حُلم طال انتظاره: قرار «السيسى» بالتأمين على عمال اليومية يعيد «الحياة» إلى الفلاحين

حُلم طال انتظاره: قرار «السيسى» بالتأمين على عمال اليومية يعيد «الحياة» إلى الفلاحين

حُلم طال انتظاره: قرار «السيسى» بالتأمين على عمال اليومية يعيد «الحياة» إلى الفلاحين

يعيش ملايين الفلاحين فى كافة محافظات الجمهورية حالة من الترقب، بانتظار تنفيذ تكليفات الرئيس عبدالفتاح السيسى للحكومة بمد مظلة التأمينات الاجتماعية والصحية، بكافة أشكالها وصورها، لتشمل جميع فئات العمالة الموسمية، وهو القرار الذى ينظر إليه الملايين من عمال اليومية باعتباره «طوق نجاة» لهم ولأسرهم، يضمن مستقبلاً آمناً لهم ولأبنائهم، بعد سنوات من التهميش والمعاناة، لم يجدوا فيها من يحنو عليهم وقت الشدة والمرض، الأمر الذى كان يهدد بتشريد أبنائهم بعد وفاتهم، كما أعاد القرار الأمل من جديد لعدد كبير من الفلاحين، الذين هجروا الزراعة بحثاً عن وظيفة أخرى تكفل لهم دخلاً ثابتاً ومعاشاً لأبنائهم من بعدهم، بما ينعكس بالإيجاب على مستقبل الرقعة الزراعية، والنهوض بقطاع الزراعة فى مصر.

«احنا كسبنا الرهان ضد المشككين فى انحياز السيسى للفقراء»، كلمات رددها آلاف العمال الزراعيين فى محافظة البحيرة، بعد خطاب الرئيس خلال افتتاحه المرحلة الأولى من مشروعات الصوب الزراعية المحمية، بقاعدة «محمد نجيب» العسكرية فى مدينة الحمام بمحافظة مطروح، بحضور رئيس مجلس الوزراء، وعدد من الوزراء وكبار المسئولين، الذى تضمن تكليف الحكومة بدراسة جميع البدائل المتاحة لتوفير غطاء تأمينى لعمال اليومية، وسرعة إعداد اللوائح القانونية المنظمة لذلك، بما يحمى حقوق هؤلاء العمال، وأعرب العمال الزراعيون بالبحيرة عن سعادتهم بهذا القرار، الذى يضمن مستقبلهم فى مجال عملهم، ويضع حداً للمعاناة التى يلقونها بعد بلوغهم سن المعاش.

{long_qoute_1}

«صبحى عبدالوهاب خفاجة»، عامل زراعى بأبوحمص، قال لـ«الوطن»: «لم يحلم أى عامل زراعى فى مصر إلا بأمرين، أولهما الأجر المناسب، وهذا يكفله صاحب الأرض لاحتياجه الشديد للعمالة الزراعية، وثانيهما التأمين الاجتماعى، الذى يكفل الحصول على معاش بعد تخطى سن الستين، وهو كان الحلم الأصعب، أو شبه المستحيل، لعمال أفنوا زهرة شبابهم فى مهنة لا مستقبل لها»، مؤكداً أن الاقتصاد الزراعى فى مصر يقوم على العمالة الموسمية، وأرجع سبب انهيار بعض المحاصيل الزراعية خلال الفترة الماضية إلى عدم وجود العمالة اللازمة، مشيراً إلى أن محصول القطن، الذى يطلق عليه الفلاحون اسم «الذهب الأبيض»، أصبح مهدداً بالتلف داخل الأراضى، نتيجة انخفاض أعداد العمال الزراعية، وعدم وجود بدائل ميكانيكية تساعد فى جنى المحصول.

وقال «شعبان إمبابى»، عامل زراعى بكفر الدوار: «أشعر وكأن أنفاسنا محبوسة، ولن نتنفس الصعداء إلا بعد تنفيذ تكليف الرئيس عبدالفتاح السيسى بشأن التأمين على العمالة الزراعية»، وأضاف: «رغم أننى لم أشاهد خطاب الرئيس، فإن خبر تكليف الحكومة بالتأمين على العمالة الموسمية، انتقل إلى الفلاحين بسرعة البرق، كما لو أن الرئيس أعلن عن عبور ثانٍ للمصريين»، وتابع: «إننى مثل أى مزارع فى البحيرة، أنام وأصحو على حلم الانتهاء من أوراق تأمين شامل لى»، مشيراً إلى أن هناك عدداً كبيراً من الشباب غيروا مسار حياتهم بعد هذا القرار، حيث إنهم كانوا يبحثون عن عمل فى وظائف لا تفيد قطاعاً كبيراً من المواطنين، مثل سائق «توك توك»، أو عامل بمحل ملابس، أو العمل فى مقهى، أو غير ذلك من الأعمال اليومية، إلى أن جاء هذا القرار التاريخى، ليضمن لجميع الشباب الذين يريدون العمل فى مجال الزراعة حقوقهم، وفتح أبواب الخير لكثير من المصريين.

{long_qoute_2}

أما «حمدى شعبان»، نقيب الفلاحين بمحافظة البحيرة، فوصف قرار الرئيس السيسى بأنه «قرار صائب طال انتظاره»، وقال لـ«الوطن»: «يجب علينا جميعاً أن نرفع القبعة للرئيس السيسى، الذى ينحاز دائماً للفقراء والمهمشين من المصريين، ولا بد من تكليل هذا التكليف بالتنفيذ الفورى، الذى سيرضى جميع العمال الزراعيين، ويضمن لهم مستقبلاً آمناً»، إلا أنه أضاف بقوله: «ما زلت أخشى على صغار المزارعين من جشع أصحاب المزارع والأراضى»، موضحاً أنه قد يلجأ بعض الملاك إلى إجبار الفلاحين على العمل بدون التأمين عليهم، وطالب بضرورة نشر ثقافة حقوق الفلاح والعامل الزراعى خلال الفترة المقبلة، وفتح وسائل اتصال بين العمال الموسميين والجهات المختصة بالتأمين عليهم، بما يمكنهم من تقديم الشكاوى ضد كل من يحاول إهدار حقوق الفلاحين البسطاء.

وفى المنيا، عبر عشرات الفلاحين من أبناء المحافظة عن سعادتهم بقرار الرئيس السيسى بتكليف الحكومة بمد مظلة التأمينات الاجتماعية والصحية لتشمل العمالة الموسمية، مؤكدين أنهم يمثلون أحد الأعمدة التى يرتكز عليها الاقتصاد الوطنى، كما اعتبروا أنهم «وقود ثورة صامتة تقوم على العمل والاجتهاد فى الحقول، ولم يخذلوا الدولة أبداً، ولو أخلص الجميع مثلهم فى العمل بضمير، لتغير حال البلاد والعباد».

وقال «إبراهيم ربيع»، نقيب الفلاحين بمركز ملوى، إن قرار الرئيس السيسى بتكليف الحكومة بالتأمين على العمالة الزراعية الموسمية، «قرار صائب جداً انتظره الجميع، وجاء فى الوقت المناسب»، مؤكداً أنه «ينبغى على الدولة أن تنفذه على وجه السرعة، دون استثناء أحد، أو التقيد بالروتين»، مشيراً إلى أن معظم العاملين بمهنة الزراعة، ممن يعملون باليومية، انصرفوا عنها، واتجهوا إلى محافظات الوجه البحرى، للعمل كبوابين أو حراس عقارات، لتلبية احتياجات أسرهم»، وأضاف أن القرار من شأنه أن يشعرهم بأنهم أصبحوا فى نظر الحكومة مثل باقى الموظفين فى الدولة.

{long_qoute_3}

وأضاف «ربيع» أن «مشكلة الفلاح كانت تتلخص فى كونه لا يعيش حياة كريمة، ومشغول دائماً بالبحث عن قوت يومه، ولا يجد غطاءً تأمينياً له ولأسرته»، وفى كثير من الحالات، بعد وفاة الفلاح، تتعرض أسرته للإذلال، بحثاً عن معاش الضمان الاجتماعى، وهو معاش ضئيل، واعتبر أن «قرار الرئيس طمأن الفلاح على مستقبله، وجعله يشعر بأن هناك من يحنو ويخاف عليه»، مشيراً إلى أن هذا الشعور بدأ يتنامى لدى المزارعين، بعدما تم اتخاذ عدة قرارات تصب فى مصلحة الفلاحين، ومنها زيادة أسعار توريد المحاصيل الزراعية، وفى مقدمتها محاصيل القمح وقصب السكر.

وقال «محمد حسين»، منسق اتحاد الفلاحين بالمنيا، إنه منذ إشهار الاتحاد فى عام 2011، كان أهم المطالب التى تبناها «مظلة تأمينية شاملة لكل فلاح»، مؤكداً أن «الفلاح هو المواطن الوحيد فى مصر الذى لا يعمل فى الحكومة، وفى نفس الوقت، يكد ويشقى من أجل الشعب كله، ليعيش هو وغيره فى رخاء وأمان»، وأضاف أنه «فى تاريخ الشعوب، ظل الفلاح هو وقود ثورة صامتة، تقوم على العمل والاجتهاد والإنتاج، فثورتهم عمل لا تظاهر، ولم يخذلوا الدولة أبداً»، وشدد على أنه «لو كل مواطن مصرى أخلص فى عمله مثل الفلاحين، لتغير حال البلاد والعباد، فأكثر مواطن يخاف على بلده هو الفلاح البسيط، ويكاد يكون هو أول وأهم عنصر إنتاج فى الدولة»، على حد تعبيره.

كما وصف «حسين» قرار الرئيس بأنه «بشرة خير، انتظرناها كثيراً»، معرباً عن أمله فى أن يشمل التأمين كافة مناحى الحياة، ليس للفلاحين فقط، وإنما لكل أصحاب المهن الحرة من البسطاء، مثل الصيادين و«كل إنسان ينتج الخير من أجل مصر والمصريين»، كما شدد على ضرورة أن تكون مظلة التأمين «منصفة وعادلة»، مثل كبار الموظفين فى الحكومة، مشيراً إلى أنه «إذا ما طبقت الدولة سياسات الرئيس لدعم الفلاح والزراعة، لتكالب الشباب على العمل فى هذه المهنة الشريفة»، وهذا يحتاج إلى دعم ومتابعة مستمرين لكل ما يتعلق بالإنتاج الزراعى، وتفعيل دور الجمعيات الزراعية، وتوفير المبيدات والكيماويات والبذور المنتقاة الجيدة للفلاحين، خاصةً أن الإنتاج الزراعى هو الغذاء الرئيسى للشعب المصرى.

وناشد «عبدالحكيم محروس»، مزارع، الرئيس السيسى الاهتمام بمحافظات الصعيد، باعتبار أنها محافظات تعتمد على النشاط الزراعى فى المقام الأول، من خلال إقامة شبكة طرق تساعد فى تسويق المحاصيل، وعودة دور المرشد الزراعى بالجمعيات، وألا يقتصر دورها فقط على حصر المساحات والأراضى المنزرعة، وصرف حصص السماد، وأن يكون موظفو الجمعيات والإدارات الزراعية من المهندسين الزراعيين المتخصصين، «يقدمون لنا النصائح والدعم، ويساعدوننا على زراعة أفضل التقاوى، واختيار أجود الأسمدة والأصناف، والزراعة بالطرق الحديثة، مع عقد دورات تدريبية لنا بين الحين والآخر، حول طرق الزراعة الجيدة، ومقاومة الآفات والأمراض».

وقال «رمضان خاطر»، فلاح، إن تطبيق نظام التأمين الاجتماعى على الفلاحين سيكون بمثابة «طوق نجاة» لهم، مؤكداً أن «الفلاح ينام الليل ويفكر فى تأمين مستقبل أسرته الغامض»، وأضاف أنه «يجب على الحكومة أن تقف بجوار الفلاحين، من خلال توفير مستلزمات إنتاج جيدة، تحت رقابة وإشراف وزارة الزراعة، وتكون هناك معاشات نقابية، يتم صرفها من نقابات الفلاحين بالمحافظات، بالإضافة إلى تفعيل دور تلك النقابات كوسيط بين الجهات الحكومية والفلاحين، لتلبية مطالبهم، ومنها عمل مظلة تأمينية شاملة، وأن يتم توجيه الرسوم التى تسددها نقابات الفلاحين للجمعيات الزراعية فى مشروعات استثمار زراعى، يمكن أن توظف عوائدها لصالح الفلاحين، وأضاف أن «الفلاح لا يسعى إلى شراء سيارة أو شقة، وإنما حلم حياته أن يعيش حياة كريمة»، لافتاً إلى أن كثيراً من العمال الموسميين فى الزراعة تركوا الحقول، واتجهوا للعمل فى تلميع الأحذية بالقاهرة، خاصةً الشباب، الذين تركوا مهنة آبائهم وأجدادهم، نتيجة انخفاض دخل العمل بالزراعة.

كما عبر العشرات من الفلاحين فى محافظة كفر الشيخ عن سعادتهم بقرار الرئيس السيسى بتكليف الحكومة بمد مظلة التأمينات إلى العمالة الموسمية، ومن بينهم العمال الزراعيون، مؤكدين أن «القرار يصب فى صالح فئة كبيرة عانت من التهميش طويلاً»، وقال «عبدالفتاح أحمد البسطويسى»، أحد كبار المزارعين بمنطقة «سيدى سالم»، إن قرار الرئيس السيسى أدى إلى شعور الفلاحين بالأمان على حياتهم ومستقبل أبنائهم، وأضاف أن «أهم خطوات العدالة الاجتماعية، توفير تأمين صحى واجتماعى للعمالة الموسمية، خاصةً عمال اليومية، الذين يمثلون قطاعاً كبيراً من المواطنين».

وتابع «على عبدالبصير»، مزارع من أبناء المحافظة، أن تكليف الرئيس السيسى للحكومة يجب أن يشمل تقديم كافة أوجه الدعم للفلاحين، خاصةً أنهم عانوا طويلاً بسبب التجاهل وعدم الالتفات لمشاكلهم، وضياع حقوقهم، بالإضافة إلى الاهتمام بالمحاصيل الزراعية، ووضع تسعيرات محددة لها، مؤكداً أنها من الأمور التى يكون الفلاحون فى أمس الحاجة إليها، وطالبوا بها لسنوات، بينما قال «محمود الشوادفى»، عامل زراعى، إن كثيراً من الفلاحين بمحافظة كفر الشيخ استقبلوا خبر تكليف الرئيس للحكومة بمد مظلة التأمينات للعمالة الموسمية بـ«فرحة كبيرة»، مؤكداً أن القرار يعكس اهتمام الرئيس بهذا القطاع الكبير من المواطنين، من غير الموظفين بالجهاز الإدارى للدولة.

وفى الغربية، عبر العديد من الفلاحين بالمحافظة عن سعادتهم بقرار الرئيس، مؤكدين أنه «أثلج صدورهم»، ما يؤكد انحيازه إلى البسطاء من المصريين، ووصف نقيب الفلاحين، حسن البصرى، القرار بأنه «تاريخى»، مؤكداً أنه «حجر الزاوية للحفاظ على مهنة الزراعة وحمايتها من الانهيار»، وأضاف فى تصريحات لـ«الوطن»، أنه يجرى العمل حالياً على وضع آليات عاجلة لتنفيذ القرار وفق جدول زمنى، بالتنسيق مع المحافظة ومديريتى الزراعة والقوى العاملة، وأكد أنه سيتم حصر كافة العاملين المؤقتين فى القطاع الزراعى، وإلزام كافة الجهات المعنية بأسمائهم أولاً بأول، لضمان حقوقهم، والحفاظ على متطلباتهم المالية فى المرحلة المقبلة.


مواضيع متعلقة