عضو «39 قتال»: نفذت 92 عملية ضد العدو.. و«موشى ديان» قال علينا «الأشباح»

كتب: مروة عبد الله

عضو «39 قتال»: نفذت 92 عملية ضد العدو.. و«موشى ديان» قال علينا «الأشباح»

عضو «39 قتال»: نفذت 92 عملية ضد العدو.. و«موشى ديان» قال علينا «الأشباح»

إذا كانت الضربة الجوية هى التى أعلنت صافرة البدء فى حرب أكتوبر المجيدة ثم توالى تلاحم الأسلحة المختلفة من قواتنا البرية واشتباكها مع قوات العدو، فإن القوات البحرية كان لها دور كبير، والعمليات التى قامت بها فرق الضفادع البشرية والعمليات الخاصة أذهلت جيش الاحتلال الإسرائيلى وكتب عنها الخبراء الروس فى تجاربهم داخل مصر.. ومن بين أبطال البحرية، الذين أضافوا إلى سطور التاريخ بطولات وملاحم، المقاتل سمير نوح أحد أبطال حرب أكتوبر، والذى روى فى حواره مع «الوطن»، ذكرياته عن عمليات المجموعة الخاصة «39 قتال»، وأكد أنه قتل 30 جندياً إسرائيلياً فى عملية واحدة.. وإلى نص الحوار:

■ كيف جاء انضمامك إلى القوات البحرية؟

- كانت بداية انضمامى بعد حرب النكسة مباشرة، واشتركت فى حرب أكتوبر وكنت وقتها برتبة رقيب، وشاركت فيها ضمن المجموعة 39 قتال، التى نالت شرف المشاركة فى حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر.

وبداية نشأة المجموعة كانت من خلال الصاعقة البحرية، قبل أن ينضم إليها كتيبة 93 صاعقة البرية، وسرية من الكتيبة 103 من الصاعقة البرية.

{long_qoute_1}

■ وقبل تأسيس المجموعة.. هل كنت تنتمى للقوات البحرية؟

- قبل تأسيس المجموعة كنت أعمل تحت قيادة فرع العمليات الخاصة بالمخابرات الحربية والاستطلاع والتى بدأت معها العمليات.

■ ماذا عن طبيعة المهام داخل المجموعة الخاصة 39 قتال؟

- المجموعة قامت بأكثر من 92 عملية قتالية ضد العدو الإسرائيلى، وقمنا بعمليات خاصة كانت موجهة لاستنزاف العدو الإسرائيلى فى حرب الاستنزاف وغيرها من العمليات التى كانت تسبق حرب أكتوبر، وأثناءها.

■ ما أهم العمليات التى قامت بها المجموعة «39 قتال»؟

- أفراد المجموعة أنقذت القوات البرية والدبابات المصرية من القصف بالصواريخ الإسرائيلية الجديدة التى أهدتها أمريكا لإسرائيل لتجربتها على أبطال وجنود الجيش المصرى، وقصفت بها الطريق الموازى على الضفة الغربية من الإسماعيلية إلى بورسعيد.

وكان وقتها الخبراء السوفييت موجودين، وطلبوا الحصول على أحد هذه الصواريخ لفحصها لبيان مدى القصف، وأمر قائد الفرقة النقيب إسلام توفيق قاسم السرية بالعبور سباحة فى القناة دون أى أدوات أو معدات مساعدة، وكلنا كنا نتنافس للحصول على شرف هذه المهمة، وتم اختيار زميلنا عبدالمنعم أحمد غلوش وهو رقيب أول -وقتها- من الغربية، وعبر القناة إلى المنطقة، وبدلاً من إحضار صاروخ واحد قام بإحضار 3 صواريخ، مما أذهل الخبراء الروس بسبب تصميم المصريين ووصفونا بأننا رجال لا نعرف المستحيل فى كتبهم خلال تجربتهم قبيل حرب 1973.

وتبين من خلال فحص هذه الصواريخ أن مداها 5 كم، مما أدى إلى تغيير أماكن تمركز جميع القوات على جبهة القنال وإبعادها حتى لا تكون فى مرمى هذه الصواريخ وقمنا بالزحف إلى الوراء بمسافة 2 كم عن مدى القصف، وأصبحت الصواريخ الإسرائيلية لم يعد لها أى تأثير.

■ وماذا عن العمليات الأخرى التى قامت بها القوات البحرية؟

- توالت العمليات وكان من أهمها عملية الأخذ بالثأر والمعروفة باسم «لسان التمساح» وكانت بهدف الأخذ بثأر استشهاد الفريق عبدالمنعم رياض فى 9 مارس عام 1969، وقامت المجموعة يوم 19 أبريل من نفس العام، بالعملية وأتذكر كان معى صديقى البطل هنيدى، وقمنا بقتل 30 عسكرياً وضابطاً إسرائيلياً، حيث دخلت المجموعة قلب الموقع الذى أطلق من خلاله القصف المباشر على الفريق عبدالمنعم رياض، وقمنا بإلقاء العديد من القنابل المسيلة للدموع، وهجمنا عليهم فى الدشمة وكانوا كلهم مختبئين فى الملاجئ وكانت القنابل الهجومية تخنقهم ليفروا من المخابئ كالفئران ليخرجوا وتمطرهم نيران أسلحتنا بعد أن قفزت فوق الخندق وقمت باصطياد 30 عسكرياً وضابطاً وكان معايا 9 خزن ذخيرة كل خزنة بها 30 طلقة، يعنى 270 طلقة وخلصنا على كل جنود الدشمة، بينما تمكن زملاؤنا فى الدشم الأخرى من قتل 14 إسرائيلياً فقط، وقامت المجموعة بتدمير دبابتين قامتا بتدعيم الموقع وكنا فرحين بعد نجاح العملية وقمنا بحصر جثثهم وعدها بعد القضاء على جنود هذا الموقع بالكامل، حتى إن موشى ديان قال علينا «الأشباح»، وما زالت أسماؤنا مرصودة حتى الآن وكنا مطلوبين أحياءً أو أمواتاً.

■ وما أبرز الذكريات التى لن تنساها من حرب أكتوبر؟

- قامت المجموعة بضرب نابالم ورشاشات وصواريخ على منطقة بترول بلاعيم وقامت بتفجير كل المخزون البترولى حتى لا يتمكن العدو من الاستفادة من بترولنا، مما أسفر عن صعود ساتر من الدخان الكثيف وحجبت الرؤية لدرجة أنه تم حجب الرؤية لدى طيران الاستطلاع الأمريكى والإسرائيلى واستمرت نيران البترول مشتعلة لفترة طويلة جداً، وهذه العملية استشهد فيها المجند أحمد مطاوع الذى كان أحد الجنود الـ«رديف»، أى تم خروجه لحين الاستدعاء من جانب القوات المسلحة، ولكنه عندما سمع أن فيه استدعاءات فى الجيش جاء وقدم نفسه إلى الوحدة، وأصر أن يكون مشاركاً معنا فى الحرب دون أن يطلبه أحد وخرج فى العملية لينال الشهادة يوم 6 أكتوبر وهو الشهيد الوحيد خلال هذه العملية بينما عاد أفراد المجموعة سالمين.


مواضيع متعلقة