الغربية.. أصحاب المزارع: الفيروسات قضت على 50% من التسمين وكبدتنا خسائر فادحة.. وإنتاج البيض تراجع لـ7% فقط

كتب: رفيق محمد ناصف

الغربية.. أصحاب المزارع: الفيروسات قضت على 50% من التسمين وكبدتنا خسائر فادحة.. وإنتاج البيض تراجع لـ7% فقط

الغربية.. أصحاب المزارع: الفيروسات قضت على 50% من التسمين وكبدتنا خسائر فادحة.. وإنتاج البيض تراجع لـ7% فقط

«موت وخراب ديار»، هكذا وصف أصحاب مزارع الدواجن بمحافظة الغربية الكارثة التى لحقت بهم جراء انتشار فيروسات إنفلونزا الطيور، وكبدتهم خسائر فادحة بعد نفوق 50% من دواجن التسمين وانخفاض معدل إنتاج البيض من 90% إلى 7%.

وقال مدحت البربرى، صاحب مزارع البربرى، فى قرى بسيون، إن «كافة مزارع الدواجن سواء التسمين أو البياضة أصابها فيروس نيوكاسل وغيره من الفيروسات مثل h9، وh5»، وأضاف لـ«الوطن» أن فيروس النيوكاسل هو المنتشر بين مزارع بسيون، ونسبة النفوق فى دواجن التسمين وصلت لنحو 50% وإنتاج مزارع البيض تأثر بسبب هذا الفيروس وتراجع الإنتاج من 90% إلى 5 و7%، ما كبدهم كأصحاب مزارع خسائر كبيرة، موضحاً أن فيروس النيوكاسل يصيب الدواجن فى مزارع التسمين وعمرها ما بين 25 و35 يوماً، قبل بدء عمليات البيع، وهو ما يعتبر «موت وخراب ديار»، وللأسف التحصينات هى السبب، «الفرخة بتكون كويسة وبتموت لما بتتحصن.. لأن الأدوية البيطرية مغشوشة ومصنوعة تحت بير السلم ومفيش رقابة من الحكومة»، وأشار «البربرى» إلى أن مربى الدواجن يعانون من انعدام الرقابة من قبل المسئولين، فلا توجد رقابة لمنع الأدوية البيطرية المنتشرة فى الأسواق، والحد من الارتفاع الجنونى الذى تشهده الأعلاف كل فترة، وهم كأصحاب مزارع دواجن لا يعرف المسئولون فى مديرية الطب البيطرى لهم طريقاً، ومهنة تربية الدواجن فى النزع الأخير بسبب تجاهل الدولة لتلك المهنة التى تعتبر ركناً أساسياً فى الاقتصاد المصرى، قائلاً «التحصينات بدون نتيجة وغالبية الدواجن أصابها المرض، والخسارة وصلت إلى 90%، والطب البيطرى لا يعرف شيئاً عن مزارع الدواجن، فهناك أطباء بيطريون غير قادرين على التفرقة بين دجاجة التسمين ودجاجة منتجة بيض المائدة». وطالب بتسليم مسئولية الثروة الداجنة للقوات المسلحة باعتبارها الجهة الأكثر انتظاماً وانضباطاً، على أن تكون هى المسئول عن استيراد جميع خامات صناعة الدواجن، قبل أن تنهار المهنة، التى يعمل بها مئات الآلاف من العاملين، لافتاً إلى أن أصحاب المزارع خلال الـ5 سنوات الأخيرة تعرضوا إلى خسارة فادحة: «بعنا كل اللى معانا وعلينا ديون لا تسددها ثمن بيع المزارع نفسها، الدجاجة كلفتنا حتى الآن 50 جنيهاً ولا تنتج بسبب المرض، وفى حالة بيعها لن يتعدى ثمنها 20 جنيهاً».

{long_qoute_1}

وقال عبدالحميد عبدالصمد، صاحب مزرعة، إن قرى كفر سالم وشبراتنا وكفر العسكر وجناج وغيرها فى مركز بسيون، يمتهن أهلها تربية الدواجن ويتوارثها الأبناء عن الآباء والأجداد، حتى أصبحت قلعة البروتين الأبيض فى مصر، وتنتج 30% من بيض المائدة، ويتردد عليها التجار والمربون من كافة المحافظات، مشيراً إلى أن مزرعته نفق بها نحو 15% بسبب فيروس النيوكاسل، ما عرضه لخسائر كبيرة: «الفيروس ظهر فى المزرعة بين الدواجن البياضة من 20 يوم، وكل يوم بنخسر ومعدل إنتاج البيض بيقل.. بيوتنا خربت وعلينا ديون لأصحاب الأعلاف والبنوك لا نعرف هنسددها إزاى». محمد عمار، عامل بإحدى مزارع السنطة، أشار إلى أن المزارع ظهر بها عدة فيروسات تؤدى لنفوق الدواجن فى أقل من 3 أيام، أشهر تلك الفيروسات نيوكاسل وh9، ورغم التحصينات المستمرة تنفق الدواجن، لافتاً إلى أن غالبية التحصينات فاسدة ومصنعة فى مصانع بير سلم، «أكثر من مرة نحصن الطيور ونلاقيها فى اليوم التانى ماتت».

وقال محمد المنسى، صاحب إحدى المزارع، إن الدواجن المنتجة لبيض المائدة يتم تربيتها من عمر يوم، حتى 120 يوماً وصاحب المزرعة يصرف عليها بدون عائد، والدجاجة تنتج بمعدل بيضة كل يوم، مضيفاً «وقت جنى ثمار 120 يوم من التعب والمصاريف، الدواجن ماتت بسبب فيروسات إنفلونزا الطيور الموسمية»، مشيراً إلى أن مزرعته بها 1000 دجاجة منتجة للبيض، والإنتاج الطبيعى 800 بيضة فى اليوم، وبسبب المرض لا يتخطى حالياً الـ300 بيضة. عبدالخالق النويهى، نائب رئيس الرابطة المصرية لمربى الدواجن، قال إن «فيروسات إنفلونزا الطيور فى الأعوام السابقة تحورت ونتج عنها أجيال جديدة، ومصر رائدة فى إنتاج الأجيال الجديدة من الفيروسات والعترات»، مشيراً إلى أن فيروسh8 تم تسجيله العام الماضى والسبب فى ذلك استيراد الأدوية البيطرية من دول لا تتوافق طبيعتها الجغرافية مع المناخ الجغرافى للتربة المصرية، وكان من الواجب على الحكومة المصرية والطب البيطرى إنتاج عترات لقاح من مسحة مصرية بها خواص التربة المصرية، تستطيع من خلالها التصدى لتلك الأوبئة، لكنها تعتمد على استيراد الأدوية البيطرية التى لا تناسب المناخ المصرى، «كل دول العالم بتنتج لقاحات وعترات لنفسها والدولة الوحيدة اللى بتعانى دلوقتى هى مصر بسبب أنها لم تتعامل بالشكل المطلوب مع تلك الصناعة، كما أن معمل العباسية وقطاع الطب البيطرى لم ينتجا لقاحاً مناسباً حتى الآن، ولو فيه إنتاج لقاحات مصرية هتساعدنا فى القضاء على أى فيروس فور ظهوره»، وأضاف: «الأدوية 90% منها مغشوشة، شوية ميه بسكر عليها لون ويقولوا عليها أدوية لإنفلونزا الطيور وتباع بـ400 جنيه»، لافتاً إلى أن الحل الوحيد لإنقاذ الثروة الداجنة فى مصر والنهوض بتلك الصناعة مرة أخرى، يتلخص فى نقطتين، أولاً منع استيراد الأدوية من الخارج، وثانياً إنتاج أدوية مصرية من قبل الطب البيطرى، منوهاً بأن استمرار الأوضاع بهذه الصورة سيقضى على الصناعة خلال عامين، وأن إنتاج مصر فى 2006 كان مليوناً و700 ألف كتكوت فى اليوم، حالياً انخفض الإنتاج إلى مليون و500 ألف، وهو ما يعنى انخفاض نسبة الإنتاج مقارنة بزيادة عدد السكان وبالتالى زيادة نسبة الاستهلاك، «المفترض تكون مصر بتنتج حالياً 3 ملايين كتكوت فى اليوم، وده معدل طبيعى مع زيادة السكان، تراجع معدل الإنتاج خلال 12 سنة يؤكد أن مهنة الدواجن فى طريقها للانهيار».


مواضيع متعلقة