«الوطن» ترصد ساعات الحزن بمنازل الصيادين المحتجزين بالسودان قبل بدء المحاكمة

كتب: صالح رمضان

«الوطن» ترصد ساعات الحزن بمنازل الصيادين المحتجزين بالسودان قبل بدء المحاكمة

«الوطن» ترصد ساعات الحزن بمنازل الصيادين المحتجزين بالسودان قبل بدء المحاكمة

تنظر محكمة سودانية، اليوم الأربعاء، أولى جلسات محاكمة 37 صياداً من محافظتى الدقهلية وكفر الشيخ، بتهمة المرور فى محمية طبيعية، بعد 17 يوماً من احتجازهم فى مدينة بورسودان، فيما كلفت السفارة المصرية فى الخرطوم محامياً للدفاع عن الصيادين، تمهيداً لإطلاق سراحهم، وإعادتهم إلى ذويهم.

وقبل ساعات من بدء المحاكمة، زارت «الوطن» أسر 27 صياداً من أبناء مدينة المطرية، وقالت خديجة السيد علوش، زوجة الصياد عبدالموجود السيد: «لم يخرج زوجى للصيد منذ 5 سنوات، فعمره بلغ 67 سنة، ولم يعد قادراً على الحركة، إلا أن صاحب المركب أقنعه بالخروج فى هذه الرحلة، لتدبير نفقات تجهيز ابنتنا الصغرى للزواج». وأضافت: «قبل خروجه فى رحلة الصيد عقدنا قران ابنتنا، على اتفاق بتحديد موعد الزواج بعد عودة زوجى، لكننا الآن لا نعرف عنه شيئاً، فالاتصالات به انقطعت منذ 20 يوماً، وهو مريض بالقلب، ويخرج للصيد فى بحيرة المنزلة على فترات متقطعة ليتمكن من شراء العلاج، فالمعاش الذى يتقاضاه لا يزيد على 650 جنيهاً، وتعمل ابنتنا فى مصنع ببورسعيد لتساعد فى سد احتياجاتنا».

{long_qoute_1}

وقبل أن تكمل «علوش» حديثها، دخلت ابنتها «نجلاء» فى نوبة بكاء هستيرى، وقالت: «أريد عودة أبى، فهو عندى بالدنيا كلها، وأشعر بالذنب لأنه سافر ليوفر نفقات زواجى، بعدما زوّج قبلى 4 شقيقات، وكان مقرراً أن يتم زفافى الشهر المقبل، فور عودته، إلا أن احتجازه فى السودان أدى إلى تأجيل كل الترتيبات، وأشعر بالقلق عليه، فهو مريض بالقلب، ولم يعد قادراً على تحمل البهدلة».

فتحى التابعى، والد الصيادين المحتجزين: «السيد»، 25 سنة، و«رمزى»، 20 سنة، قال: «رفضت بشدة خروج الابنين فى هذه الرحلة، إلا أنهما أقنعانى بالموافقة، لأنها آخر رحلات الصيد الشتوية، وبعد انتهاء موعد الرحلة علمت أنهما محبوسان مع باقى الطاقم فى بورسودان، وأن صاحب المركب مطالب بسداد غرامة قيمتها 300 ألف جنيه، ما دفعه إلى تركهما فى السجن، لأن المبلغ كبير».

وأضاف: «سنوياً يخرج السيد ورمزى فى رحلات صيد، لكن قدرهما هذه المرة أن يتم القبض عليهما، وكل ما أريده الآن هو أن يعودا لى، فهما يتيمان، وتوليت تربيتهما منذ أن توفيت والدتهما منذ 20 سنة، وأشعر بأنهما فى رقبتى، فمنذ أيام زارتنى والدتهما فى المنام، وسألت عليهما، ومن وقتها لم تفارق الدموع عينىّ».

أما ميرفت محمد السيد، والدة الصياد إسلام الكفراوى، 20 سنة، فقالت: «هو العائل الوحيد للأسرة التى تتكون من 5 شقيقات، وكل ما أحلم به الآن أن يعود لنا سالماً، نفسى أسمع صوته، فعينى لم تر النوم منذ علمت بخبر القبض عليه، وهو نفس حال باقى الأسر، فنحن جيران، ونعيش فى نفس المستوى من الفقر، وكل أسرة تعيش فى حجرة واحدة، إما حصلت عليها عن طريق الميراث، أو بالإيجار الشهرى»، مضيفة أنها علمت بخبر القبض على ابنها عندما ذهبت إلى منزل رئيس المركب، لتسأل عن الصيادين.

{long_qoute_2}

«زوجى عاد لى جثة فى رحلة صيد، ولا أريد أن يتكرر هذا مع ابنى الوحيد»، بهذه الكلمات بدأت رضا البساطى، والدة الصياد عمرو السيد الكفراوى، 21 سنة، حديثها، مشيرة إلى أن ابنها حصل على شهادة الدبلوم، ثم قرر أن يخرج إلى الصيد، وأضافت: «حرمنى البحر من زوجى، ولا أريد أن يحرمنى من ابنى»، موضحة أن «زوجة رئيس المركب رفضت إبلاغى بالحقيقة، فأخبرتنى بأن المركب تعطل بالصيادين، ولم أعلم بالقبض عليه إلا من أصحابه».

من جهته، أعلن الدكتور أحمد الشعراوى، محافظ الدقهلية، عن صرف مديرية التضامن الاجتماعى مساعدات عاجلة لأسر الصيادين نظراً لظروفهم المالية الصعبة، مؤكداً متابعته تفاصيل القضية عبر الاتصالات المستمرة مع وزارة الخارجية.


مواضيع متعلقة