«نجاة»: لأجل الرزق أشيل الفحم من «دار السلام» لـ«عابدين»

«نجاة»: لأجل الرزق أشيل الفحم من «دار السلام» لـ«عابدين»
- دار السلام
- سيدة مسنة
- صندوق خشب
- أرض
- أرو
- الرزق
- الفحم
- دار السلام
- سيدة مسنة
- صندوق خشب
- أرض
- أرو
- الرزق
- الفحم
منذ أن تطأ قدماك 17 حارة «البلاقسة» بعابدين، تلمح دكاناً صغيراً بداخله سلة مليئة بالفحم، وخبز ناشف مترام على الأرض، وصندوق خشبى تحول لونه إلى الأسود كما هو الحال فى كل مكونات الدكان، بدايةً من الحائط، والكرسى الذى تجلس عليه سيدة مسنة، وحتى كفيها المتسخين بسبب تأثير الفحم.
نجاة عبدالحميد، تجاوزت الـ60 عاماً، حركتها بطيئة، وصحتها تبدلت كثيراً عن الماضى، ورغم ذلك تتكبد رحلة شاقة من مسكنها فى منطقة «دار السلام» وحتى «عابدين» لبيع الفحم، حيث تستقل 3 مواصلات، ويساعدها المارة فى ذلك: «ناس بقت تشيلنى ويركبونى، علشان مش قادرة أتحرك».
تتذكر «نجاة» قوتها ومثابرتها فى الماضى، حيث كانت تحمل الفحم على رأسها، وتدور على المقاهى لبيعه، لمساعدة زوجها، الذى يكبرها كثيراً فى السن: «كنت شديدة قوى، من وأنا شابة شقيت، كنت أشيل الفحم على راسى، وأنزل أشوف جوزى الله يرحمه بيبيع بكام، وأساعده، والحال كان ماشى والرزق بيكفى عيالى الـ6، قبل ما يموت 3 منهم وأبوهم». كبر عمر نجاة يتفهمه زبائنها، فينتظرون كثيراً حتى تقوم من على الكرسى وتسير ببطء متكئة على عكازها، لجمع كيلو فحم طلبه منها أحد الزبائن: «آه يا زمن، من بعد 42 سنه شغل مش قادرة أقوم من مكانى، ورابطة وسطى بحزام عشان أقدر أمشى وأجيب لقمتى، غصب عنى أصل رجلى تعبانى وإيدى بتترعش، وعايزة أروح لدكتور أعصاب ومش لاقية أتعالج».