حكاية اغتيال "عصافير الجنة".. دماء سلوى حجازي في رقبة موشى ديان

كتب: صفية النجار

حكاية اغتيال "عصافير الجنة".. دماء سلوى حجازي في رقبة موشى ديان

حكاية اغتيال "عصافير الجنة".. دماء سلوى حجازي في رقبة موشى ديان

"ماما سلوى" اللقب أطلقه الجمهور على الإعلامية المصرية سلوى حجازي صاحبة الوجه الطفولي الملائكي، والتي اكتسبته من حبها للأطفال وبتقديمها برنامج "عصافير الجنة" وغيره من البرامج الأخرى مثل "أمسية الأربعاء" و"العالم يغني" و"شريط تسجيل"، إلا أن عطاءها لم يدم طويلًا حيث اغتالتها إسرائيل في أثناء تأديتها بعض مهام عملها في سيناء في الـ21 فبراير عام 1973، عن عمر 40 سنة، ومنحها الرئيس أنور السادات وسام العمل من الدرجة الثانية فور وفاتها عام باعتبارها من شهداء الوطن.

سافرت سلوى حجازي عام 1973 ضمن بعثة تليفزيونية برفقة المخرج مصطفى عواد لتصوير حلقات للتليفزيون هناك، وفي الـ21 فبراير صعدت "سلوى" الطائرة في الرحلة رقم 114، لكن لم تشأ لها الأقدار أن تصل، حيث اعترضت طائرتها التابعة للخطوط الليبية، طائرات إسرائيلية أسقطتها داخل سيناء، التي كانت محتلة في ذلك الوقت.

وبعد مرور 30 عامًا من تحطم الطائرة، أقامت أسرة المذيعة سلوى حجازي دعوى قضائية، تطالب فيها الحكومة الإسرائيلية بتعويض لإسقاط الطائرة التي تسببت في وفاة ابنتهم وعدد كبير من الضحايا، وبعد عدة أيام تقدمت فتاة أخرى تدعى سلوى عواد، بدعوى للقضاء الفرنسي تطالب فيها بالتعويض عن مقتل والدها في الطائرة نفسها، ليعلن بعدها العديد من أهالي الضحايا عن رغبتهم في إقامة دعاوى يطالبون فيها بالتعويض من الحكومة الإسرائيلية وفضح وحشية إسرائيل وقادتها الذين أصدروا الأوامر بتفجير الطائرة بركابها.

أثارت تلك القضية جدلًا واسعًا وشجعت الكثيرين ممن لهم حق في معرفة الإجراءات القانونية الواجب اتباعها في مثل هذه القضايا، خاصة بعد أن ثبت أن الطائرات الإسرائيلية من طراز فانتوم أسقطتا طائرة الركاب الليبية التي أجبرتها عاصفة رملية على التحليق فوق شبه جزيرة سيناء‏، رغم أن قائد الطائرة المدنية الليبية عدل مساره وبدأ في العودة إلى المجال الجوي المصري‏، إلا أن الطائرتين الإسرائيليتين لاحقتاه رغم أنه لم يشكل تهديدا أمنيًا‏ لهم

وذكرت صحيفة "الأحرار"، في عددها الصادر يوم 20 مايو عام 2003، أن موشى ديان وزير الدفاع الإسرائيلي، أصدر أوامره في ذلك الوقت بتفجير الطائرة الليبية، بعد أن رفض الطيار الفرنسي الهبوط في إسرائيل، كما اعترف أحد قائدي طائرات الفانتوم الإسرائيلية بالذنب لمشاركته في إسقاط الطائرة المدنية، وأنه كان متأكدا من عدم وجود أي شيء داخل الطائرة يمكن أن يهدد أمن إسرائيل، موضحًا أن إسرائيل زعمت أنها أسقطت الطائرة لتخوفها من وجود أجهزة تصوير على متنها يمكن من خلالها التقاط صور لمواقع عسكرية، وهو الأمر الذى تبين صحته بعد تفتيش حطام الطائرة.

نجحت القضبة التي رفعها أهل سلوى حجازي عام 1976، وتم الحكم بالتعويض، إلا أن شركة خطوط الطيران الليبية طعنت في الحكم الذي أيدته المحاكم المصرية، وبعد 30 عامًا فتحت القضية بشكل جديد على هيئة دعاوى قضائية من أهالي الضحايا تطالب بفضح جرائم إسرائيل.


مواضيع متعلقة