أصحاب المزارع السمكية بدمياط يصرخون: «تلوث بحيرة المنزلة خرب بيوتنا»

كتب: سهاد الخضرى

أصحاب المزارع السمكية بدمياط يصرخون: «تلوث بحيرة المنزلة خرب بيوتنا»

أصحاب المزارع السمكية بدمياط يصرخون: «تلوث بحيرة المنزلة خرب بيوتنا»

مأساة حقيقية يعيشها العشرات من أصحاب المزارع السمكية والعاملين بها فى محافظة دمياط بعد نفوق كميات كبيرة من أسماكهم، بسبب زيادة معدلات تلوث مياه بحيرة المنزلة المغذية لتلك المزارع بمخلفات الصرف الصحى، نظراً لإغلاق «قناة البط» منذ سنوات عدة، ومع ارتفاع درجة الحرارة مؤخراً شهدت المزارع نفوق كميات كبيرة من الأسماك، تُقدر بنحو 200 طن، مما أدى إلى خلق حالة من الغضب والسخط بين أصحاب المزارع، إضافة إلى آلاف العاملين فى تلك المزارع الذين أصبحوا مهددين بالتشرد.

وبدأ «السيد محمد»، مالك إحدى المزارع السمكية، حديثه لـ«الوطن» بقوله: «خسارتى كبيرة، وربنا وحده اللى عالم بى، خلال أسبوع واحد خسرت أكثر من 3.5 طن سمك دنيس ولوت، قيمتهم 300 ألف جنيه»، وأرجع سبب نفوق هذه الكمية الكبيرة من الأسماك إلى ارتفاع درجة الملوحة ونقص الأكسجين فى المياه. وأضاف أنها «ليست المرة الأولى التى نفقد فيها ثروتنا السمكية»، مشيراً إلى أن نحو 40 من أصحاب المزارع السمكية فى دمياط، خسروا أكثر من 150 طناً من الأسماك خلال الفترة الأخيرة.

{long_qoute_1}

وشدد «السيد» على ضرورة سرعة تدخل المسئولين بمختلف الهيئات والجهات المعنية لحل أزمة تلوث بحيرة المنزلة، مطالباً بتغيير وتعميق قنوات الرى والصرف الخاصة بالمزارع السمكية بمنطقة «مثلث الديبة»، بالقرب من «بحر الميدان»، كما طالب بالعمل على تنمية وتطهير البحيرة، بالإضافة إلى تعويض أصحاب المزارع عن خسائرهم، من قيمة الإيجار التى يسددونها إلى هيئة الثروة السمكية، وتساءل بقوله: «أين دور الهيئة من تنمية بحيرة المنزلة وتنمية المصارف والمراوى بها؟».

وقال «حسن الشافعى»، صاحب مزرعة سمكية على نحو 3000 فدان، يعمل فيها نحو 2000 عامل، إن هؤلاء العمال أصبحوا مهددين بفقدان عملهم بين يوم وليلة، نظراً لتلوث بحيرة المنزلة بفعل تصريف الصرف الصحى لعدد من القرى مباشرة فيها، وطالب بالعمل على إعادة افتتاح «قنال البط»، لتجديد مياه البحيرة، مشيراً إلى انخفاض إنتاجية المزارع السمكية بنحو 70%. وأضاف أنه «رغم مطالباتنا المتكررة بفتح قنال البط، حتى يتم تجديد مياه بحيرة المنزلة لحل الأزمة، فإنهم يكتفون بوعودهم الزائفة، التى نسمعها منهم منذ 18 عاماً، ورغم شكوانا مراراً وتكراراً، لم يحرك أحد من المسئولين ساكناً»، واختتم حديثه لـ«الوطن» بقوله: «خسرنا كل ما نملك، ولا يوجد لدينا مصدر رزق آخر، واضطررت إلى تسريح نحو 60% من العمال، ويعيش على تلك المزارع عشرات الآلاف من العمال». وأضاف: «كنت بأصدر إنتاج المزارع من الدنيس والقاروص والبورى إلى دول أوروبا، وحالياً أنا محلك سر، مش عارف أوزع إنتاجى حتى فى كفر البطيخ، نظراً لضعف الإنتاج ونقص جودته».

والتقط «محمد شحاتة»، صياد، طرف الحديث قائلاً: «مش عايزين أكثر من تطهير بحيرة المنزلة، حتى يعود عملنا لما كان عليه، فنظراً لتلوث مياه البحيرة ونفوق الأسماك وتراكم الديون علىّ، اضطررت لبيع أرضى لسداد تكاليف المزرعة السمكية من إيجار وخلافه».

بدوره، قال السعيد عاشور، نقيب الصيادين بمحافظة دمياط، لـ«الوطن»، إنه خسر أكثر من نصف طن من أسماك البورصة والدنيس، مطالباً بوقف الإيجار «رحمة ورأفة بنا، خاصة أن الأزمة متكررة كل عام»، وتابع أنه «منذ سنوات، ويتم وعدنا بحل الأزمة وفتح قنال البط لتطهير بحيرة المنزلة المغذية للمزارع السمكية بمنطقة المثلث، دون جديد»، مشيراً إلى أن نحو 90% من المزارع السمكية بدمياط نفقت أسماكها بسبب تلوث مياه بحيرة المنزلة.

من جانبه، نفى حسن علوان، رئيس هيئة الثروة السمكية بدمياط، ما تردد من أصحاب المزارع السمكية حول نفوق الأسماك بسبب تلوث المياه المغذية للأحواض، والمقبلة من بحيرة المنزلة، وأكد أن الأسماك النافقة لا تزيد على 100 كيلوجرام لدى صاحب مزرعة سمكية، قام بوضع كميات كبيرة من الأسماك فى الأحواض، بما لا يتناسب مع حجم الحوض، مما تسبب فى اختناق الأسماك. وأضاف أن بعض أصحاب المزارع يرددون تلك المزاعم، بغرض التهرب من دفع الضرائب، بحسب قوله.

كما أكد مصدر مسئول فى هيئة الثروة السمكية، لـ«الوطن»، أن بحيرة المنزلة تقلصت مساحتها من 750 إلى 182 ألف فدان، يخص محافظة دمياط 70 ألف فدان منها، يشطرها الطريق الدولى إلى نصفين، وتبلغ مساحة المنطقة الأولى، المعروفة باسم «مثلث الديبة»، نحو 43 ألف فدان، منها 27 ألف فدان مزارع سمكية، بواقع 1000 مزرعة مؤجرة، تنتج أجود أنواع الأسماك، مثل «الدنيس والقاروص والبورى والسهيلى والجمبرى وأسماك اللوت والحنشان»، أما المنطقة الثانية فتسمى «البحيرة الأم»، بمساحة 27 ألف فدان، منها 6 آلاف فدان موزعة على 200 مزرعة، تنتج أسماك العائلة البورية والبلطى والمبروك والقراميط.

وأضاف المصدر أن المزارع السمكية فى كلتا المنطقتين تعتمد على مياه بحيرة المنزلة، التى تعتمد هى الأخرى فى تغذيتها على العديد من مصادر المياه، سواء العذبة أو المالحة، وقد تقلصت مساحتها خلال السنوات الماضية، نتيجة اختلاط مياه البحيرة بالصرف الصحى والصرف الصناعى للمصانع، مشيراً إلى أن إغلاق «قنال البط» أحد أسباب الأزمة، مما أدى إلى انخفاض الإنتاج السمكى فى البحيرة بصورة كبيرة.

.. وكميات منها بعد تجميعها


مواضيع متعلقة