القعيد، رئيس لجنة القصة والرواية بالمجلس الأعلى للثقافة، الذى أبدى استياءه من عدم اهتمامنا بالأدباء إلا فى حالة وفاتهم، لافتاً إلى أن الكتّاب والمثقفين يجدون تجاهلاً من جانب المجتمع، مردداً: «توفيق كان طبيباً وكاتب خيال علمى له مؤلفات كثيرة، اجتهد على مدار عمره، ولم نهتم به أو ننظم له ندوات، ولم نسلط الضوء بما يليق عليه، وكأننا ننتظر أن يموت». وتابع «القعيد»: «يا ريت نهتم به، وتُنظم على اسمه الندوات»، مشيراً إلى أن من المشاكل التى تواجهنا اعتبار الكتّاب ذوى الجماهير الغفيرة مثله لا يستحقون الإشادة فى حياتهم، بل يصل الأمر لمعاداتهم وتداول بعض الآراء «الحاقدة»، لافتاً إلى أن أحمد خالد توفيق له جماهير غفيرة، ويعشقه جيل كامل من الشباب، ولعل أبرز دليل «المناحة» على مواقع التواصل الاجتماعى.

أما الروائى الشاب محمد صادق فقال ناعياً «توفيق»: «أنا واحد من الذين تربوا على أدب أحمد خالد توفيق، فهو رجل استطاع أن يجذب إليه جمهور الشباب ويضع أقدامهم على باب القراءة، وحتى هذه اللحظة فأنا لا أرى أقيم من قدرة أحمد خالد توفيق على الكتابة».


مواضيع متعلقة